الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الاثنين, 15 ديسمبر 2025 | 24 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.5
(-0.58%) -0.05
مجموعة تداول السعودية القابضة153.7
(-3.88%) -6.20
الشركة التعاونية للتأمين121.9
(-0.89%) -1.10
شركة الخدمات التجارية العربية126.8
(-0.39%) -0.50
شركة دراية المالية5.35
(0.19%) 0.01
شركة اليمامة للحديد والصلب32.2
(-4.73%) -1.60
البنك العربي الوطني21.8
(-3.54%) -0.80
شركة موبي الصناعية11.3
(3.67%) 0.40
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة30.82
(-5.75%) -1.88
شركة إتحاد مصانع الأسلاك20.91
(-3.46%) -0.75
بنك البلاد25
(-3.47%) -0.90
شركة أملاك العالمية للتمويل11.29
(-0.27%) -0.03
شركة المنجم للأغذية53.15
(-1.21%) -0.65
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.86
(1.37%) 0.16
الشركة السعودية للصناعات الأساسية54
(-1.19%) -0.65
شركة سابك للمغذيات الزراعية115
(-0.95%) -1.10
شركة الحمادي القابضة28.46
(-1.11%) -0.32
شركة الوطنية للتأمين13.3
(1.92%) 0.25
أرامكو السعودية23.89
(-0.04%) -0.01
شركة الأميانت العربية السعودية16.65
(-2.80%) -0.48
البنك الأهلي السعودي37.58
(-1.78%) -0.68
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات29.34
(-1.41%) -0.42

[email protected]

جيل اليوم فتح عينيه ـ مع الأسف الشديد - فوجد أن الإنسان المسلم هو الإنسان الضعيف الجاهل المتخلف الذي يقود عجلة الخنوع والاستهلاك، وفتح جيل اليوم عينيه – مع الأسف الشديد– فوجد أن الإنسان الغربي هو الإنسان القوي المتعلم المتقدم الذي يقود عجلة الإنتاج والمعرفة والحضارة.

وجيل اليوم يعرف تماماً أن العالم الغربي هو صاحب القوة وصاحب السطوة الذي يستطيع أن يضرب ويهزم ويهين الشعوب كما يفعل في العراق وأفغانستان وفلسطين والسودان، ويعرف جيل اليوم كذلك أن العالم الإسلامي يتلقى الهوان والصفعات فلا يقوى على ردها، ويتلقى الضرب من الخلف والأمام حتى التسليم والهزيمة.

هذا هو حال عالمنا العربي والإسلامي اليوم، ولكن ما يجب أن يعرفه جيل اليوم هو أن ما يحدث للعالم الإسلامي إنما يأتي في إطار الصراع بين العالم الإسلامي والعالم المسيحي الغربي لم يكن دائماً هكذا، بل على العكس كانت القوة والغلبة في معظم مراحل الصراع الذي دام نحو 1400 عام لصالح العالم الإسلامي.

لقد بدأ الصراع الإسلامي - المسيحي أو الإسلامي - الغربي منذ موقعة اليرموك التي أمر بها رسول الإنسانية, صلى الله عليه وسلم, باتجاه الروم في عام 636، ومنذ ذاك التاريخ كان العالم الإسلامي ينتزع من الغرب راية التقدم والمعرفة والحضارة، وكان المسلمون يخوضون الغزوات والمعارك ويحققون النصر تلو النصر حتى دانت لهم دول كثيرة في الغرب والشرق، ويومذاك كانت مشاعل التقدم والحضارة الإسلامية تضيء كل شوارع الكون، تماماً كما الغرب المسيحي اليوم.

البداية كانت من بدر عام 624 حين بدأ المسلمون يحملون راية الإسلام في الجزيرة العربية، وقاموا بسلسلة غزوات ومواقع حققت لهم - على الأرض - سلسلة انتصارات دفعت الدولة الإسلامية الناشئة بقوة نحو دول الجوار الجغرافي، فكانت معركة اليرموك باتجاه الروم عام 636 م، وفتح القدس في 638 م والإسكندرية في 642م، وبلاد المغرب في 670 م، ثم مد المسلمون نفوذهم إلى المشرق وآسيا وشملت الفتوحات مناطق كثيرة بدأت بمعركة القادسية في 636 م، وبلاد فارس حتى وصلت الفتوحات إلى بخارى في 710م، والسند في 711م. ثم خاض الإسلام معارك كثيرة للسيطرة على جزر البحر المتوسط فسقطت قبرص في 649م، ورودس في 654م. وكريت في 825م، وسردينيا في 827م. واندفع الإسلام في فتوحاته كالصاروخ باتجاه إسبانيا وأوروبا فدخل قرطبة في 712م ووصل إلى تولوز في 721م، وبواتييه الفرنسية في 732م.

هذه سلسلة متصلة من الانتصارات يحققها العالم الإسلامي عبر مئات السنين على العالم الغربي. ولكن لمواجهة هذه الانتصارات الإسلامية قام الغرب بموجات دينية صليبية على بلاد الشام ابتداء من عام 1096، ثم تعرض العالم الإسلامي إلى موجات مغولية شرقية في آسيا (العراق) من 1258 إلى 1260م. وكذلك تعرض لموجات صليبية كبرى في الأندلس (إسبانيا) وبلاد المغرب، الأولى قبل 1150، والثانية من 1150 إلى 1212م، والثالثة من 1212 إلى 1275، إلى أن انتهت بسقوط غرناطة (آخر مملكة إسلامية في إسبانيا) في عام 1492م. وصادف سقوط آخر القلاع الإسلامية في الأندلس فترة اكتشاف كريبستوفر كولمبوس الإسباني القارة الأمريكية.

