"شغل البيت".. طريقة جديدة للحفاظ على مبيعات المطاعم

"شغل البيت".. طريقة جديدة للحفاظ على مبيعات المطاعم

لجأ صاحب أحد محال الوجبات السريعة (البوفيهات) في العاصمة للمحافظة على حجم مبيعاته في شهر رمضان المبارك التي يطولها ضعف وتقلص في كميات المبيعات من الوجبات تصل إلى 50 في المائة، إلى بيع بعض الأكلات الشعبية المطلوبة في هذا الشهر الفضيل كالسمبوسة والقيمات وغيرها من الأكلات الرمضانية، خاصة في ظل الإقبال الكبير على المطاعم التي تقوم ببيع المأكولات الشعبية.
ولم يدع صاحب المحل تحضير هذه الوجبات للعمالة داخل المحل، بل استعان بشريكة حياته لعمل وتحضير هذه المأكولات التي حافظت على مبيعاته وزادته 15 في المائة، ساعده في ذلك بوضع لوحة في واجهة محله كتب فيها"سمبوسة شغل بيت" لجلب مزيد من الزبائن .
يذكر محمد جبير أحد العمالة في محل الوجبات السريعة، أن صاحب المحل سعى من خلال بيع المأكولات والوجبات الرمضانية إلى المحافظة على مبيعات المحل وزيادتها، خاصة أن دخل المحل في شهر رمضان يقل بسبب إقبال الناس الكبير على المأكولات الشعبية والمنزلية، وهذا الانخفاض جعل صاحب المحل يفكر بجلب الزبائن لمحله والمحافظة على دخله، من خلال إشراك البيت في عمل بعض الوجبات الشعبية خاصة السمبوسة، وبالفعل تم إشراك البيت في صنع بعض الوجبات للمحل مما حافظ على مبيعات المحل وزادته بنسبة 15 في المائة في بعض الأيام .
ويشير محمد إلى أنه كل يوم يستلم كمية من السمبوسة المصنوعة في بيت كفيله جاهزة، وأن كل ما يفعلونه في المحل هي وضع حبات السمبوسة وقليها في الزيت فقط، أما الإعداد والخلطة فيقوم بها أهل صاحب المحل.
وبين العامل أن وضع اللافتة على واجهة المحل زاد من إقبال الزبائن خاصة عندما علموا أن الطبخ من صنع البيت كما هو موجود في اللوحة، وذكر أن أكثر زبائنه من الشباب العزاب الذين يبحثون عن أكل البيت الذي افتقدوه بسبب غربتهم. وعن الأسعار ذكر أنه يقوم ببيع الحبة بريال والكيلو جرام من السمبوسة بـ40 ريالا، وأنه يبيع ما يقارب من 150 إلى 250 حبة سمبوسة يومياً، وأن الزبائن تفضل السمبوسة المحشوة باللحم أكثر.
وأشاد صالح الفهد وهو شاب رأيته مرتدياً بدلته العسكرية في المحل قبيل أذان المغرب بفكرة صاحب المحل، وذكر أنه يشتري من المحل بسبب أن صناعة المأكولات "شغل بيت" وهو ما يفضله خاصة أنه يعيش بعيدا عن أهله لظروف العمل.
يذكر أن الإدارة العامة لصحة البيئة في أمانة منطقة الرياض بدأت حملة مكثفة خلال شهر رمضان على المطاعم التي تنشط في هذا الشهر، من خلال بيع المأكولات الشعبية. وذكر المهندس سليمان البطحي المدير العام لصحة البيئة في أمانة منطقة الرياض، أن الحملة تستهدف المطاعم كافة محلات بيع السمبوسة وغيرها من المأكولات الرمضانية، وأن الأمانة تقوم بالتفتيش على المطاعم وتطبيق أقصى درجات العقوبة في حق المخالفين. معتبراً شهر رمضان موسما ينشط فيه الإقبال على المأكولات الرمضانية، لذا يجب علينا أن نكثف الرقابة على تلك المطاعم، مشيراً إلى أنه ستتم مراقبة بائعي السوبيا وغيرها من المشروبات الرمضانية في الشوارع، وكذلك الكشكات على الطرق، فالنظام يمنع البيع في الشوارع بهذه الطريقة، لذا سنرصد المخالفين كافة الذين يظهرون في هذا الشهر لبيع منتجاتهم من المشروبات وكذلك المأكولات، والكثير منهم لا يخضع للاشتراطات الصحية.