الأمريكيون يقتحمون السوق المصرفية الصينية بقوة

يبدو أن مجموعة سيتي جروب البنكية الأمريكية، التي تعتبر أكبر مجموعة بنكية في العالم، ستصبح أول مؤسسة أجنبية تمتلك غالبية أسهم بنك صيني، فقد تقدمت مجموعة سيتي بنك لتكوين اتحاد مالي وعرضت مبلغ ثلاثة مليارات دولار مقابل شراء نحو 85 في المائة من بنك جوانج دونج للتنمية.
ووفقما يتردد من أخبار، فإن هناك متقدمين آخرين ما بين شركات عامة صينية ومستثمرين أجانب، لكن "سيتي بنك" يرغب في تأمين الاستحواذ علي نسبة لا تقل عن 50 في المائة. وفي الوقت الراهن لا تزيد نسبة حصص ملكية الأجانب في البنوك الصينية على 20 في المائة.
ويعتبر بنك جوانج دونج الذي يحمل اسم عاصمة ثاني أغنى مقاطعات الصين (كانتون) الجنوبية القريبة من هونج كونج، يعتبر آخر البنوك الصينية الكبيرة التي لم تدخل فيها بعد أي مساهمات أجنبية حيث تقوم حكومة المقاطعة بإدارة البنك منذ فترة طويلة. ويتقدم للمنافسة أيضا إلى جانب سيتي بنك صاحب أضخم عرض بنك سوسييتي جنرال الفرنسي وشركة بينج أن إنشورانس، ثاني كبرى شركات التامين الصينية بالمشاركة مع الشركة الهولندية ABN Amro.
ويريد الفرنسيون شراء من 20 إلى 25 في المائة، ويريد الصينيون شراء من 80 إلى 85 في المائة يتنازلون عن نسبة 5 في المائة منها لشركة ABN الهولندية. وإذا نجح "سيتي بنك" في الصفقة فسيكون الأمريكيون قد حظوا بأول فرصة يحصل عليها أجانب لبناء استراتيجيتهم المالية الخاصة بهم في الصين بمشاركة كبرى البنوك الصينية. لكن المبلغ المعروض ليس قليلا، فـ "سيتي جروب" تعرض مبلغا يساوي أكثر من ضعف القيمة الاسمية للبنك في مقابل أقل من نصف الأسهم. وللمقارنة فقد دفع بنك أمريكا Bank Of America في آب (أغسطس) الماضي 2.5 مليار دولار مقابل حصة بلغت 9 في المائة من بنك الإنشاءات الصيني، وهذا يعني 1.15 مرة من القيمة الاسمية.
وإضافة إلى هذا فإن الأمريكيين عليهم قبل إتمام الصفقة تذليل بعض العوائق، فـ "سيتي بنك" عليه أن يضاعف حصته بنحو أربع مرات في أول بنك صيني أسهموا فيه، وهو بنك بودونج للتنمية في شنغهاي لتصل حصتهم إلى 19.9 في المائة، وهو ما يعني التزام البنك بدفع مبلغ يصل إلي 900 مليون دولار تقريبا. ومن المفترض أن يصدر القرار النهائي حول بيع بنك جوانج دونج في كانون الثاني (يناير) الجاري. وأشار البنك الألماني "دويتشه بنك" وبنك الصين BoC على بنك جوانج دونج بأن "سيتي بنك جروب" تثق في استراتيجياته الاستثمارية.
ومن الوارد انخفاض سعر سهم بنك "جونج دونج" بحدة لسببين: الأول لأن صفقة الاستحواذ تشمل ولأول مرة أغلبية الأسهم، وثانيا بسبب ارتفاع أسعار البنوك في الصين إجمالاً. وورد داخلياً عن آخر انتقاد بأن الحصص التي تُقدّم للأجانب زهيدة الثمن. وتم التصديق على هذا الانتقاد من قبل أنجح أسواق البورصة للمؤسسة في إقليم الإدارة الخاصة، هونج كونج. وعلى الاتحاد المالي لبنك الاستثمار، جولد مان زاكس، أن يدفع نحو أربعة مليار دولارات، بدلاً من ثلاثة مليارات دولار، مقابل شراكته الخاصة مع بنك الصناعة والتجارة الصيني.