رسوم "خطيرة المحتوى" على جدران الأسواق

رسوم "خطيرة المحتوى" على جدران الأسواق

فوجئ زوار أحد الأسواق الشهيرة في الرياض على مدار الشهر برسم كبير على أحد جدرانه لرجل يمسك بيده سيجارة وكتب بجانبها جملة مقتبسة يستخدمها رجال العصابات والشوارع في المدن الأمريكية، تشجع على التدخين والمخدرات، بلا تدخل من جانب صاحب السوبر ماركت أو من يعمل فيه للإبلاغ عن هذه المخالفة الظاهرة.
وعبر فهد الحبيب أحد مرتادي السوبر ماركت عن غضبه من هذا التصرف الذي يعد "وقحا" من وجهة نظره، وكذلك من جانب إدارة السوق التي لم تقدم على مسح هذه العبارة السيئة، التي تروح لأفعال منافية للدين والأخلاق بين أوساط المراهقين والأطفال.
وأبان شايع الشايع أن هذا النوع من الرسومات يجعل النشء يهونون من آفة العصر(المخدرات) عندما يقرؤون مثل هذه العبارات على الجدران، كما له ملحوظات في هذه الصورة، وأضاف أن المراهق استخدم جرأته وقدرته على الرسم بتعبيره عن تدخين الآفات استخداما سيئا يجب أن يعاقب عليه القانون، ومن الواضح أن هذا الرسام متأثر بما يرى ويشاهد في الأفلام الأمريكية التي تنقل لنا مشاهدات على جدران الأحياء الفقيرة في أمريكا، التي تشتهر برسومات كرتونية تعبر عن مدى حبهم وتعاطيهم للمخدرات، رغم الاختلاف الكبير بين مجتمعنا المعروف بمحافظته على تقاليده الدينية الراسخة في أذهان الجميع.
وأفاد المعهد القومي لمكافحة السرطان الذي ذكر في تقريره الصادر قبل عدة أيام أن أنشطة الترويج وظهور الممثلين وهم يدخنون في الأفلام يدفعان المراهقين للبدء في التدخين وتقليدهم، وكذلك أثبت الدكتور عبد الله الشهري أستاذ مشارك في قسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية في جامعة الملك سعود في قراءة تحليلية لعناصر وأسس العمل الفني في رسومات الأطفال، أن البالغين وحتى سن 18 عاما عندما يرسمون فإن رسوماتهم تماثل رسومات الأطفال في مرحلة التعبير الواقعي لحياتهم التي يعيشونها، وهو الأمر الذي يدعو إلى ضرورة الالتفات إلى خطورة الرسمات التي ترسم على الجدران التي تعبر عن واقع مرير يعيشه المراهقون، ولاسيما أن مثل هذه الرسومات تشكل خطرا على الأطفال، فالطفل عندما يمر عند مثل هذه الرسومات فإنه حتما سيتساءل بفطرته عن معنى هذه الرسوم، كما أنه سيحتفظ بصورة الرجل المدخن في مخيلته.

الأكثر قراءة