التطوير المستمر ومراعاة المنافسة عامل حركي في "بي .إم .دبليو"

التطوير المستمر ومراعاة المنافسة عامل حركي في "بي .إم .دبليو"

التطوير المستمر ومراعاة المنافسة عامل حركي في "بي .إم .دبليو"

تسبب تراجع معدلات أداء شركة BMW الكبرى لصناعة السيارات ( ومقرها مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بايرن الألمانية ) خلال الربع الأخير في خيبة أمل البورصات في وقت بدأ فيه التهامس والتساؤل حول أسعار أسهم الشركة التي كانت تعد مساهميها بأنباء مفرحة هذا الخريف.
وبدأت شركة BMW عجلة النجاح منذ انفصالها عن شركة روفر البريطانية لتصنيع السيارات عام 2000 بعدها ركزت الشركة على كونها شركة تزويد رئيسية معتمدة في ذلك على علامتها التجارية لكنها ووجهت بتحدى من قبل شركتي ميني، ورولز رويس.
ومنذ فشل تجربة BMW في بريطانيا تتجنب الشركة الطرق الملتوية حيث أدت تجربة الاندماج مع شركة روفر خلال التسعينيات إلى كارثة. ولا تتكشف النتائج السلبية لمثل تلك المغامرات إلا مع الوقت تماما كما حدث مع تجربة ديملر منذ فترة طويلة للاندماج مع شركة كرايزلر وكذلك إنهاء الإلتزام الرأسمالي منذ الأيام الأولى مع شركة ميتسوبيشي. ولهذا فإن شركة BMW باتت تركّز جهودها منذ خمسة أعوام على عنصر مهم ألا وهو : صناعة سيارات و دراجّات بقدر ما يوجد من مشترين.
إلا أن عالم BMW ليس عالماًً مثالياً تماماً، حيث يواجه المصنع الصعوبات نفسها التي تواجه قطاع صناعة السيارات علي المستوي الدولي ، فسعر صرف الدولار، والأسعار المرتفعة للحديد، والنفط، تمثل عوامل ضغط على الجميع. وعلاوةً على ذلك، تتزايد مؤشرات المنافسة. ولا يمكن للمصنعين في ميونيخ التغاضي عن ضغوط حوافز البيع. وسواء كانت منافسة عروض التأجير مع الخصومات الكبيرة لبعض الفئات العاملة، أم كانت أرباح تجارة الخطوط الجوية مهمة وبارزة، فإنه لا يمكن لعلامة BMW التجارية أن تظل مرفوعة الهامة كما كان الحال في الأعوام السابقة.
وعقب أربعة أعوام من الأرباح المتزايدة وبصورة ثابتة، على BMW أن تقنع الآن بمعدل أرباح لا يزيد على معدل ربح العام الماضي. وستكون لهذا الاتجاه علاقة بهيلموت بانكيه رئيس مجلس إدارة BMW حيث إن توتر رئاسة مجلس الإدارة تغير الأهداف لمحصّلة مستقرّة من زائد عشرة إلى ناقص 10 في المائة.
وفي الربع الماضي ازدادت الأعباء حملاً جديدا بسبب انخفاض قيمة السوق نتيجة مؤشرات التبادل، الأمر الذي أدى إلى تقليص حجم أرباح المجموعة. ودون هذا التأثير، كان من الممكن أن يرتفع ربح المجموعة قبل حساب الضرائب، حيث ارتفعت محصّلة التشغيل لشركة BMW لأول مرة عقب تراجع دام ربعين متتاليين.
وإذا وضعنا الأمور تحت المجهر فإن مجموعة شركات BMW تمر حاليا بمرحلة ضعف وذلك من خلال أرقام معدلات الربع الأخير. ومن الواضح أن سياسة الموديلات الحديثة هي التي حافظت على مسار الشركة بصورة عامة.
