النهم الصيني يشعل أسعار الحديد لفترات طويلة

النهم الصيني يشعل أسعار الحديد لفترات طويلة

النهم الصيني يشعل أسعار الحديد لفترات طويلة

تسعى شركة ثيسين كروب Thyseen Krupp للحديد والصلب لإتمام صفقة شراء شركة الحديد الكندية دوفاسكو Dofasco، بهدف تعزيز موقعها في السوق العالمية.
ويريد إيكهارد شولز رئيس المجموعة الانتصار في صراع القوة ضد مجموعة أركيلور Arcelor الفرنسية العملاقة التي كانت قد أعلنت من قبل رغبتها في شراء دوفاسكو وقد تقدم عرضا يفوق بكثير عرض شركة ثيسين كروب.
هذا التنافس الشرس في الفوز بصفقة دوفاسكو - يكسب الصراع المحتدم في سوق الحديد والصلب مزيدا من السرعة والحدة بعد صراع آخر خاضته الشركات الكبرى في هذا المجال لشراء مصانع للحديد والصلب في أوكرانيا وتركيا. وحدثت عمليات شراء واستحواذ عالمية ً في الفترة الأخيرة بشكل يتجاوز حدود الدول في كافة القارات وبأسعار رهيبة. أو كما يقول يورجين جروسمان المسؤول عن أحد مصانع الحديد في مجموعة جورجماريانهوتي Georgsmarienhütte: "لقد بلغ البندول أقصي ارتفاع له" ومن المقدّر أن تكلّف صفقة دوفاسكو شركة تيسين كروب نحو 3.5 مليار يورو.
وفي مجال صناعة الحديد والصلب انطلقت ثلاث شركات عملاقة في البداية لتمارس نشاطها في شتي أرجاء العالم وهي: شركة أوزينور (فرنسا) شركة أربيد (لوكسمبورج) وشركة أركيراليا (إسبانيا) وتحت غطاء هذه الشركات ظهرت شركة أركيلور الفرنسية. كما اندمجت الشركة البريطانية للحديد مع شركة كونينيكليجيك هووجوفينس الهولندية لتكونان معا مجموعة كوروس جروب Corus Group التي أصبحت تحتل المركز الثامن في هذا القطاع. أما أكثر ما يثير العجب والإعجاب معا فهو شركة، لاكشمي ميتال الهندية التي أعطت هذا القطاع بأكمله قوة وحجماً ملحوظين من خلال المداومة على شراء المزيد من شركات الحديد في غضون الأعوام العشرة الماضية. وتؤكد شركة ثيسين كورب أنها سوف تصبح واحدة من أقوى خمس أو ست شركات عالمية قادرة على إنتاج نحو 30 في المائة من الإنتاج العالمي للحديد الخام.
ويقول أرمين شمايديبيرج الخبير في سوق تعاملات الحديد والصلب
وأحد الشركاء في مؤسسة الاستشارات بوسطن كونسلتينج جروب
"إن ضغط الانضمام والاندماجات هائل في سوق صناعة الحديد كما أن أسواق المواد الخام والاستهلاك نهمة للغايةً". وتبلغ حصة أكبر ثلاث شركات تزويد في العالم نحو 80 في المائة من السوق ومن ناحية الاستهلاك نجد أن أكثر القطاعات التي تقف في مقابل مجموعات الحديد مباشرةً هي قطاعات صناعة السيارات والمحركات وصناعة الأجهزة المنزلية.
ويضيف أرمين شمايديبيرج "هناك فائض في الإنتاج لأن شركات الحديد قامت بإنشاء اتحادات و مجموعات كبرى لإنتاج الحديد مثل: مجموعة أركيلور وميتال ستيل وكوروس ومجموعة ثيسين كروب".
وتتجلى مشكلة فائض الإنتاج بحدّة في الصين و هي الدولة الأكثر نهما وشرها لشراء المواد الخام حيث قامت الصين بالإقبال علي شراء الحديد والصلب بشراهة من الأسواق العالمية لتتمكن من تغطية حاجاتها من الحديد مما دفع بالأسعار إلى الأعالي وحقق أرباحاً ضخمة لشركات الحديد. ويعتقد الكثيرون أن هذه الحال ستستمر طويلا بسبب التوسّع الهائل للصين في عالم العولمة.
وقامت الصين بتوفير طاقات كبيرة جداً من كل أنواع الحديد تقريباً، وبدأت كذلك بالتصدير إلى باقي الدول. ويعلّق رئيس مجموعة ثيسين كروب على استمرار هذا التقدّم في سوق الحديد في الصين. "تمكّنت الصين من إنتاج 345 مليون طن من الحديد عام 2005، أي أكثر من عام 2004 بنحو 27 في المائة". "وعلى كل حال، فإن التفكير يدور الآن تقليص نحو أربعة إلى خمسة مراكز إنتاجية في الصين، إذ إن هذا بحد ذاته يُعد اندماجاً".
وتنبّأ المستشار شميدبيرج بتطور في هذا القطاع، حيث ستتخلف الكثير من الصناعات لفترة طويلة عنه، حيث الفصل الواضح بين الشركات المصنّعة للحديد ضمن اللاعبين العالميين. "الشركات المتوسّطة لصناعة الحديد غير المتخصصة لن تتمكن من سد تكاليف رأس المال، وهي بالفعل رزحت تحت ضغط كبير الآن". حسبما يقول جروسمان.
أما شولز رئيس مجموعة ثيسين كروب، فاتخذ القرار الحاسم للمشاركة في اللعب ضمن الفريق الأكثر تفوّقا في سوق الحديد في العالم من خلال ضم مصانع حديد عالية الجودة تعد المجموعة من أكبر مصنعي قطاعي السيارات و المحركات، وصناعة الأجهزة المنزلية. ومن المقرر أن تخصص المجموعة نحو 5.5 مليار يورو لصالح صفقة ضم شركة دوفاسكو ومن أجل بناء مصنع في البرازيل.
إنه الهروب إلى الأمام لكيلا تصبح المجموعة عرضة لأن تضمها مجموعة أخرى أكبر منها. وتبلغ قيمة ثيسين كورب في البورصات الآن نحو تسعة مليارات يورو. ويشير محللون إلى أن هذه القيمة أقل مما تحققه بعض فروع الشركة السوق. وتعد شركة ألفريد كروب من أكبر المساهمين
في مجموعة ثيسين كروب بنحو 24 في المائة من حصص الأسهم بعد أن قامت ثسين كروب في الآونة الأخيرة ببيع بعض الأسهم ربما لتقي نفسها من بعض الهجوم.
وتدور الآن في عالم المال و الأعمال أقاويل حول سيناريوهات المستقبل فربما لن تتمكن أي شركة أوروبية أخرى من ضم وشراء مجموعة ثيسين كروب بسبب شروط الكارتل الأوروبية. لكن هذه الشركات تبدي اهتماما كبيرا بشركة الحديد المجلفن الروسية. وربما لم تجد الشركات التي تقوم على إنتاج المواد الخام طريقها الصحيح لزيادة مبيعاتها في الغرب مثلما فعلت شركات صناعة السيارات فكان عليها أن تبحث عن أسواق جديدة في الصين التي تعجز عن سد نهمها للحديد والصلب.
ويقلل شولز من سيناريو بيع ثيسين كروب قائلا: "قبل وجود أي محاولات للضم، لا بد من دعم بنية الأسهم المستقرّة. ويضيف: "إن مجموعة ألفريد، وثيسين كروب تمتلك أكثر من 25 في المائة من الأسهم".

الأكثر قراءة