قرر مجلس الوزراء الكويتي بعد اجتماعه أمس، تفعيل إجراءات عزل الشيخ سعد العبد الله الصباح أمير الكويت الجديد بسبب "ما آل إليه وضعه الصحي".
وقال عضو كبير في الأسرة الحاكمة في الكويت أمس، إن الأمير الجديد طلب من مجلس الأمة عقد جلسة لأداء اليمين، وذلك بعد تكهنات بأنه قد يتم تغيير الأمير الجديد المريض.
وأشار الشيخ سالم العلي السالم الصباح في بيان أن الأمير الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح سيؤدي اليمين الدستورية في البرلمان، مضيفا أن رسالة بشأن ذلك أرسلها الشيخ سعد الى رئيس البرلمان.
كما أعلن جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة الكويتي (البرلمان) أمس، أنه تلقى طلبا رسميا من الشيخ سعد العبد الله الصباح يطلب فيها عقد جلسة للبرلمان الأحد (اليوم) لأداء القسم القانوني بوصفه أميرا للبلاد.
وقال الخرافي في تصريحات للصحافيين "تسلمت رسالة من الأمير (الشيخ سعد العبد الله الصباح) يطلب فيها دعوة المجلس للاجتماع لأداء القسم الأحد (اليوم)".
وصدر البيان بعد أن دعت صحيفة "القبس" اليومية البارزة الشيخ سعد، إلى التنحي وسط تكهنات بأن حاكم تلك الدولة العضو في "أوبك" قد يتم تغييره بعد أقل من أسبوع في السلطة.
وجاء نداء الصحيفة بعد اجتماعات بين أفراد الأسرة الحاكمة لبحث ما إذا كان الشيخ سعد سيكون قادرا على الحكم أو حتى على أداء اليمين في البرلمان.
وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن أفراد الأسرة الحاكمة تعهدوا بتأييد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رئيس الوزراء، وحثوه على مواصلة القيام بدوره في إدارة شؤون الكويت.
ولم يعرف على الفور إذا كان التأييد يهدف إلى تمهيد الطريق للشيخ صباح ليعين وليا للعهد أم لتولي الحكم أميرا للكويت مكان الشيخ سعد.
وتولى الشيخ سعد المريض الحكم الأحد بعد وفاة ابن عمه الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح عن عمر يبلغ 78 عاما.
وقال بعض المحللين إن أكثر الشخصيات ترجيحا لتولي الحكم هو رئيس الوزراء الشيخ صباح، وهو الحاكم الفعلي في السنوات الأربع الماضية بسبب مرض الأمير وولي العهد.
وأوضحت صحيفة "القبس" في مقال افتتاحي في الصفحة الأولى "لقد أجهدت كل هذه الأعباء الوطنية واليومية سعد العبد الله وأتعبت جسده".
ومضت الصحيفة قائلة "وهو لن يتأخر اليوم عن تقديم تضحية أخرى لتجنيب الكويت عقبات وربما أزمات بالاعتذار عن تولي مهام الحكم وتركها لمن هو قادر من أبناء الأسرة الكريمة على القيام بها".
وقالت الصحيفة "وسيسجل له أهل الكويت مثل هذه المبادرة في سجل مبادراته الحافل بكل عطاء لهذه البلاد وأهلها".
من جهته، قال البرلماني الإسلامي وليد الطبطبائي إن التطورات الأخيرة تشير إلى وجود خلاف داخل الفرعين الحاكمين في أسرة الصباح وهما الجابر والسالم بشأن مَن الذي يجب أن يحكم الكويت.
وأبان الشيخ سالم الذي ينتمي الى فرع السالم مثل الشيخ سعد، أنه وبعض كبار أفراد الأسرة يؤيدون الأمير الجديد بوصفه "رمز الكويت".
وينتمي رئيس الوزراء الشيخ صباح والأمير الراحل إلى فرع الجابر.
وأعلن الشيخ سعد ولي العهد، أميرا جديدا للبلاد بشكل سريع، في خطوة قال محللون كثيرون إنها استهدفت منع حدوث فراغ في السلطة وشقاق داخل الأسرة الحاكمة التي تتناوب بشكل تقليدي القيادة بين فرعيها.
ورجحت بشكل كبير كفة رئيس الوزراء الشيخ صباح، الأخ غير الشقيق للأمير الراحل، ليصبح ولي العهد الجديد ويواصل إدارة شؤون البلاد من وراء الكواليس.
وقال بعض المحللين إن بضعة أعضاء من الأسرة الحاكمة اقترحوا تعيين الشيخ صباح أميرا للبلاد، في خروج على التقليد المتبع منذ فترة طويلة بشأن اقتسام السلطة بين فرعي الأسرة الحاكمة.
وأجرى الشيخ سعد جراحة عاجلة في القولون في عام 1997. وأمضى أسبوعا في المستشفى في العام الماضي لإصابته بارتفاع في نسبة السكر في الدم وسافر إلى الخارج منذ ذلك الحين للعلاج، وكان أحدثها في آب (أغسطس) الماضي.
يُشار إلى أن الصحف الكويتية تطرقت أمس إلى أنه يُفترض أن يبحث اجتماع مجلس الوزراء إحالة موضوع وضع الشيخ سعد العبد الله الصباح الصحي على البرلمان للنظر فيه وفق أحكام الدستور وقانون سنة 1964.
ويشير القانون إلى أنه في حال تعذر على الأمير القيام بمهامه بسبب اعتلال صحته، فعلى الحكومة أن تطلب من البرلمان إعفاءه من مهامه ما يفتح الطريق أمام تعيين أمير جديد.
ويحتاج البرلمان لاتخاذ مثل هذا القرار إلى موافقة غالبية الثلثين عليه من أعضائه الخمسة والستين وبينهم 16 وزيرا.