الهدف: تعديل الأفكار والممارسات الإدارية لتحقيق النجاح

الهدف: تعديل الأفكار والممارسات الإدارية لتحقيق النجاح

عوة إلى القصص الإدارية التي كثيرا ما أثبتت فعاليتها، حيث تنقل الأفكار والنظريات الإدارية للقارئ دون أن تفتقد عنصر التشويق الذي يفتقر إليه الكثير من الكتب الإدارية.
توضح هذه الرواية حالة النظرية الاقتصادية اليوم من خلال بطل القصة ألكيس روجو مدير مصنع يونيكو، الذي يبتلى بالفشل في حياته المهنية فيحاول إحراز النجاح فيها عن طريق زيادة ساعات العمل ما يؤثر سلبا في حياته الخاصة وعلاقته بأسرته.
يحاول أليكس بطل القصة أن يحقق النجاح للمصنع من خلال حث الموظفين والعمال فيه على الانخراط في العمل، ولكن رئيسه المباشر يخبره أن مسؤولية زيادة أرباح المصنع تقع عليه وإلا سيضطر لإغلاق المصنع. يقوم أليكس بمحاولة لإنقاذ المصنع، حيث يستعين بجوناه وهو أحد أساتذته السابقين في الجامعة، والذي يكتشف أليكس أنه صار مستشارا إداريا.
ما يتميز به الكتاب أن الأمثلة والنماذج الاقتصادية المذكورة عبر أحداث الرواية لا تحتاج إلى الكثير من الخبرة الاقتصادية لفهمها ولا تحتوي على مصطلحات معقدة مما يجعلها سهلة الفهم للقارئ العادي.
يبدو العديد من تلك النصائح غريبا غير معتاد، مثل نصيحته بأن تقليل الجودة في إحدى عمليات المصنع يمكن أن يزيد من إنتاجية عملية الإنتاج الشاملة في المصنع. بعد استخدامه تلك النصائح هجر أليكس العديد من المبادئ الإدارية التي طالما ظن أنها قواعد أساسية لا يمكن الاستغناء عنها. يتبادل أكثر من شخصية من أبطال القصة سردها، ما يزيد من التشويق ويسمح للقارئ أن يستعرض وجهات النظر المختلفة.
رغم قسوة الاكتشاف الذي ظهر لأليكس من عدم صحة العديد من الممارسات الإدارية والافتراضات والنظريات الاقتصادية التي كان يطبقها منذ سنوات دون التفكير في مدى فعاليتها، إلا أنه كان يمتلك المرونة الكافية التي سمحت له بالتعامل مع هذا الموقف والبدء في تعديل أفكاره وممارساته الإدارية من أجل تحقيق هدفه.
بعد أن شرع أليكس في إعادة ترتيب أفكاره، كانت العقبة التالية التي تواجهه هي إقناع الآخرين في المصنع بتبني البرنامج الجديد للتشغيل، ولم يكن الأمر سهلا، فالكثير من الناس يجدون أنه من الصعب نبذ الأفكار الإدارية التي اعتنقوها لفترة كبيرة وتطبيق نظام جديد ليسوا متأكدين من نتائجه، فالناس أعداء ما جهلوا، وغالبا ما يكون التغيير أمرا صعبا عليهم ولكن الانتقال التدريجي من النظام القديم إلى الحديث يسمح لهم باكتشاف إيجابيات النظام الجديد وسلبيات القديم وعادة ما ينجح في إقناعهم بالتغيير.
بالرغم من أن القصة يعترض سيرها العديد من الحوارات الجانبية، إلا أنها تظل قصة جيدة ووسيلة رائعة لنقل الرسالة التي يريد الكاتب نقلها، والتي تتلخص في أن هناك بعض العادات القديمة تثقل الشركات وتعوق تقدمها إلا أنها يمكن أن تجلب الكثير من الأرباح بإدخال وتطبيق بعض الطرق الإدارية الجديدة التي غالبا ما تحتاج إلى الشجاعة والمثابرة على تطبيقها.

الأكثر قراءة