بين الدكتور عبد الغني شعبان مدير التخطيط العمراني الهندسي لمخططات منطقة عسير، أن وزارة الشؤون البلدية والقروية تعد مخططا إقليميا لمنطقة عسير ليكون الخطوة الأولى والمدخل الحقيقي لجذب المستثمرين والاستثمار لمنطقة عسير وذلك لما يوفره من مقومات وإمكانات حقيقية ومشاريع في المجالات المختلفة الخدمية والإنتاجية والبنية الأساسية.
وقال شعبان إن هذه الخطوة أتت بعد دراسة متأنية استمرت أكثر من ثلاثة أعوام تم خلالها التعرف على الوضع الراهن للعناصر والمقومات والإمكانات والمشاكل البيئية والطبيعية والعمرانية والسكانية والخدمية والبنية الأساسية والإدارية والتشريعية والخروج من هذه الدراسة بمؤشرات، تم على أثرها إعداد استراتيجيات التنمية الإقليمية وشبه الإقليمية والمخطط الإقليمي لمنطقة عسير وشبه الإقليمي للمحافظات وبذلك حدد الخطط المستقبلية للمنطقة والمحافظات في المجالات المختلفة التي من أهمها اقتراح تقسيم إداري جديد للمنطقة للخروج من المشاكل الحالية والمتمثلة في عدم الاتزان بين السكان والمساحة والأنشطة، حيث تم تقسيم المنطقة إلى 14 محافظة، إضافة إلى أبها الحضرية التي تضم أجزاء من محافظتي خميس مشيط، أحد رفيدة. وتحديد مراكز النمو المختلفة بعدد (306) منها مركز وطني في أبها وخميس مشيط، ومراكز إقليمية وأجزاء من محافظات بيشة، محايل، ظهران الجنوب، تثليث، بلقرن، البرك ومحلية 20 تجمعا في عواصم المحافظات والمراكز ومجمعات قروية في 43 تجمعا أساسيا ومراكز خدمات قروية في 95 تجمعا قرويا وقرى خدمة في 140 تجمعا قرويا، التي ستقوم بتوفير كافة الخدمات والأنشطة والبنية الأساسية لهذه التجمعات والتجمعات التابعة لها، حيث إن لكل مستوى من هذه المراكز مستوى من الخدمات والأنشطة يلزم توفيره فيها وهذه المراكز موزعة على المحافظات والمراكز توزيعا عادلا حتى يتم نشر التنمية وتوفير الخدمات والأنشطة على مستوى المنطقة والمحافظات والمراكز.
وأضاف شعبان: لقد تم إعداد مخطط للبنية الأساسية حتى عام 1450هـ على أن يتم تطوير وصيانة القصور الحالي وعلى أن يستوعب الاحتياجات المستقبلية للحجم السكاني المتوقع.
وبين شعبان أن هناك دراسات جادة وجاهزة تشمل كل القطاعات الخدمية ففي مجال الطرق تم العمل على ازدواج المحاور الطولية الحالية أبها – الطائف، الطريق الساحلي، أبها - الرياض، أبها - جازان، أبها - نجران وصيانة وتطوير باقي الطرق الطولية مثل الدرب، محايل، مكة، خميس مشيط، بيشة وتنفيذ الطريق الدائري حول أبها الحضرية وحول بيشة ومحايل وغيرها من المدن الرئيسية كما تم اقتراح وإعداد محاور جديدة وخاصة المحاور العرضية التي تعمل على الربط العرضي بين تهامة ومرتفعات السروات والهضبة، ومنها بلقرن، بيشة، تثليث، إلى نجران بلسمر، خيبر الجنوب، كما تم اقتراح مسار للسكك الحديدية يمر أحدها بساحل عسير بتجمعات سعيدة الصوالحة وعمق البرك، ذهبان، القحمة الحريضه منها إلى جازان، وآخر من الشمال من تبوك ويمر بتجمعات عسير، بيشة، تثليث، طريب، خميس مشيط، أبها، أحد رفيدة، سراة عبيدة، ظهران الجنوب ومنها إلى نجران.
كما تم اقتراح مطار جديد شرق عقبة شعار وآخر في الحريضة مع تطوير مطار بيشة واقتراح ميناء في القحمة مع تطوير المراسي الحالية في شواطئ عسير.
وبالنسبة للمياه فقد تم تقسيم المنطقة إلى ستة قطاعات رئيسية وذلك لتوفير احتياجات هذه القطاعات من المياه حتى عام 1450هـ وفق المعايير التالية 250 لترا/فرد/يوم لأبها الحضرية، 200 لتر/فرد/يوم للتجمعات الحضرية، 100 لتر/فرد/يوم للتجمعات القروية وعليه ستصل الاحتياجات من المياه عام 1450هـ إلى 200 مليون متر مكعب/سنة بدلا من 48 مليون متر مكعب/سنة عام 1425هـ، آخذه في الاعتبار الأحجام السكانية المتوقعة عام 1450هـ. كما سيتم توفير شبكات المياه والصرف الصحي للتجمعات الحضرية والتجمعات القروية التي تزيد على ألف نسمة. وسيتم توفير الاحتياجات المستقبلية من الكهرباء والطاقة والاتصالات والبريد. وبالنسبة لأعمال التخلص من النفايات فقد أعدت دراسة وجار تنفيذها، من أهمها إسناد عمليات الجمع والنقل إلى القطاع الخاص وبإشراف البلديات، كما تمت الموافقة على تنفيذ 42 محطة انتقالية للنفايات، وسبع محطات رئيسية لمعالجة القمامة ملحقة بها مصانع للاستفادة من هذه المخلفات. وبخصوص استخدام الأراضي المستقبلية فقد تمت زيادة المساحة العمرانية إلى 10 في المائة من مساحة مناطق عسير البالغة 84084 كيلو مترا بدلاً من 3.8 في المائة من المساحة الحالية وعليه فقد تضاعفت مساحة الاستخدامات المختلفة (المدن والقرى ، المساحات الزراعية، والسياحية، والصناعية، والترفيهية ، وشبكات الطرق) وغيرها من الاستخدامات العمرانية. وفي مجال الاستخدام الصناعي فقد تم توفير مدينة صناعية في طريب بمساحة عشرة كيلو مترات مربعة، إضافة إلى مدينة أخرى في محايل بمساحة كيلو مترين، وتمت إضافة عدد أربع مناطق صناعية ملحقة بالتجمعات الحضرية في كل من: بيشة، تثليث، ظهران الجنوب، بلقرن بمساحة كيلو مترين مربعين في كل منهما، إضافة على مناطق صناعية بمساحة نصف كيلو متر مربع في مراكز النمو المحلية مع تخصيص مساحة للأنشطة الحرفية في جميع مراكز النمو القروية البالغ عدد 297 تجمعا. وتم اقتراح العديد من المشاريع الإنتاجية والخدمية والبنية الأساسية في جميع المحافظات موزعة على مراكز النمو في كل منها.
وأكد شعبان أن تفعيل المخطط الإقليمي لمنطقة عسير سيؤدي إلى حركة استثمارية كبرى ليس فقط في التجمعات الرئيسية في أبها، وخميس مشيط بل في جميع التجمعات الرئيسية الحضرية والقروية.