التعدين فارس مكبل في أولويات اقتصادات الخليج
أكد لـ "الاقتصادية" سلطان سعيد الشلية مدير عام مجموعة رواسي الدولية القابضة وخبير ومستثمر في مجال التعدين أن حجم سوق التعدين في المملكة يبلغ 13.5 مليار ريال، كما أن أرباح المستثمرين في مجال التعدين في المملكة تزيد على 4.5 مليار ريال، مقدرا حجم الاستثمارات في قطاع الثروة المعدنية بأكثر من 40 مليار ريال.
وأضاف أن عدد الرخص التعدينية في نهاية عام 2006 وصلت إلى 1270 رخصة وبلغت كمية الخامات المعدنية المستغلة نحو 300 مليون طن خلال الفترة نفسها، مشيرا إلى أن تصنيع الفوسفات الموجود في المملكة بكميات تجارية إلى تبوء المملكة المركز الثاني عالميا في تصدير الأسمدة الفوسفاتية ونقل التقنية الخاصة بصناعة الأسمدة وتوطينها وتنويع القاعدة الإنتاجية إلى جانب النفط.
وذكر الخبير والمستثمر التعديني أن المملكة بدأت مرحلة جديدة للاستثمارات في مجال صناعة المعادن في ظل صدور نظام الاستثمار التعديني المحفز للمستثمرين في قطاع التعدين، حيث راعت في كل مشاريعها التعدينية اشتراطات الأمم المتحدة الخاصة بالسلامة البيئية واعتمدت في إنشائها على أعلى المعايير البيئية وفق الاشتراطات الدولية في الوقت الذي تسعى فيه إلى رفع حجم مساهمته في إجمالي الناتج المحلي بما يفوق معدله الحالي، مبينا أن المملكة وجهت عن طريق وكالة الوزارة ومعرض التعدين السنوية الذي يقام سنويا في جدة الدعوة إلى المختصين في مجالات الاستكشاف والتنمية المعدنية من كافة أنحاء العالم ومتخذي القرارات في المؤسسات والشركات والقطاعات الحكومية والخبراء والمستشارين في الجيولوجيا والاستكشاف المعدني وعلماء علوم الأرض وهيئات المساحة الجيولوجية في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومن جهة أخرى، أفاد الشلية أن دول الخليج دفعت ثمناً باهظا في مقايسس البطالة والدخل القومي نتيجة أحادية اعتمادها على النفط و صناعاته الرديفة، وجاء النفط كثروة سهلة في استخراجها وبيعها كعصابة سوداء حجبت رؤية مؤسسات التخطيط عن مصادر دخل قومي أخرى. معتبرا أن الاستثمار في مجال التعدين فارس مكبل في أولويات اقتصادات الخليج.
وأشار إلى أن المملكة تأتي كأنموذج حقيقي على إغفال دول الخليج لصناعات التعدين على أراضيها أو ميادينها الإقليمية، في حين باتت أصوات اقتصادية تنادي السعودية بالاعتماد على التعدين لسد ثغرات البطالة، ورفع معدلات دخل الفرد.
وذكر أن السعودية تحوز وفقاً لخرائط جيولوجية تم الإعلان عنها أخيراً، على أكثر من أربعة آلاف منجم فلزي، إضافة إلى مئات الملايين من أطنان الفوسفات تؤهلها إلى صدارة عالمية بين الدول المنتجة له، بينما تشير مراكز كشف جيولوجي عالمية إلى أن إخضاع السعودية لدراسات كشفية إضافية قد يؤدي إلى تأكيد فرضية حيازة السعودية ثروات تعدينية أفضل من حيث النوع والكمية. مضيفا أن أرض المملكة تتقاسم معادن فلزية ولا فلزية على رأسها الفوسفات، الذهب، النحاس، البوكسات، الحجر الجيري، الزنك، رمل، السيلكا، الفلسبار، النفلين، السيانيت، البازلت، الدولوميت، المغناسيوم، الكالوين، القصدير، التنجستن، الألمنيوم، الحديد، الكروم، المواليبدنم، النيكل، التيتانيوم، اليورانيوم، الماجنزايت، و فلورايد الصوديوم، حيث تعتبر هذه المعادن كواحدة من أكبر السلال التعدينية على الكرة الأرضية من حيث النوع والكم.