من جانب آخر ذكرت نورة العتيق إخصائية تغذية أن الدراسات الحديثة أشارت إلى أن ما يزيد على 45 في المائة من بعض الأطعمة التي تصنع للفطور في رمضان يذهب للقمامة نتيجة المبالغة في إعداد وزيادة عدد الأطباق عن الأيام المعتادة.
وعزت الأسباب إلى التهافت والتسابق لدى الأسرعلى تشكيل وتصنيف الأغذية وعدم استهلاكها اليوم الثاني وتحديدا الأطعمة المقلية والفطائر وأطباق الحلوى ما يدفع كثيرا من ربات البيوت لإلقائها في سلة المهملات.
ونصحت إخصائية التغذية الصائمين بالتوجه للعادات الصحية في تناول الإفطار والسحور في شهر رمضان لأن ذلك من شأنه أن يجدد أنشطة أجهزة وأعضاء الجسم ويخلصها من الفضلات المتراكمة ويحسن دهون الدم ويخلص الصائم من الوزن الزائد ويعطيه شعورا بالراحة النفسية.
واستطردت حديثها عن كيفية الإفطار الصحيح قائلة يجب تناول التمر كل يوم في بداية الإفطار لأنه يحتوي على عناصر غذائية, خاصة السكريات التي تمد الجسم بالطاقة إثر تناوله بوقت قصير جدا, إذ إن السكريات الموجودة في التمر سريعة الامتصاص وسهلة التحليل في الجسم, ولأن الجسم يفقد طاقة كبيرة خلال النهار فتناول التمر يعطي الصائم الطاقة المباشرة للجسم, وذلك لأن الجسم يبدأ بالخمول بعد تناول الطعام لأن الجهاز الهضمي في حالة هضم الطعام وامتصاصه ومن ثم نقله يحتاج إلى دم كثير فتتركز الدورة الدموية في هذا الجهاز.
وأوضحت إخصائية التغذية أن وجبة الإفطار يجب أن تكون خفيفة لأن الوجبة الكبيرة تستغرق وقتا طويلا في هضمها مما يجعل كمية كبيرة من الدم تتجمع في الجهاز الهضمي ويسبب ذلك الخمول والكسل والنعاس.
وعزت ريم أسعد اقتصادية سعودية أسباب الهدر الغذائي في رمضان إلى عدم الوعي لدى الكثيرين وتحديدا عند ربة الاسرة بأهمية التسوق باعتدال خلال شهر رمضان الكريم، مبينة أن التهافت على شراء السلع الضرورية وغيرها بكميات كبيرة من شأنه أن يرفع نسبة الهدر والفائض الغذائي الذي يذهب في بعض الأحيان لصناديق القمامة, مؤكدة أن الشهر الفضيل يدعو إلى الشعور بحاجة وعوز الآخرين, وهو ما يتطلب تأسيس مجتمع تكافلي يفكر الميسور في غيره من الفقراء.
وفي هذا الصدد تشير بعض الدراسات التي أجريت في بعض الدول الخليجية إلى أن ما يلقى ويتلف من مواد غذائية ويوضع في صناديق القمامة كمية كبيرة, ففي مدينة الرياض أظهرت دراسة أعدتها أمانة الرياض عن نفايات المدينة أن كمية النفايات اليومية لكل فرد من المواد الغذائية أكثر من 1060 جراماً .

الأكثر قراءة