وعندذاك انشغل الأوربيون بالهجرة إلى العالم الجديد، فاغتنم المسلمون الفرصة وأخذوا يجددون أنفسهم ويعيدون هندسة قواتهم حتى نجح المسلمون في إسقاط القسطنطينية في عصـر الدولـة العثمانية على يد محمد الفاتح في القرن الخامس عشر (1453م) وامتد الإسلام بقوة في شرق أوروبا وشمالها وبدأ يحاصر فينا في القرن السادس عشر.

وتأتي أهمية سقوط القسطنطينية (اسطنبول) بعد أكثر من قرنين من نهاية الحروب الصليبية، إلى أن النظام الإسلامي نظام ثري ومفعم وقابل للتجديد وقادر على تجاوز العثرات واستعادة فاعليته بعد كل دورة من الدورات التاريخية، ولذلك فإن الغرب اليوم يحسب للعالم الإسلامي حسابات كثيرة، ويعتبر نفسه أنه في حالة حرب مستمرة ودائمة مع هذا العالم الإسلامي الحيوي الحر.

ولكن بعد أن تراجعت أوروبا لأكثر من قرنين أمام العثمانيين بدأت تتحرش بالإمبراطورية العثمانية, لكن العثمانيين من ناحيتهم استطاعوا أن يظفروا بالنصر في معركة مرج دابق، وتقدموا باتجاه مصر عام 1517 وتابعوا تقدمهم إلى المغرب، ولعب الأتراك العثمانيون دوراً مميزاً في حماية الثغور المسلمة في شمال إفريقيا ضد الهجمات الأوروبية.

ولكن مع بداية القرن السادس عشر بدأت أوروبا عصراً جديداً من الحروب ضد العالم الإسلامي فقد استبدلت الحرب الصليبية المسيحية بالحرب الاستعمارية. ولقد بدأ البرتغاليون مد النفوذ الأوروبي الاستعماري إلى المنطقة في مطلع القرن السادس عشر (1500م) فأقاموا سلسلة من القلاع والحصون على شواطئ الخليج من مسقط (عمان) إلى القرين في الكويت، ودام نفوذهم نحو القرن. وسرعان ما لحق بهم البريطانيون براً بعد الرحلة التي قام بها الإنجليزي رالف فينج الذي وصل إلى البصرة من البحر المتوسط في مطلع القرن السابع عشر (1600م)، ومن هناك اتسع النفوذ البريطاني حتى وصل مضيق هرمز والهند، ثم أسس البريطانيون شركة الهند الشرقية، وأقاموا سلسلة مخافر على شواطئ إيران المقابلة للشواطئ "العربية" التي تسيطر عليها البرتغال.

ولكن البرتغاليين اكتشفوا طريق رأس الرجاء الصالح في نهاية القرن الخامس عشر، وأدى هذا الأمر إلى توسيع آفاق الشبكة التجارية الأوروبية مع شرق آسيا وجنوبها، وبدأ الأوروبيون منذ مطلع القرن السادس عشر في تطوير هذا الخط التجاري الذي فتح أمامهم خيارات أوسع من السابق، وأعطاهم القدرة على تحاشي مناطق المسلمين والالتفاف التجاري حول مراكزهم الاقتصادية ومواقعهم الاستراتيجية.

وخلال هذه الفترة انتقل الصراع الأوروبي ـ الأوروبي إلى قلب العالم الإسلامي، حيث نشب الصراع البريطاني - البرتغالي – الهولندي لبسط السيطرة على الخليج وانتهى بخروج البرتغال وهولندا وهزيمتهما عسكرياً وتفرد بريطانيا بالمنطقة في القرن السابع عشر ومطلع القرن الثامن عشر.

ونُلاحظ خلال المد الإسلامي الذي دام أكثر من ألف عام أن الإسلام قدم عديدا من النماذج التي تؤكد أنه كان يحترم معتقدات الشعوب، وهذا على عكس الاستعمار الغربي المسيحي الذي كان وما زال لا يحترم الأديان والمعتقدات للدول التي كان يغزوها ويحتلها ويقهر شعوبها، بمعنى حينما احتل المسلمون إسبانيا، والبلقان، والهند، وكان هو فيها دين الأقلية، لم يحاول تغيير معتقدات الناس وأديانهم ولم يتحرك في اتجاه إكراههم على دخول الإسلام بالقوة أو تخييرهم بين دخول الدين أو مغادرة بلادهم، بل ترك الشعوب تقرر مصيرها بنفسها، ولا شك فإن دولة الخلافة العباسية أكبر نموذج حضاري في إدارة الدولة على أساس النظام الديمقراطي الحر إذا جاز التعبير. ففي تلك المرحلة (القرن الثامن الميلادي) قدم الإسلام للمرة الأولى نموذج الدولة المتعددة الأعراق والأقوام، ومع أن نظام الخلافة العباسية تعرض في عهد هارون الرشيد إلى صراع العناصر العربية والفارسية والتركية، فإن الدولة حافظت على تلونها العرقي وتعددها القومي الثقافي واللغوي في إطار سياسي واحد وموحد، وضرب النظام الإسلامي المثل تلو المثل على إمكانية تعايش الإسلام مع أنماط ثقافية مختلفة وفروع عرقية ولونية متنوعة. وفي الأحد المقبل نستكمل الكلام عن سيناريوهات الصراع الإسلامي الغربي في الحاضر والمستقبل.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية