سكري الحمل

سكري الحمل

يمثل سكري الحمل من 2 إلى 5 في المائة من مجموع الحمل و تختلف نسبة حدوثه اختلافا كبيراً حسب الاختلافات العرقية، وفي معظم الأحيان يكون سكري الحمل من النوع الثاني (غير المعتمد على الأنسولين) T.2 DM، وهو ينشأ نتيجة ضعف قدرة الجسم على حرق السكريات بسبب إفراز المشيمة لبعض الهرمونات مثل: hPL,Glucagon Cortisol، والتي تقلل من فعالية الأنسولين وقدرته على ضبط السكر بالدم وبالتالي يتم تحفيز البنكرياس (مصدر إفراز الأنسولين) إلى إفراز المزيد من الأنسولين للحفاظ على نسبة السكر في الدم، وإذا لم يتم ذلك حينها تصبح المرأة الحامل مصابة بسكري الحمل، ونادراً ما يكون سكري الحمل من النوع الأول (المعتمد على الأنسولين) T1 DM، ويكون حدوثه مع الحمل مجرد مصادفة وفي هذه الحالة يستمر مع المريضة بعد الولادة.
وغالباً ما يتم تشخيص المرض في النصف الثاني من الحمل عند إجراء فحص السكر بالدم وتكون مفاجأة للحامل، حيث إنه في الغالب لا يظهر عليها أعراض خاصة بالمرض مثل زيادة شرب الماء أو كثرة التبول أو كثرة الأكل مع فقدان الوزن.
وتزيد فرص الإصابة بسكري الحمل في الأمهات اللاتي أصبن به في حمل سابق أو في حالة وجود تاريخ عائلي لداء السكري أو مع زيادة الوزن والسمنة وتقدم عمر الحامل والتدخين وتكيس المبايض وفي حالة حدوث مضاعفات في حمل سابق مثل الجنين المتضخم أو ولادة جنين متوفي.
ويمكن الوقاية والتقليل من فرص حدوث سكري الحمل عن طريق العناية بالوجبات الغذائية الصحية المعتدلة والنشاط البدني المستمر وعدم زيادة الوزن في الحمل أكثر من الزيادة الطبيعية . وكذلك إجراء فحص السكر بالدم أثناء الحمل بصورة منتظمة. وهناك دراسات تشير إلى أن استخدام عقار الميتفورمين Metformin يفيد في تقليل نسبة سكري الحمل عند السيدات اللاتي يعانين تكيس المبايض قبل الحمل أو المصابات سابقاً بسكري الحمل.
مضاعفات سكري الحمل: تزيد في الحالات التي لم يتم علاجها أو لم يتم التحكم في نسبة السكر في الدم:
أولاً: بالنسبة للأم:
أ - أثناء الحمل
1. زيادة الوزن والقلق النفسي.
2. ما قبل أرجاج الحمل Pre-eclampsia وأرجاج الحمل Eclampsia .
3. زيادة معدل العمليات القيصرية.
4. زيادة معدل إصابات الولادة نتيجة زيادة حجم الجنين.
ب- بعد الولادة
5. زيادة معدل الإصابة بالسكري من النوع الثاني T2 DM.
6. زيادة معدل الإصابة بارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب.
ثانياً: بالنسبة للجنين
أ - داخل الرحم
1. كبر حجم الجنين أكثر من أربعة كيلوجرامات Macrosomia.
2. الوفاة داخل الرحم IUFD.
3. الولادة المبكرة Preterm Labour.
4. زيادة كمية السائل الأمينوسي Polyhydramnios.
5. عسر الولادة والخلع الولادي Shoulder Dystocia.
6. احتمال زيادة العيوب الخلقية (خاصة مع كبر حجم الجنين).
ب- بعد الولادة
7. انخفاض نسبة السكر و الكالسيوم بالدم
8. زيادة نسبة الصفراء بالدم
9. زيادة عدد كرات الدم الحمراء
10. ضعف عضلة القلب
ج- فترة الشباب
11. السمنة
12. مرض السكري من النوع الثاني.
13. ارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب.
14. احتمال زيادة الإصابة بسرطان الثدي.
التشخيص:
يتم الفحص المبدئي Screening عن طريق فحص السكر بالبول في كل زيارة أثناء متابعة الحمل وقياس السكر في الدم (صائم أو عشوائي أو بعد الأكل ) في بداية الحمل وبين الأسبوع 26 إلى 28 من الحمل وعند وجود زيادة السكر في البول، وإذا وجدت زيادة نسبة السكر في الدم يتم التأكد من التشخيص عن طريق اختبار تحمل السكر في الدم OGTT بعد تناول 7 جرامات من الجلوكوز. ويكون الاهتمام أكبر بالحوامل الأكثر عرضة للإصابة بالمرض (السابق ذكرها) وأيضاً اللاتي يعانين في الحمل الحالي من زيادة حجم الجنين وزيادة السائل الأمنيوسي حول الجنين و الالتهابات المتكررة.
العلاج:
أثناء الحمل: يتم ذلك من خلال المتابعة مع طبيب التوليد و الطبيب الباطني وكذلك إخصائي التغذية وذلك لضبط معدلات السكر في الدم في الحدود الطبيعية طوال فترة الحمل من خلال الاهتمام بالنمط الغذائي والوجبات المتوازنة مثل تقليل الدهون وزيادة الألياف وتنظيم معدلات الكربوهيدرات. وإذا لم يتم ضبط معدلات السكر بالدم بهذه الطريقة يتم اللجوء إلى حقن الأنسولين تحت الجلد (اثنين إلى ثلاثة مرات في اليوم)، حيث إن معظم أنواع الأقراص لا تناسب الحمل لآثارها الضارة على الجنين (هناك دراسات تشير إلى إمكانية استخدام عقار جليبوريد Glyburide كأقراص لعلاج سكري الحمل في المستقبل).
كما يجب متابعة فحص السكر في الدم (خاصة بعد الأكل) بصورة دورية وكذلك فحص الهيموجلوبين أ HbAIc أو الفراكتوزامين. ويجب متابعة ضغط الدم لاحتمال حدوث ارتفاع فيه، ويجب مراقبة حالة الجنين داخل الرحم بالموجات فوق الصوتية (السونار) لمتابعة الحركة والنمو وكمية السائل الأمنيوسي وغالباً ما تتم الولادة في موعدها الطبيعي في نهاية الحمل عند ضبط السكر في الدم، ويتم إيقاف الأنسولين أثناء الولادة (وخاصة الجرعات القليلة منه) بعد نزول المشيمة.
بعد الولادة:
ـ غالباً ما يزول سكري الحمل بعد الولادة وتنصح السيدة بالرضاعة الطبيعية لأنها تسهم في تقليص الوزن وذلك لفقدان طاقة عالية خلال عملية الإرضاع وبالتالي تقلل من فرص عودة ارتفاع السكر في الدم.
ـ وينصح بفحص السكر بالدم بعد ستة أسابيع من الولادة ويعاد سنوياً وقبل الحمل المقبل وفي أثنائه أيضاً، حيث تكون السيدة عرضة لتكرار سكري الحمل، كما تزيد نسبة الإصابة بالسكري من النوع الثاني في السنوات العشر التالية للحمل بنسبة 40 إلى 60 في المائة.

زميل الكلية الملكية البريطانية لأطباء النساء والتوليد
MRCOG
مستشفى المواساة في المدينة المنورة

الأكثر قراءة