وين طوال الشوارب

[email protected]

يتميز الرجال عن غيرهم بوجود اللحية والشارب في وجوههم. وتضرب الأمثال في قمة الرجولة بطول الشوارب ويكني الرجال بطول الشوارب. ما أعنيه أن يكون للرجل شارب يميزه عن الطفل والولد الذي لم يبلغ لكني لا أشجع على الشنبات والشوارب الطويلة الزائدة عن المتعارف عليه في الذوق العام، كما أنني مع اتباع سنة نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في إكرام اللحى وحف الشوارب. لكن ما هو مشاهد اليوم عند معظم الشباب وحتى الكبار هو حلاقة الشنب أو الشارب على الصفر وترك لحية صغيرة واختفت شوارب هؤلاء بشكل مقزز لا هو اتباع للسنة بل اتباع لموضة سادت في بلادنا بين الكثير من الشباب والكبار. وهذا للأسف ما نحن شاطرين فيه نتابع خطوط الموضة حتى في الأمور التي لا تفيدنا وتمس رجولتنا كإطالة شعر الرأس الذي انتشر بين الشباب وكذا كبار السن من الكتاب والمثقفين والدكاترة. شاطرين في ملاحقة الموضة في الملابس المزركشة ولم نلاحق العالم في الاختراعات والاكتشافات والأمور الجيدة التي تعود علينا وعلى مجتمعنا بالفائدة والنفع. مؤلم جدا ما يحدث أن نتخلى عن رمز من رموز رجولتنا لأجل أن يعمل ذلك ممثلا أو مغنيا لماذا لا نقتدي بالناجحين من العلماء والأدباء والمفكرين الذين ينتجون للبشرية ما يفيدها. لماذا نبقى مقلدين وجاهزين لالتقاط كل ما هو غير جيد لدى الآخرين؟ أصبحنا لا نعرف البعض، حيث تغيرت أشكال وجوههم بين عشية وضحاها تقابله اليوم وله شارب أنيق ولحية جميلة ونراه غدا بلا شارب ولحية غريبة الشكل. تشاهده بالغترة والعقال في العمل وتراه في المساء وقد ربط شعر رأسه من الخلف بربطة الشعر فتفرك عيناك هل هذا فلان أم لا؟ لأن الغترة كانت مغطية على هذا الشعر الكثيف الذي لا أعتقد أنه يليق برجل. يُطّل علينا في بعض البرامج شباب ورجال يلبسون ملابس بيضاء مطرزة بالسواد على مكان الأزرار والجيوب والأكمام فتتعجب لماذا كل هذا؟ المثل يقول "كل ما تشتهي والبس ما يشتهي الناس". أعزو كل هذه الممارسات من حلاقة الشوارب إلى أشكال اللحى وإطالة شعر الرأس والثياب المطرزة إلى الفراغ الفكري والثقافي لا شيء للأسف يشغل هؤلاء إلا الجري وراء الصرعات والموضة. لو أن هذه الأمور اقتصرت على الشباب في العشرينيات من العمر لقلنا المراهقة لكن أن تصل إلى الكتاب والمثقفين والدكاترة فهذا ما لا أجد له تفسيرا إلا حب المظاهر ومركب نقص يشعر به من يفعل هذه الأفعال لكي يلفت انتباه الآخرين له. أن تشاهد دكتورا أو مسؤولا "أو مثقفا يكتب وينتقد" أن تشاهد هؤلاء وشعر رؤوسهم ينسدل على أكتافهم أو حالقي شواربهم بشكل هذه الصرعات فهو أمر يدعو للغرابة حينا وللسخرية أحيانا أخرى. هؤلاء هم حملة الشهادات وقادة الفكر في الكليات والجامعات والإدارات الحكومية والخاصة وحملة القلم لإصلاح الشأن العام فماذا عسانا أن نفعل علينا أن ندعو الله أن يدلهم على الطريق الصحيح وترك المظاهر الجوفاء فالمنتظر منهم أكبر مما يفعلون، ليكونوا قدوة للشباب في مظهرهم وفي عملهم، وفيما يقدمونه للبلد من إنتاج علمي وعملي لا أن يتفرغوا لإطالة شعورهم وحلق شواربهم ولبس الثياب المطرزة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي