عند الحديث عن مسكن اقتصادي لا بد من التطرق إلى ارتفاعات الأسقف, حيث اكتسبت عادة بناء الأسقف المرتفعة للمباني على مر العصور أهمية كبيرة بسبب النواحي المناخية والفسيولوجيكية والاجتماعية والجمالية وقد تميزت المساكن القديمة الصحراوية بسقف عال نسبيا, ومن الأسباب التي أدت إلى بناء الأسقف المرتفعة في المباني التقليدية هي الاستفادة من خاصية ارتفاع الهواء الساخن وانخفاض الهواء البارد. فعند ارتفاع الهواء الحار صيفا وخروجه من نوافذ مرتفعة يحل محله هواء بارد من الفتحات والنوافذ المنخفضة، التخلص من الدخان المتولد من إحراق الخشب للطبخ صيفا وللتدفئة شتاء عن طريق الفتحات الموجودة في أعلى السقف، المكانة الاجتماعية للساكنين فكلما زادت المكانة الاجتماعية زاد ارتفاع السقف.
في الوقت الحاضر وبعد أن توافرت وتطورت الوسائل الميكانيكية لتكييف الهواء والمواد وطرق التنفيذ زادت أهمية النواحي الفنية والاقتصادية التي أدت إلى تخفيض ارتفاع الأسقف, ومن إيجابيات ذلك على سبيل المثال تقليل تكلفة الإنشاء دون التأثير في راحة الساكنين، استهلاك أقل من مواد البناء، تقليل الأيدي العاملة والتكلفة الإجمالية للإنشاء، انتشار المساكن الخرسانية المسبقة الصنع ومن ثم ارتفاع الجودة، استهلاك أقل للطاقة سواء كانت تدفئة أو تبريدا أو تهوية، كما تعطي الشعور بالخصوصية والألفة والدفء للمكان، وزيادة عدد الأدوار في المباني المرتفعة، وسرعة الإنجاز للمباني.
إن الارتفاع المناسب للغرف التي لا تزيد مساحتها على 36 مترا مربعا هو 2.7 متر أو أقل في المناطق الصحراوية، أما في المناطق الساحلية فيجب ألا يقل ارتفاع السقف عن 2.7 متر بغض النظر عن النواحي الجمالية أو السيكولوجية.
من الصعب ملاحظة ارتفاع درجات الحرارة لأسقف ارتفاعها 2.4 متر فارتفاع درجة الحرارة الداخلية محدود وفيما يلي بعض المعايير التصميمية:
- يعد ارتفاع 2.4 متر للسقف مناسبا والزيادة يعد مسألة فسيولوجية مؤقتة.
- يجب مراعاة أنظمة الإضاءة الطبيعية والصناعية، كي يتحسن وينخفض الصوت لانعكاسه بصورة أسرع. إذا لم نأخذ الاعتبارات الفسيولوجية والجمالية أحيانا فنجد أن ارتفاع السقف المثالي لمساحة غرفة لا تتجاوز 20 مترا مربعا هو 2.4 متر وكلما زادت المساحة زاد ارتفاع السقف ومن الممكن استخدام المعادلة التالية لمعرفة ارتفاع السقف المناسب:
س = (ص – 20 مترا مربعا )x 2.5 سنتيمتر + 240 سنتيمترا
حيث إن س = ارتفاع السقف بالسنتيمتر. ص = المساحة بالمتر المربع.
المعادلة المذكورة أعلاه هي نتاج تجارب شخصية ويفضل مراعاة المعايير المذكورة سابقا.
