ترحال: الطائف كانت مأهولة في الفترة ما قبل الطوفان
أصدرت إدارة الإعلام والعلاقات العامة في الهيئة العامة للسياحة والآثار العدد الثامن من مجلة السياحة السعودية " ترحال"، الذي حفل بالعديد من الأبواب الثابتة والتحقيقات والمقالات والأخبار التي تعنى بشؤون صناعة السياحة الوطنية.
ورصدت المجلة في باب "السياحة الأخرى"، رحلة قافلة الإعلام السياحي الثالثة التي نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى منطقتي الجوف وتبوك، وقطعت خلالها القافلة خمسة آلاف كيلو متر في ثمانية أيام.
وفي مقال بعنوان "فرسان.. حيث تتلون الشمس بلون البرتقال" يتحدث قصي الجاموس الإعلامي السوري عن السمك الطائر في أرخبيل جزر فرسان، حيث يقول: "على الرغم من افتتاني بأرخبيل فرسان، والمتعة الكبيرة التي حققتها من التجوال في أنحائه، إلا أن بعضا من السمك الطائر الذي رافق القارب في عمق البحر بين جازان وفرسان لم يكن وهما".
ويكتب الصحفي محمد الرشيد تقريرا شاملا حول كيفية تنظيم رحلة سياحية جماعية "على المنظم أن يعي أن السياحة لا يمكنها أن تستحق هذا الاسم إلا إذا كانت ماتعة، ولكي يستمتع السائح برحلته يجب أن يكون البرنامج مريحا".
وتفرد "ترحال" في عددها الثامن ملفا عن الطائف "تشير كتب التاريخ إلى الطائف كانت مأهولة في الفترة ما قبل الطوفان، إذ سكنتها آنذاك قبيلة مهلائيل التي انقرضت، ثم سكنها قوم ثمود والعماليق وثقيف وبنو عامر، وكان سكان مكة يقضون فترة الصيف فيها منذ القدم".
وفي باب "أثر بعد عين" زارت المجلة "دادان" الواقعة في الخريبة شمال شرق محافظة العلا، حيث جاء في الباب ما نصه"اللافت في مدافن الخريبة، أن بعضها قد حفر في صخر الجبل الشاهق، في حين أن بعضها حفر في الكتل الصخرية الساقطة على الأرض".
وتشير "ترحال" إلى أن جامعة الملك سعود أجرت عمليات تنقيب في الموقع، كشفت عن وجود أساسات ضخمة جدا لجدران مبان كانت قائمة في هذا المكان.
وتتجول المجلة في سوق الخميس في القنفذة، وترى أن التجول في جنبات السوق "يشكل فرصة رائعة لشراء ما لذ وطاب من الأكل الشعبي القديم الذي تتقن صنعه كبيرات السن، اللواتي يتجمعن في إحدى زوايا السوق، والتمتع بالنظر إلى الصناعات القديمة التي تحتضنها زواياه المختلفة الموزعة بانتظام مراعية فارق الأذواق والثقافات".
وقضت المجلة يوما مع صيادي الحريد في فرسان "عندما يظهر "السواد" وهو مصطلح لسرب أسماك الحريد، حيث تقوم مجموعة من الصيادين المهرة بتطويق السرب بالشباك وسحبه ببطء صوب الشاطي حتى عمق بسيط حيث تجمع شجيرات "الكسب" من على الشاطئ، وتحاط بها الشباك كي لاتتمزق، كان رئيس الصيادين يطلق عبارته الشهيرة "الضويني" وهي كلمة محلية تعني اهجموا".
وتقرأ "ترحال" في كتاب "شبه الجزيرة العربية المجهولة" للرائد البريطاني تشيزمان، وهو سجل مشاهداته في الأحساء التي زارها عام 1923م "كانت الشرايين المائية لواحة الأحساء قرب المنبع أشبه بأنهر متدفقة، قبل أن يتفرق ماؤها في قنوات جانبية، وهذه المياه ليست جداول راكدة بل إنها صافية ولها تيار، وحجمها بحجم قناة طاحونة إنجليزية".
كما استعرضت المجلة بعض الإصدارات ككتاب "العلا ومدائن صالح.. حضارة بين مدينتين" للدكتور عبدالرحمن الأنصاري والدكتور حسين أبو الحسن، وكتاب "ملامح من الثقافة التقليدية لمنطقة عسير" لوالتر دوستال، وكتاب "السياحة والتنزه البيئي في المملكة" للدكتور إبراهيم بن سليمان الأحيدب أستاذ الجغرافيا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.