تبالة .. مدينة آثار أثبتها التاريخ لتطرق أبواب السياحة

تبالة .. مدينة آثار أثبتها التاريخ لتطرق أبواب السياحة

تعد قرية تبالة "50 كيلو مترا غرب محافظة بيشة" من القرى الحالمة بما تحمله من مواقع أثرية لها تاريخ طويل عاشت من العصور القديمة، كونها تعتبر من أهم طرق القوافل التاريخية آنذاك، مما دفع بعض شعراء الجاهلية والعصر الإسلامي والعصر الحديث إلى التغني بها حتى سميت بمدينة الآثار، لتصبح مرجعا تاريخيا للباحثين المعاصرين من جميع أنحاء الوطن العربي، بعد أن ألف فيها العديد من الكتب.
وتعد "تبالة" من أكبر مراكز بيشة من حيث عدد السكان، إذا يبلغ سكانها نحو 45 ألف نسمة، وتشتهر بالزراعة في المقام الأول وآثارها التاريخية، وتتمتع القرية عن غيرها من قرى بيشة باعتدال جوها في الصيف والشتاء، ولم تتوقف تطلعات أهلها على سفلتة الطرق وخدمات الإنارة والمخططات، ليتطلعوا إلى تفاعل الهيئة العامة للسياحة والآثار لإبراز آثارها ومكانتها التاريخية التي تبلغ من العمر أكثر من ألفي عام.
وتنتظر القرية العديد من المشاريع التنموية، خاصة أنها تضم آثارا قديمة من أبرزها صنم ذو الخلصة العبلاء، ورحى أبو زيد الذي يبلغ نصف قطره المتر تقريبا، إضافة إلى منجم الذهب الواقع في أعلى وادي تبالة، إضافة إلى قصر شعلان بن صالح الذي بني في عهد الدولة السعودية الثانية في أعقاب دخول بيشة وتبالة تحت لواء الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود في 1213هـ، والذي يعود ملكيته حاليا إلى ورثة عوضة بن قبلان الشمراني رحمه الله، وهضبة الكليات التي تقع في قمة جبل على ارتفاع ألفي متر، وإلى الأسفل منها أربع مقابر يعود تاريخها إلى ما قبل الإسلام.
وقرى بني عامر والقوز وواسط المشهورة بحصونها المنيعة التي اندثرت مع مرور الزمن، ووفقا لمحمد العواجي الكاتب والمؤرخ فإن تبالة والثنية تحظيان بعدد كبير من المواقع الأثرية والتاريخية مثل صنم ذي الخلصة، وقصر شعلان، وقرية الكليات في تبالة، وحوطة مطوية، وطريق الفيل، والطريق التجاري القديم بالثنية، وغيرها من مواقع الرسوم والنقوش والكتابات الصخرية، حيث تعد من أهم المواقع الأثرية في المحافظة، إلا أنها تفتقر إلى الخدمات المطلوبة رغم أهمية مكانتها التاريحية، وما زالت تنتظر جهود الجهات المعنية للمحافظة عليها، وحمايتها من العبث والتشويه، خصوصا طريق الفيل، حيث يعد مسار الطريق في موقع الفرشة المعروف بـ "دحلة الفيل" والتابع لمركز الثنية – والذي لا يبعد عن مقر المركز في قرية المخرم جهة الشمال سوى كيلوين – أوضح معالم الطريق المرصوف في المنطقة، إلا أنه شهد تعديات العديد من المواطنين بإنشائهم عددا من الاستراحات، فيما لجأ البعض الآخر إلى حجز مساحات بالسياج الحديدي، وإزالة أحد أحجار المسافة الذي تم تثبيته بجهود أهالي المنطقة، وأضاف العواجي: لو لقي الموقع اهتماما من الهيئة العامة للسياحة والآثار، فإنه سيكون واجهة سياحية بارزة على مستوى المملكة كاملة، خاصة بعد اكتشاف أميال حجرية تحدد مسار الطريق وتبين أهميته.
وناشد العواجي الجهات المسؤولة عن الآثار بالتدخل لحماية الطريق من الاعتداء، والعناية بالمواقع الأثرية والتاريخية الأخرى.
من جهته أوضح الدكتور محمد العمرو نائب رئيس اللجنة الفرعية للتنمية السياحية في بيشة، أن الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير وجه بإجراء مسح شامل لجميع مراكز بيشة التي تحتوي على آثار ومواقع سياحية من مركز صمخ جنوب بيشة إلى مركز الجنينة شمالا، حيث شمل المسح جميع المناطق الواقعة شرق وادي بيشة، ومسح المناطق التي تقع غرب وادي بيشة، ومنها تبالة والثنية والعبلا، مشيرا إلى أنه سيتم رفع نتيحة المسح إلى الهيئة العليا للسياحة والآثار خلال فترة قريبة، تمهيدا لفتح قنوات لتعريف السائح بالمتنزهات والمواقع الأثرية في بيشة.

الأكثر قراءة