"آلاء".. تتنازل عن منزل الأحلام مقابل العثور على والدها
"آلاء".. تتنازل عن منزل الأحلام مقابل العثور على والدها
لم يكن أكبر أحلام الطفلة "آلاء طارق النقادي" أكثر من منزل خاص بها وبأسرتها في "دريم لاند"، ولكن الحادثة المأسوية التي حدثت للعبارة "سلام 98) أحبطت تلك الأحلام، وتحولت رغباتها إلى العثور على والدها وشقيقها المفقودين حتى أمس.
"آلاء" جاءت بصحبة أبيها وأمها وأختها وأخيها واثنين من المهندسين السعوديين، بهدف بناء منزل لهم في مدينة "دريم لاند" في الجيزة، وقالت إنها عثرت على أمها وأختها، لكن ما زال أبوها وأخوها والباقون مفقودين، ودموعها تؤكد أن حلم بناء منزل "دريم لاند" لم يعد مهماً أبداً في ظل غياب والدها وشقيقها.
الناجون السعوديون لم يكونوا أحسن حالاً من الناجين أصحاب الجنسيات الأخرى، فمناظر الجثث والأمتعة الطافية أخذت حقها من الرعب والهلع في نفوسهم.
فهد حسن العتيبي (21 عاماً) من الطائف، طالب جاء للقاهرة للدراسة في جامعة الأزهر، كان بصحبة صديقه مصطفى الذي فُقد ولا يعرف عنه أي شيء، أكد أن النار اشتعلت في الساعة 11 مساء الأربعاء في العبارة، وأنه عندما رأى النار تشتعل في الطابقين الأول والثاني خرج إلى السطح وسأل عن أسباب الحادث، فقال له الكابتن إنه حريق صغير جداً، وسيتم الانتهاء منه بسرعة، لكنه لاحظ أن العبارة تميل ناحية اليمين (جهة النار المشتعلة)، وأنه رأى الدخان يخرج بكثافة من الجانب الأيمن.
وأضاف العتيبي أن النار اشتعلت لمدة ثلاث ساعات في العبارة قبل أن تغرق، وأنه عندما وجد المياه قادمة إليه قرر العوم، وبعد أكثر من ساعة ونصف لاحظ وجود ضوء كبير على الساحل وجاءت إحدى السفن المصرية وانتشلته، وأشاد العتيبي بجهود السفارة السعودية، وقال لقد قاموا بكل شيء من أجل راحتنا وخدمتنا، مؤكداً أنه خسر كل ممتلكاته في البحر.
سعود حبيب النفيعي (26 عاماً) من الطائف، قال لـ"الاقتصادية" إنه جاء من أجل السياحة في مصر بصحبة ابن عمه مشعل محسن النفيعي، وأضاف أنه رأى الموت لمدة تزيد على نصف ساعة وبعدها جاءت سفينة أجنبية تسمى "اليانور" وانتشلته. أما ابن عمه مشعل محسن النفيعي (22 عاماً) فأكد أنه لا يصدق أنه نجا بعد أن رأى مناظر الجثث الطافية على الماء، موضحاً أنه جاء للسياحة وكان يركب في الدرجة الأولى التي امتلأت بالمياه زهاء الساعة 21.30 من منتصف ليل الأربعاء. وقال إن الحريق الذي اشتعل في الجانب الأيمن من العبارة جعلها تميل ناحية اليمين، ما اضطر القبطان إلى أن يطلب من الركاب الاتجاه إلى الناحية اليسرى حتى يمكن عمل توازن، لكن السفينة بدأت في الغرق.
محمد القحطاني (18 عاماً) من مكة يقول إنه جاء بصحبة أخويه أحمد وإبراهيم وأبيهم، وأن أحمد (20 عاماًُ) وإبراهيم (17 عاماً) نجيا معه، بعد أن سبح هو وأخواه لمدة ساعة ونصف حتى أنقذتهم إحدى فرق خفر السواحل المصرية.
وأضاف أن الشيء الذي يهمه الآن هو العثور على أبيه حياً، مؤكداً أن الرحلة كانت عذاباً، وأن النار اشتعلت في السفينة بعد نصف ساعة فقط من خروجها من الساحل السعودي، مشيراً إلى أنه كان في إمكان القبطان العودة إلى الساحل السعودي لكنه رفض، وأصر على إكمال الرحلة رغم اشتعال الحريق في السفينة.