لا شك أن أزمة المياه الموسمية التي نمر بها نحن سكان العاصمة كل صيف محصلة طبيعية لكوننا بلدا صحراويا لا نطل على بحر ولا نهر، إلا أن الجهود التي بذلت وما زال يبذلها جميع من يهمهم أمر العاصمة جلية وواضحة، فستة ملايين نسمة يعيشون في هذه المدينة الصحراوية رقم ضخم ومهول نسبة إلى كمية المياه المطلوب ضخها.
ولا ننسى أيضا أن المشاريع الجبارة التي دشنتها الحكومة لتأمين إكسير الحياة (الماء) لسكان العاصمة تتجاوز قيمتها مليارات الريالات، لذلك فإن المسألة ليست تدشين مشاريع بقدر ما هي مسألة تأمين وعي. وحل الأزمات يبدأ من الاهتمام بها، والاهتمام بها يبدأ من المواطن نفسه، إلا أننا ما زلنا نرى الوعي قاصرا تجاه الماء، رغم أزمة النقص الحادة التي تعانيها بعض الأحياء، ما زلنا نرى أشخاصا يغسلون سياراتهم بطرق تقليدية فيها من إهدار الماء ما فيها، وما زلنا نرى أنهارا تجري من تحت أبواب البيوت إلى الشوارع بدعوى النظافة! الوعي قبل المشاريع، الوعي قبل الماء.