صعوبات التغذية عند الأطفال المصابين بمتلازمة داون
الأطفال الرضع
يواجه بعض أطفال متلازمة داون صعوبات تغذوية من أول أيام حياتهم، فرضاعتهم ضعيفة سواء من ثدي الأم أو عن طريق الحليب الصناعي، فبعضهم يصيبه الإعياء من القيام بمجهود الرضاعة لمدة قصيرة، وآخرون لا يملكون القدرة على الرضاعة والمص من الثدي بقوة كافية، ومنهم من ينام مدة طويلة دون رضاعة، ويحدث البكاء وتكون الرغبة في الرضاعة ضعيفة. ونتيجة ذلك يحصل على كمية ضعيفة من الغذاء غير كافية لنموه, وفي حال عدم انتباه الأم فإن الطفل يبدأ مرحلة من سوء التغذية مصحوبة بالجفاف أحياناً، وهو أمر خطير في الغالب.
مرحلة الطفولة
تزداد المشكلات مع بداية الفطام وما يعقبها من مراحل, وتشمل مشكلات التغذية عند هؤلاء الأطفال رفضهم مضغ الأطعمة الصلبة، وقبولهم أنواعاً محددة منها, التي غالباً ما تكون من الأطعمة النشوية وسهلة المضغ, كما أنهم يحتاجون إلى مدة أطول لتناول كمية كافية من الغذاء، وهو ما يمثل صعوبة لمن يقوم برعايتهم، وينعكس ذلك كله على نموهم الفكري والحركي وإصابتهم بسوء التغذية والأمراض المختلفة.
مهارات التغذية ومتلازمة داون
هناك العديد من العوامل التي تعوق حصول الأطفال المصابين بمتلازمة داون على مهارات التغذية اللازمة لكل مرحلة عمرية, من أهمها:
عيوب القلب الخلقية
من أهم المشكلات التي تصيب أطفال متلازمة داون ارتفاع نسبة حصول العيوب الخلقية مقارنة بالأطفال الآخرين, فعيوب القلب الخلقية تصل إلى 50 في المائة، بأشكالها المتعددة من معتدلة إلى شديدة، وبعض هذه العيوب يؤدي إلى الإجهاد السريع، وهو ما يعرف بالهبوط القلبي، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف قدرته على الرضاعة والبلع، كما أن الطفل في تلك الحالة يحتاج إلى طاقة أعلى عند القيام بأي مجهود, لذلك نلاحظ تأخر وصول هؤلاء الأطفال إلى مرحلة التغذية المختلفة مقارنة بالأطفال الطبيعيين.
عيوب الرئة ومشكلات التنفس
تزداد نسبة عيوب الرئة الخلقية لدى الأطفال المصابين بمتلازمة داون عن غيرهم من الأطفال، كما لوحظت زيادة تكرر صعوبات التنفس نتيجة تلك العيوب أو نتيجة تكرر الالتهابات الرئوية، مسببة صعوبات في التنفس وإجهاداً سريعاً. وهو ما يؤثر في قدرات الطفل عند الرضاعة والأكل.
إرخاء العضلات
الارتخاء العام لعضلات الجسم هو أحد العلامات المميزة لأطفال متلازمة داون، ويؤثر في جميع هؤلاء الأطفال بنسب متفاوتة، إذ يؤثر في حركة جميع أعضاء الجسم بلا استثناء، وللقيام بالرضاعة يجب أن تكون عضلات الفم جيدة، كما أن المضغ والبلع يحتاجان إلى عضلات قوية متوازنة، لهذا فإن الارتخاء يؤثر في قدرة الطفل على التغذية بشكل سليم.
عيوب انطباق الفم
يعاني معظم أطفال متلازمة داون عيوباً في انطباق الفم، ويعود ذلك إلى عدة أسباب منها النمو الضعيف (غير الطبيعي) للفكين، وكبر حجم اللسان مقارنة بالفكين، إضافة إلى معاناتهم ارتخاء في عضلات اللسان، الأمر الذي يسبب صعوبة في انطباق الفم وعدم التحكم في عضلات اللسان والشفاه.
مشكلات الأسنان
يواجه أطفال متلازمة داون عيوباً في شكل الأسنان وحجمها, وهذا التكوين الغريب يؤثر في عملية المضغ والبلع ومن ثم يؤثر سلباً في وضعهم الغذائي.
