نعود هذا الأسبوع للإجابة عن سؤال أحد الذين يعانون ألماً في العضلة الضامة، حيث ذكر باختصار شديد التالي، عمري 34 سنه، بدأت الإصابة أثناء لعب كرة القدم بالتواء في مفصل الفخذ وقاربت درجة الإغماء من شدة الألم ولم أستطع المشي وتم نقلي إلى المستشفى ونصحني الطبيب بعدم اللعب لأسبوعين، وبعدها ظللت أعاني من عدم قدرتي على ركل الكرات الطويلة بالجهة المصابة وبدأت أستخدم القدم الأخرى، وعاودت اللعب على الرغم من الألم ولعبت مباراة من دون إحماء وبعد ركلي للكرة أحسست بأقسى أنواع الألم منذ أكثر من عشر سنوات وما زالت حتى الآن لدرجة لا أستطيع المشي لأكثر من 100 متر بمساعدة العصا أو من دونها.
خضعت لجلسات علاج طبيعي في العديد من المستشفيات دون فائدة حتى إنها أسهمت في تغيبي المتكرر عن عملي سواء للعلاج أو غير ذلك، وحرمتني هذه الإصابة من كل شيء حتى من الزواج، حتى إن المسكنات أصبحت دون فائدة.
الإجابة: هذا النوع من الإصابات تحتاج إلى تشخيص أدق - بأشعة الرنين المغناطيسي - لنعرف هل التمزق كامل أم جزئي، ما درجته في أوتار العضلات الضامة وخصوصا في وتر ( ( Adductor Longus؟ فهو أكثر وتر في العضلات الضامة يتعرض لهذا النوع من الإصابات، وهل هناك تكلس في منشأ العضلة مع عظمة العانة أم لا؟ يتضح بعد الفحص بالأشعة النووية، وهل هناك تورم أو تجمع دموي؟ جميعها توضح الصورة كاملة لنا وتسهل من وضع البرنامج العلاجي والتأهيلي لمثل هذه الإصابات.
ولأن الوتر بعد الإصابة الأولى لم يتعالج بالشكل المطلوب، لذلك عاودتك الإصابة، أضف إلى ذلك أنه حتى إن تعالجت بشكل جيد، فاللعب دون إحماء يقود إلى مثل هذه الإصابات التي نراها بشكل متكرر مع اختلاف درجة الإصابة.
رأيي التالي:
1- تحتاج إلى إعادة فحص بأشعة الرنين والأشعة النووية لتحديد التشخيص بدقة من قبل استشاري جراحة العظام.
2- اختيار إخصائي علاج طبيعي متخصص بالعظام لتحديد البرنامج التأهيلي المناسب بناء على التشخيص ومعطيات نتيجة الأشعة وأعتقد أن العلاج الطبيعي لن يقل عن تسعة أسابيع متواصلة، ولن يزيد على 12 أسبوعاً في حالة التمزق أو القطع الجزئي من الدرجة الأولى، وربما يصل إلى أكثر من 4 أشهر في حالة التمزق من الدرجة الثانية، مع الراحة التامة عن مزاولة أي تمارين أو جهد على العضلة حتى زوال الألم مع إمكانية استخدام العلاج المائي - المسبح- في بداية العلاج والتأهيل.
3- بعض الحالات التي يفشل العلاج الطبيعي فيها هي قليلة جدا يلجأ جراحو العظام إلى قطع وتر العضلة الضامة كاملا (المصابة) لحل المشكلة على أن يلتزم المريض بالراحة التامة من 5- 7 أيام، وبعدها يبدأ في برنامج التقوية بشكل تدريجي للعضلات الضامة الأخرى لتعويض الوتر الذي تم قطعه لمدة ستة أسابيع مع برنامج لياقي وبعدها يتم ضمه إلى الفريق بناء على جاهزيته اللياقية، وقد شاهدت بعض الحالات التي خضعت لمثل هذا النوع من العمليات ولكن تحتاج إلى تقوية بشكل مستمر.
4- إن شاء الله الموضوع بسيط لكنه يحتاج إلى أن ترتب نفسك من جديد بالتشخيص الصحيح والشخص المؤهل لعلاجك وسترى الفرق والتحسن بإذن الله.
