"بروتون" تتدحرج في الأزمات دون سيارة فولكسفاجن

"بروتون" تتدحرج في الأزمات دون سيارة فولكسفاجن

بدت خطط مجموعة شركات فولكسفاجن الألمانية لتصنيع السيارات للتوسع في منطقة جنوب آسيا في طريقها للتداعي والانهيار، بعد أن تراجع مستوى أداء المجموعة في الصين.
وبدأت "فولكسفاجن" في حل رباط الأعمال التعاونية والمشتركة مع شركة بروتون الماليزية لتصنيع السيارات الأمر الذي قد يخلّف مشاكل لكلا الشريكين: فقد أرادت شركة فولكسفاجن في وقت من الأوقات في إيجاد سوق للنمو بالتعاون مع شركة بروتون لكنها الآن تنشغل عن شركة بروتون بالنظر إلى نفسها ومستقبلها. فقد فقدت أسهم "فولكسفاجن" في تداول بورصة كوالالمبور ما يزيد على 20 في المائة خلال الدقائق الأولى للتداول التجاري. وبهذا تواجه شركة VW المزيد من المشاكل في سوق آسيا الجنوبية المتنامية، إضافة إلى الصعوبات التي تعاني منها في الصين. ويعود سبب هذا التدهور لشركة
فولكسفاجن إلى سوء تقدير وتقويم خطط الانضمام الاستراتيجي مع شركة بروتون منذ البداية. فقد أراد الألمان أن يُديروا المجموعتين، صناعياً على الأقل، عقب توقيع الاتفاقية في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2004.
إلا أن مجموعة بروتون الحكومية رفضت التخلي عن الإدارة الصناعية. تدور الأمور حاليا حول كيفية تدبير الألمان وضعهم الحالي في منطقة جنوب آسيا. وحسبما تناقلته الأخبار داخل شركة فولكسفاجن فإن الشركة تسعى إلى البحث عن بدائل. إلا أنه من الصعب إيجاد البدائل المناسبة: حيث لا يمكن لـ "فولكسفاجن" التصدير لدول المنطقة نظراً لانشغال مصانعها في الصين.
ولا يملك الألمان محلياً سوى مصنع مع شريك في تايلاند. وحتى هناك فإن دائرة العمل تتباطأ وتتراجع منذ أكثر من عام نظراً للإعلان عن بناء مصنع لشركة أودي المنافسة.
وعلاوةً على هذا فإن فولكسفاجن كانت تبحث عن إقامة موقع إنتاجي آخر لها في الهند حيث كان من الممكن أن يوفّر العمل المشترك مع بروتون فرصة إقامة خط إنتاج جديد نظراً للفائض الإنتاجي هناك. وكان من المفترض الانتهاء من تصنيع السلسلة الأولى من المركبات المشتركة لدى "بروتون" مع نهاية عام 2005.
وبالطبع، لا يريد الألمان أن يكونوا مثل بعض الشركات الأخرى، والتوسل إلى "بروتون" لكي تمنحهم الرضا. ويقول المهندس بيشيتسريدير أن هناك دراسات حول إمكانية مساعدة ودعم الماليزيين ضمن مشاريع منفردة وأضاف قائلاً: "ما أقصده، أن الحديث يدور عن "دعم"، وليس عن إقامة شكل من أشكال المجموعات المشتركة". ونظراً للأزمات الخاصة التي تواجهها "فولكسفاجن"، فهي بالكاد تملك أموال مساعدات التنمية في آسيا الجنوبية.
ويرى بعض المحللين والمستثمرين، أن شركة بروتون لا يمكن أن تنجو بنفسها اعتمادا على ننفسها. حيث شهدت سوق السيارات والمحركات في ماليزيا دعماً حكومياً مكثّفاً دام فترة طويلة من الزمن، وصار الآن فتح أسواقها للمصنعين الأجانب بناءً على قوانين ميثاق التجارة الحرة لآسيا الجنوبية حتى عام 2008. ويتزايد الضغط على شركة بروتون في الوقت ذاته: و تملك شركة خزانة ناشونال Khazanah Nasional الحكومية نحو 42 في المائة من شركات ومصانع إنتاج السيارات. وهي بالكاد تتجاوب سياسياً مع التغيّر الحكومي في ماليزيا، لا بل تُدير المزيد من الأسعار الاقتصادية المُوجّهة، وتطالب مساهميها المزيد من الأرباح.
وهناك توقعات حول الشركاء المستقبليين المحتملين لشركة بروتون ومن بين هذه الأسماء: شركة هونداي موتورز الكورية الجنوبية وشركة ميتسوبيشي موتورز اليابانية. وأوضح متحدثون باسم الشركتين أنهما تُجريان الآن مباحثات مع بروتون. ولكن لا يُشير المحللون إلى الكثير من الأمل في أن تحظى أي من الشركتين المصنعتين بفرصة الانضمام لبروتون: نظراً لأن "هونداي" تسعى إلى توسعة مدى القوة الكامنة في قبضتها، ولأن ميتسوبيشي كانت شريك مؤسس لبروتون عام 1984.

الأكثر قراءة