وظائف الفم والبلعوم
اتضح أن وظائف بعض الأعضاء الضرورية لتحريك الطعام من الفم إلى البلعوم تتم بطريقة أبطأ لدى أطفال متلازمة داون مقارنة بالأطفال الطبيعيين نتيجة ارتخاء العضلات, وعدم التوازن الحركي لها.
الإمساك
يكثر حصول الإمساك نتيجة قلة الحركة العامة وخصوصاً حركة الأمعاء، وهو ما يؤثر في الرغبة في الطعام ومن ثم تنمية مهارات التغذية.
التأخر العام في النمو
يعاني أطفال متلازمة داون التأخر العام في النمو مسبباً صعوبات في التغذية. ولذا يستغرق هؤلاء الأطفال وقتاً طويلاً للمرور بمراحل التغذية المختلفة، بداية بمرحلة المضغ وحتى مرحلة أكل الطعام.
رعاية الوالدين أطفال متلازمة داون
عدم اهتمام الوالدين بأطفال متلازمة داون والعناية بهم ومتابعتهم له تأثير سلبي في تغذيتهم, فالطفل لا يعبر عن الجوع بالبكاء، كما أنه كثير الارتخاء والنوم, وهو ما يجعل الأم لا تنتبه لاحتياجاته.. كما أن المدة الطويلة لكل رضعة تجعل الأم تعتقد أنها كافية له، رغم أنه يحتاج إلى عدد من الرضعات أكثر من الأطفال العاديين. كل ذلك يجعل المسؤولية الملقاة على عاتق الأم كبيرة, حيث إن إغفال احتياجات الطفل يمكن أن تؤدي إلى سوء في التغذية.
أساليب التغذية
هناك طرائق متعددة لتغذية أطفال متلازمة داون, وهو ما يساعدهم على تعلم مهارات التغذية, وأن لكل مرحلة عمرية مشكلاتها وطرائق التعامل معها, كما يتضح لنا مما يلي:
الأطفال الرضع
الرضاعة الطبيعية هي الأفضل لذا يجب الحرص عليها.
يجب على الأم مساعدة الطفل بوضع الحلمة داخل الفم بيد, ومسك الثدي باليد الأخرى والضغط عليها برفق لإنزال الحليب.
من المهم تنظيف الأنف وإزالة الانسداد إن وجد.
لا يجب نسيان تكريع الطفل قبل كل رضاعة وبعدها.
يجب زيادة عدد مرات الرضاعة لتكون كل ساعتين بدلاً من ثلاث ساعات.
لابد من إيقاظ الطفل واللعب معه بعد كل رضعة.
في حال استخدام الرضاعة الصناعية لا بد من ملاحظة أن تكون فتحة الحلمة واسعة ومناسبة.
يجب الحرص على أن يكون مقياس الحليب وكميته كافيين في كل مرة.
الفطام
ـ من المهم أن تضع الأم طفلها من حجرها.
ـ لا بد من تقديم الأطعمة المتنوعة مبكراً (في الشهر الخامس أو السادس) بالتدريج.
ـ يجب البدء بالمأكولات شبه السائلة مثل السيريلاك.
ـ يتم تقديم الأطعمة عندما يكون الطفل جائعاً.
ـ على الأم أن تشجع طفلها على تناول الطعام بكلمات وعبارات تشجيعية.
ـ يمكن تشويق الطفل للطعام بوضع الطعام داخل الفم وخارجه وتحريكه.
ـ من غير المتوقع أن يبتلع الطفل كمية كبيرة من الغذاء, حيث إن المهم هو تدريب عضلات الفم على المضغ والبلع.
ـ يجب تكرير العملية مرتين يومياً حتى بلوغه السنة الأولى من العمر.
المساعدة على المضغ
يوضع الطعام بين الأجزاء العليا والسفلى للأسنان مع القفل على الأسنان، ثم القيام بتدليك الخدود.
المساعدة على البلع
إذا كان لدى الطفل مشكلات البلع، يمكن للأم أن تقوم بدلك رقبته أو النقر عليها بلطف لإثارة عملية البلع. وبعد كل لقمة تنقر بلطف على الذقن والرقبة بحركة بسيطة إلى أسفل.
التغذية الذاتية
إذا كان الطفل لا يعرف كيف يوجه يده نحو فمه يتم وضع أصابعه في طبق من الطعام وتوجيه يده إلى فمه، ولا بد من وقوف الأم خلف الطفل حتى تتمكن من مساعدته على تحريك يده بصورة أفضل.
د. سمير كانوا
إخصائي الأطفال في مستشفى المواساة في الدمام