متابعة الحمل والكشف الدوري
متابعة الحمل والكشف المبدئي والدوري له أهمية كبرى لسلامة الأم والجنين وأهمية برامج متابعة الحمل والكشف المبدئي والدوري قبل وأثناء الحمل بهدف سلامة الأم والمولود وأهمية الاكتشاف المبكر لأي مضاعفات قد تؤثر في عملية الحمل والإنجاب.
كما أن أهمية متابعة الحمل ليست مقصورة على فئة معينة من الأمهات أو الزوجات ذوات التاريخ المرضي المعين ما يستوجب عناية خاصة، بل تشير الإحصائيات إلى أن برامج متابعة الحمل في غاية الأهمية بالنسبة لجميع الحوامل، حيث يتم اكتشاف أي مضاعفات أو مشاكل يمكن علاجها بأساليب بسيطة منذ البداية، حيث إن هناك العديد من الحوامل يتم حملهن في ظروف أكثر خطراً، وربما قبل حدوثه ويمكن زيارة الطبيب عند مجرد نية الحمل لتحضير الأم من خلال بعض الفحوص والتحاليل التي على ضوئها يتم وضع أفضل الظروف لحدوث الحمل.
وهناك أنواع من النساء الحوامل يحتجن إلى هذه الرعاية الخاصة والمكثفة ومنهن السيدات اللاتي يعانين من أكثر مشاكل الحمل شيوعاً، حيث يمكن تجنب تلك المشاكل والتغلب عليها بالمتابعة الدقيقة وتطبيق بعض الأساليب العلمية المتقدمة في التحاليل والمتابعة بالموجات الصوتية التشخيصية والعلاجية التي شهدت تقدماً مذهلاً في الآونة الأخيرة.
ومن هذه المشاكل السيدات اللاتي ينحدرن من عائلات يعاني أفرادها من مرض البول السكري، ويجب على السيدات في هذه الحالة إجراء بعض الفحوص المبدئية قبل الحمل للتأكد من ضبط مستوى السكر بالدم في فترة حدوث الإخصاب، حيث إن هذه الفترة تعد من أهم الفترات في تكوين الأعضاء للجنين الذي يتم خلقه في تلك الفترة، وضبط السكر في دم الأم يمنع حدوث التشوهات الخلقية.
وفي هذا الإطار أجريت دراسة شاملة على عدد كبير من الأمهات في مؤتمر المنظمة الفيدرالية للنساء والتوليد في واشنطن اشتملت على حدوث مرض السكر في أثناء الحمل وعلاقته بالسمنة ووجود بعض الدلالات الكيمائية في الدم والتي تساعد على التشخيص المبكر وكيفية طرق العلاج وتجنب المضاعفات التي تحدث للأم والجنين.
أما النوعية الثانية فهي السيدات اللائي يعانين من الإجهاض المتكرر، وينصح بتحديد فترة حدوث الإجهاض، ويجب علينا ألا نجزع إلا إذا تكرر الإجهاض مرات متتالية، حيث يلزم دراسة حالة الأم وإجراء بعض الفحوص المعملية والفحص بالموجات الصوتية التي تشير إلى سبب الإجهاض المتكرر هل هو وراثي أم بسبب فيروس أو وجود عيوب بالرحم سواء كانت خلقية أو مكتسبة، وفي هذه الحالات يكون العلاج دوائياً أو جراحياً كإزالة بعض الأورام الليفية أو ربط عنق الرحم.
أما المجموعة الثالثة فهي السيدات اللاتي تم إجراء عمليات ولادة قيصرية لهن من قبل فيجب التأكد من سلامة التآم الرحم، حيث يكون عرضة لبعض المشاكل أثناء الحمل، وفي هذا الإطار تمت دراسة طريقة جديدة لمتابعة التأم الجرح بجدار الرحم بعد الولادة القيصرية عن طريق حقن سائل معين عند إجراء الموجات الصوتية على الرحم وبذلك يمكن تحديد إمكانية حدوث حمل تال.
أما المحور الرابع فينصب على الأساليب الحديثة لمتابعة الجنين وتجنب حدوث التشوهات الخلقية أو الوظيفية, ومن الملاحظ تزايد احتمال حدوث العيوب الخلقية لدى الأطفال عند حدوث الحمل مع تقدم سن الأم نتيجة بعض المشاكل، وتوجد حالياً أساليب حديثة تكشف عن حالة الجنين للتأكد من مدى سلامته, كما يمكن تحليل دمه وملاحظة أي عيوب بالكروموسومات بأخذ عينة من السائل الأنبوبي حول الجنين، كما يمكن تحديد حالة الجنين بدقة بالدلالات الكيماوية لدم الأم لعلاج أي مشاكل يتعرض لها الجنين قبل ولادته.
إخصائية نساء وولادة في مستوصف المواساة الهفوف