واحد من بين كل 600 مولود لديه شفة أرنبية
أكدت الدكتورة عزيزة الجوهر استشارية طب الأسنان في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث أن حالات الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق تصيب واحداً من بين كل 600 مولود في السعودية، تستقبل منها العيادة المشتركة المخصصة لهذه الحالات في المستشفى التخصصي نحو 125 حالة جديدة سنوياً.
وفي هذا الإطار، ينظم مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث يوم الخميس السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) بدءاً من الرابعة عصراً في قاعة الدراسات العليا يوماً توعوياً حول حالات الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق.
وذكرت الدكتورة عزيزة الجوهر رئيسة اللجنة المنظمة، أن الفعاليات تشمل محاضرات توعوية من تخصصات طبية مختلفة مرتبطة بعلاج مرضى الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق، حيث يبدأ اليوم التوعوي بمحاضرة حول أهمية الاستشارات الوراثية للدكتورة نادية سقطي استشارية الطب الوراثي، تليها محاضرة عن دور الجراحة التجميلية يقدمها الدكتور علي الملق استشاري الجراحة التجميلية، ثم يقدم الدكتور عماد الفرا استشاري طب الأسنان محاضرة حول تقويم الأسنان، ثم محاضرة عن اضطرابات النطق لإخصائية علاج النطق غادة الطويل، تليها محاضرة حول التأثير النفسي للتشوهات الخلقية للدكتورة ميساء بريك استشارية الطب النفسي ، ويختتم اليوم التوعوي بعرض تجربة شخصية لأحد المرضى الأطفال.
وتشتمل الفعاليات على ورش عمل ومعرض عن العناية بالأسنان وعلاج النطق وقياس السمع. ولفتت الدكتورة الجوهر إلى أن تجمع عدد كبير من المصابين بهذا المرض وأهاليهم في مكان واحد سيسهم في دعمهم ومساندتهم لبعضهم البعض، خصوصاً أهالي المصابين الجدد الذي قد يشجعهم رؤية التحسن الذي وصل إليه أقرانهم بعد العلاج المكثف.
وأوضحت أن الشفة الأرنبية عبارة عن عيب خَلقي يظهر على شكل انفصال أو شق يحدث في الشفة العلوية بدرجات متفاوتة، قد يصل إلى الحنك وهو ما يسمى في هذه الحالة شق سقف الحلق. ولم يعرف حتى الآن سبب محدد للإصابة، إلا أن دراسة أجريت في المستشفى التخصصي على أكثر من 800 مريض أثبتت أن للعامل الوراثي دور في إصابة نحو 40 في المائة من المرضى. وأشارت إلى أن المرضى يعانون عادة تشوها في منطقة الفم والأنف، والتهابات مزمنة في الأذن، وصعوبة في الرضاعة والأكل والنطق.
وأضافت استشارية طب الأسنان أن العلاج الأمثل للمرضى يبدأ من بلوغ المولود ثلاثة أشهر بإجراء عملية تجميلية للشفة الأرنبية، وبعض الحالات تحتاج إلى جراحة في الأذن لعلاج الالتهابات، تليها جراحة تجميلية أخرى لعلاج شق سقف الحلق عند بلوغ ستة أشهر، وبعد ذلك يتم تدريب المريض على النطق بشكل مكثف، وعند بلوغه عشر سنوات يتم علاج الفك بزراعة عظم مستأصل من عظام الورك، ثم اللجوء إلى علاج تقويم الأسنان، وينتهي البرنامج العلاجي ببلوغ المريض نحو 16 عاماً يكون حينها أقرب إلى الشخص الطبيعي من ناحية الشكل والنطق واختفاء الأعراض الأخرى ما يسهم في تعزيز ثقته بنفسه لممارسة حياته الطبيعية.