سيصبح في إمكان عدد من سكان العاصمة، إضافة كبسة "الضبان" إلى قائمة وجباتهم المفضلة أثناء ارتيادهم المطاعم، إذ إن عددا من مطاعم شمال وشرق الرياض أضافت هذه الوجبة إلى قائمة الأكلات المقدمة لديها، بدلا من كبسة الدجاج أو اللحم التي اعتاد الناس عليها، وبعض منها يطلب من مرتاديه إحضار الضب معهم لتقوم بدور الطبخ حسب الطلب بقيمة لا تتجاوز 18 ريالا.
وتمتاز المطاعم ذاتها، بوجود طباخين مقيمين، يجيدون التعامل مع "كبسة الضبان"، تبدأ مراحل عملهم بتنظيف الضب من التجويف الخارجي وكذلك الداخلي، إضافة إلى تقطيعه بأحجام صغيرة أو وضعه على كبره، مع مراعاة طلبات الزبائن بتقطيع مؤخرته قطعا صغيرة أو كبيرة وفقا للطلب.
في المقابل، يوصي بعض من محبي أكل لحم الضب صاحب المطعم، بطبخه بمرقته لأنها تضيف نكهة وطعماً إليه، فيما يفضله آخرون أن يطبخ بالتوابل الخاصة، عن طريق تتبيل بطنه وأيديه، مع إبقاء ذيله على حجمه من دون تقطيع.
ويأتي الإقبال على أكل الضب في ظل ارتفاع أسعار اللحوم والدجاج، مع موجة الغلاء التي شملت مختلف أسعار السلع الغذائية في المملكة.
وهنا قال لـ "الاقتصادية" عدد من أصحاب الماشية في محافظات رماح والحفنة والرمحية، إن هذه الأيام هي بداية تكاثر خروج الضبان من جحورها، بعد انقضاء فصل الشتاء، إذ نعتمد في غذائنا على أكل لحم الضب، خصوصا أن بعض المطاعم القريبة منا وفرت علينا جهد تقطيعه وتنظيفه وكذلك طبخه، إذ لا يتجاوز سعر تنظيفه وتقطيعه مع الطبخ 18 ريالا للضب الواحد.
وأبان مطلق الدوسري، أحد أصحاب الماشية في قرية الحفنة، أن حجم الضب يحدد سعره عند بعض المطاعم الشعبية الشهيرة، مشيرا إلى أن بعض المطاعم تلزم روادها بإحضار تجهيزات الأكل كالقدر والملاعق الكبيرة لتحريكه إضافة إلى بعض المستلزمات الأخرى كالصحن وغيره، فيما خصص بعض من هذه المطاعم أدوات طبخ خاصة بالضبان، وذلك تحسبا لتبعات طبخه على الأكلات الأخرى.
ويرى عدد من محبي أكل لحم الضبان، أن هذه المطاعم عمدت إلى طبخها، نتيجة لقلة الإقبال عليهم ممن يرغبون في أكل كبسة اللحم أو الدجاج وذلك باعتبار أن أهالي هذه المحافظات والقرى معتادون على الأكل في منازلهم، إضافة إلى أن بعضا من المسافرين العابرين لهذه الهجر يحرصون على الأكل في المطاعم والمحال في المدن الكبيرة، حيث توفرت الخدمات وأدوات واشترطات السلامة في الأكل، في الوقت الذي يعتبر فيه عمل هذه المطاعم موسميا في الربيع أو مع اعتدال الجو وهطول الأمطار، ما دفع العاملين في هذه المطاعم إلى التوجه إلى أصحاب الماشية القريبين منهم الذين يرغبون ويحبذون أكل لحم الضبان، لتحسين مستوى دخلهم.