وبحلول عام 2000، قامت شركة BMW بتوسعة قاعدة عروض المنتجات والسوق، حيث كلّف مشروع التوسعة في الشركة أكثر من 16 مليار يورو من الاستثمارات، وعشرة مليارات يورو للتطوير. وكان هناك على سبيل المثال طراز X3 الذي طرح منذ بداية عام 2004 وتستفيد منه الشركة علي اعتبار أن هذا الطراز مصمم للمدن ذات الاختناقات المرورية. كما طرحت منذ أيلول (سبتمبر) عام 2004 سلسلة طراز إينزر، Einser وبنجاح كبير غيّرت BMW المزيج الإنتاجي في طراز Einser، برغم النمو المتأخّر في الطراز المدمج. وتحاول BMW مواجهة التيارات المعاكسة في الأسواق من خلال تصميم محركات أقوى أو تطوير كماليات السيارة كما أن سيارة الميني تعتبر نجاحا اقتصاديا عاما للشركة.
ويعزز طراز الفئة الثالثة منذ بداية طرحه في الأسواق في آذار (مارس) العام الجاري من أهمية سيارات الصالون للمجموعة، حيث إنها تعتبر أكثر السيارات بيعاً. ورغم أن الشركة تحقق مبيعات جيدة من خلال كل من طرازي X3 ، والقديم ذي الحجم الأكبر X5 كما حظيت السيارة الرياضية ذات المقعدين Z4 ، بإعجاب الزبائن بشدة، ربما بسبب الطراز التصميمي . لكن BMW تعاني منذ فترة من جوانب قصور أخرى مثل الرفض الذي يواجهه طراز الفئة السابعة حيث كان على الشركة أن تتفنن في طرح المزيد من العروض والتخفيضات كما لم يحدث مع BMW من قبل .
إلا أن الشكل التصميمي ساعد الشركة الكبرى بوضوح، وهو الشيء الذي أدى كذلك إلى معدلات تسويقية مرتفعة. وبالفعل، فإن الطراز الجديد لفئة S-Klasse من "مرسيدس" الذي تم الإعلان عنه في معرض السيارات الدولي في فرانكفورت، يتحدى طراز الفئة السابعة من BMW في احتلال المركز الأول.
وفي ظل هذه المنافسة الحادة يعتقد أن تؤول رئاسة مجلس إدارة مجموعة BMW إلى شخص جديد بعد أن يبلغ الرئيس الحالي هيلموت بانكية في آب (أغسطس) عام 2006 سن التقاعد المحددة في الشركة و هو 60 عاما ومن المتوقع أن يتم تحديد الرئيس الجديد خلال الاجتماع الرئيسي للشركة عام 2007 . وتثور تكهنات حول أسماء بعينها لتولي رئاسة المجموعة ومنها شتيفان كراوز رئيس القطاع المالي و نوربيرت رايتهوفير رئيس قسم الإنتاج كما لا يمكن استبعاد اسم مايكل جانال رئيس فروع التشغيل من ضمن قائمة المرشحين.
وبغض النظر عن القرارات الشخصية، فمن المنتظر أن تتمسك شركة BMW باستراتيجيتها الرائدة التي وضعها يوخيم ميلبيرج، وسار على خطاها بانكيه، مع الحفاظ على التركيز على مؤشرات الحصص الربحية. وهذه العلامة التجارية تضمن ظروفاً جيدة للمالكين الكبار خلال فريق الإدارة، وبنية السوق المستقرّة، تحت قيادة عائلة كفانت. و إذا كان سكّان ميونيخ يفضلون قيادة سيارات بورش وتويوتا، قبل المرسيدس وأودي، لأنهما أفضل على الطريق. فإنه على شركة BMW - إن كانت ترغب في استعادة أرباحها مرة أخرى - أن تواصل جهودها لخفض التكاليف ورفع مستوى الكفاءة. ومهما يكن الأمر فإن مصانع BMW في بايرن تبقى على طريق النجاح رغم كل التحديات الكبيرة القائمة.

الأكثر قراءة