خبير قانوني عربي: النبي محمد أفضل قائد استراتيجي عبر التاريخ

خبير قانوني عربي: النبي محمد أفضل قائد استراتيجي عبر التاريخ

أكد الدكتور أنور عشقي أن العالم العربي لا يزال في حاجة إلى مراكز استراتيجية مستقلة يمكن الاعتماد عليها، موضحا أن دراسته للاستراتيجية أوضحت له أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل قائد استراتيجي عبر التاريخ.
وأشار عشقي في محاضرته التي ألقاها في خميسية حمد الجاسر البارحة الأولى إلى أن أمريكا تعتمد بشكل أساسي على مركز جافيد الإسرائيلي في بناء خططها الاستراتيجية للشرق الأوسط.
وأبان مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية أن في أمريكا وحدها وفي شارع واحد ما يصل إلى ستة آلاف مركز استراتيجي بحسب كولن باول وزير الخارجية الأمريكي السابق، وهو ما يبين فهم الأمريكان لأهمية الاستراتيجية واعتمادهم الكبير عليها، ومن أهم الأمثل على ذلك أول رؤية استراتيجية في تاريخنا الحديث والذي أعلنها الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي حينما قال في خطابه أثناء الحرب الباردة مع الروس أن الولايات المتحدة ستصعد إلى القمر بعد عشر سنوات وقد تحقق ذلك.
وتحدث عشقي عن انتقاله من مرحلة العمل إلى الحصاد بعد "الشيخوخة الوظيفية" التقاعد، وبدأ العمل لتنفيذ مشروع كان يحلم به قبل أكثر من 20 عاما.
وأردف قائلا "إن الاستراتيجية تعتمد على تحديد الهدف وتوظيف الإمكانات للوصول إلى الهدف، ومع ذلك فقد تأخرت الاستفادة من المركز بالشكل الأمثل لعدم فهم المجتمع للاستراتيجية، حيث توقع البعض أن تكون أهدافه عسكرية أو لها علاقة بالاستخبارات، ولكن التطور الفكري في الفترة الأخيرة دفع العديد من المؤسسات والشركات ومن ضمنها البنوك إلى التخطيط الاستراتيجي، وقبل ثلاث سنوات فقط لم يكن عندنا سوى بنك واحد استفاد من التخطيط الاستراتيجي بينما اليوم نجد الأمر قد تعدى ليصبح ثقافة في الشركات الكبرى كالاتصالات والبنوك وغيرها، حيث يعملون على خطط استراتيجية طويلة الأمد لتحقيق مصالحهم الاقتصادية، وتحقيق أهداف البنك أو المؤسسة".
ونوه عشقي بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم مفكر استراتيجي في التاريخ، موضحا إن التاريخ لم يشهد أحدا يفكر استراتيجيا مثل النبي صلى الله عليه وسلم، ويتضح ذلك من مواقف كثيرة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم منها موقفه من قريش بعد أن طردوه من مكة وخرج إلى الطائف، فجاءه ملك الجبال يسأله إذا أراد أن يطبق الأخشبان "جبلان يحيطان بمكة" على أهل مكة فقال: "لا، لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا".
كما أشار عشقي إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كصاحب تفكير استراتيجي حيث إنه بعد أن استتب له الفتح في الشام سارع لفتح مصر، لترسيخ الحكم ونشر الإسلام في شمال إفريقيا عن طريق الجزء الأهم منها، وبالفعل تحقق له ذلك وكان سببا في بقاء مصر الإسلام في إفريقيا والشام رغم تعرضها لمد الاستعمار بعد ذلك بقرون طويلة، وقبل ذلك تعرضها لدويلات و حكام متعاقبين.
وذكر الدكتور عشقي أن الأمير بندر بن سلطان أخبره أنه تقدم إلى والده بقائمة أسماء لوفد خارجي إلى فرنسا فطلب منه أن يضيف اسم أحد الضباط إلى القائمة، فتعجب الأمير بندر من ذلك خاصة أن الضابط لم يكن يعرف اللغة الفرنسية ولم يكن له مهمة محددة في الوفد، فقال الأمير سلطان: أريده أن يكون رئيسا للأركان بعد 20 عاما، وفعلا بعد 20 عاما أصبح الضابط رئيسا للأركان وهو رئيس الأركان الحالي.
ووصف الدكتور عشقي القائد الاستراتيجي بـ"المدير التفويضي الناجح"، وقال "إذا رأيت القائد يتدخل في الصغائر في مشروعه فاعرف أنه ليس قائدا استراتيجيا" وذلك أن القيادة الاستراتيجية تتطلب مهمات متعددة يفهمها جميع العاملين ويحرص على تنفيذها الجميع وهي في النهاية تخضع لإشراف القائد، والعمل على المهمات الصغيرة والتدقيق في صغائر الأمور يضيع الوقت ويعوق عن النظر إلى الصورة الأكبر وهي الأهم، مؤكدا أن العاملين لتطبيق خطة استراتيجية لا بد أن يتأكدوا أن تصرفاتهم تصب في إطار تطبيق خطتهم الاستراتيجية ويسأل الواحد نفسه قبل أن يتصرف هل سيخدم هذا التصرف هدفي أم لا خاصة في المواقف الانفعالية.
وفي إجابة عن تساؤل الدكتور خالد الراشد في مداخلته عن المركز الذي يترأسه الدكتور عشقي وإنجازاته حتى الآن والعمل الذي يقدمونه وما هو حال المملكة اليوم ووضعه بالنسبة للدراسات الاستراتيجية؟ أجاب "إن مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية أنجز 82 دراسة استراتيجية حتى الآن كان آخرها لصالح أمريكا عن أهمية مدن النور، وشرح فكرة عزم الولايات المتحدة على بناء 100 مدينة نور في الشرق الأوسط، وذلك لأن الأمريكيين كانوا يريدون العراق لتكون نموذجا تقتدي به الدول حولها و جاؤوا بفكرة جديدة هي مدن النور، أولا حتى يمنعوا الأفارقة من الذهاب إلى أوربا وثانيا يأتوا بالصناعة الأوروبية للعمل في بيئة أرخص تكاليفا، وسيعملون ذلك لمنع الإرهاب من السيطرة على الدول الإفريقية الفقيرة ولذلك فالبحر العربي اليوم يزخر بأكثر من 19 دورية تابعة لدول مختلفة على رأسها فرنسا.
وبين عشقي أن الجسر بين اليمن وجيبوتي سيكون بين مدينتين لا يقل حجم إحداهما عن ألف كيلو متر مربع حتى تسيطر على مضيق باب المندب وتمنع الإرهاب من السيطرة عليه مستقبلا مستغلين القومية العربية في صالحهم وتنهض باليمن وجيبوتي والشرق الأوسط.
وأكد الدكتور عشقي حرصه على تحقيق هدف مركز دراسات الشرق الأوسط الاستراتيجية لأن يكون أفضل من مركز جافيد الإسرائيلي خلال السنوات المقبلة، وبين أنهم عملوا مع الحكومة الأمريكية على دراسة حول الأمن في الخليج وهي توضح المصداقية التي اكتسبها المركز خلال السنوات القليلة الماضية.
وجاءت مداخلة الدكتور عدنان النحوي مؤكدة تركيز الرسول صلى الله عليه وسلم منذ اللحظة الأول على التفكير الاستراتيجي، من فكرة النية في الإسلام والطريق للوصول إلى الهدف، فالنية مطلوبة في الصلاة مثلا و الطريق من البيت إلى المسجد مسار للوصول إلى الهدف ومن ثم تم تطبيق هذه النية عمليا مع مراعاة أن التفكير الإيماني هو استراتيجية يكون هدفها وطريقها ووسائلها ربانية.
وفي رد على تساؤل الدكتور منصور الحازمي حول الاستراتيجية العربية في الوقت الراهن أجاب الدكتور أنور عشقي بأنه لا توجد استراتيجية عربية، ولو كان عندنا استراتيجية عربية لانتصرنا على أعدائنا وعلى أنفسنا قبل ذلك، لكننا في المملكة لدينا مركزان متخصصان في الاستراتيجية منها مركز الآثار، وقد عمل استراتيجية كاملة للمملكة متجها إلى الاقتصاد المعرفي وتطوير الجامعات وفتح جامعات جديدة، وأنفق وزير التجارة الحالي على المركز بسخاء والأمير فيصل بن عبد الله كذلك مهتم بالدراسة الشاملة للمملكة.

الأكثر قراءة