مزرعة لإنتاج الكلاب وتدريبها في الرياض.. و3 آلاف متوسط أسعار بيعها

أكد لـ"الاقتصادية" أبو ماجد صاحب مزرعة خاصة لإنتاج وتدريب الكلاب والحاصل على شهادات متخصصة من مراكز عالمية في تدريب الكلاب، أن تربية الكلاب واقتناءها لدى الشباب شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية في الرياض على وجه الخصوص إقبالا كبيرا، مفيدا أن سبب ذلك يعود إما للانفتاح الذي نعيشه نوعا ما، أو حب بعض الشباب لتقليد بعض المجتمعات الأخرى، أو للهواية، أو لحاجة البعض إليها في الصيد مثلا.

ساعتان ليصبح الكلب مطيعا
وكشف أبو ماجد أنه يعمل في هذا المجال منذ 20 عاما، ولديه برامج متعددة في التدريب على جميع الأمور المتنوعة التي يرغب فيها العملاء، موضحا أن مدة تدريب الكلاب تختلف بحسب نوعيته، فمثلا: تدريب الكلاب على الطاعة تستمر لمدة أسبوعين، ويكلف صاحبها 2500 ريال، وهي أكثر الخدمات المرغوبة لدى العملاء، وتدريب الكلاب على حل بعض المشكلات السلوكية لديها يكون بحسب نوعية هذه المشكلات، وتستمر لمدة ستة أسابيع في أقصى الحدود، وتكلف صاحبها من 250 ريالا إلى 1500 ريال، فيما يكلف تدريب الكلب على مرافقة ذوي الاحتياجات الخاصة نحو خمسة آلاف ريال.
وأبان أبو ماجد أن متوسط قيمة الكلب الواحد في الرياض تقدر بنحو ثلاثة آلاف ريال، حيث يلعب نوع الكلب وعمره ومدى امتلاكه للمهارات السلوكية دورا مهما في تحديد السعر، فهناك أنواع مشهورة تلقى رواجا بين أوساط الشباب منها: كلب الرعي الألماني أو ما يعرف لدى الكثير بالكلب "البوليسي" وهو أذكاها، والروت وايلر، ثم الدوبرمان وهو أشرسها، ونوع آخر يدعى "البيت بول"، موضحا أن نحو 80 في المائة من الشباب يهتمون بتربية الكلاب فيما لا يتجاوز الإقبال عليها لدى النساء 20 في المائة.

استراحات تنظم "مصارعة الكلاب"
ولفت أبو ماجد إلى أن بعض الشباب في الرياض توجه إلى تربية الكلاب لأغراض وأهداف محرمة، حيث تستخدم في مباريات خاصة تعرف بين الشباب بـ"مصارعة الكلاب" وهي لعبة محرمة دوليا، مبينا أن هذه المباريات لها تنظيمات وشروط معينة يعرفها الكثير من الشباب الذين يهتمون بتربية الكلاب لهذا الغرض، حيث تقام في استراحات أو أماكن مغلقة وتنتهي هذه اللعبة إما بموت أحد الكلاب أو إصابة أحدها بإصابات بليغة.
وأوضح أبو ماجد أن تدريب الكلاب لا يخلو من بعض الصعوبات والمشكلات، لأن المدرب يتعامل مع حيوان وهذا الحيوان قد يبادر مدربه بالهجوم، وهو أمر متوقع منه، كما ينبغي التعرف على مدى استيعاب الكلب للتدريب، وأن يتم تهيئته قبل كل تمرين، حيث لا تتجاوز مدة التدريب 20 دقيقة يوميا، مشيرا إلى المعلومات العلمية المتعلقة بذكاء الكلاب، حيث إن أذكى أنواع الكلاب لا تتعدى نسبة ذكائه ذكاء طفل بعمر أربع سنوات، مبينا أن من شروط السلامة التي يتم اتباعها عند التدريب هو التأكد من سلامة الكلب، وخلوه من الأمراض، وأنه تلقى التحصينات اللازمة والوقائية المختلفة.

تعريف الكلب بصاحبه في ساعة
وأشار أبو ماجد إلى أنه يمتلك نحو 45 كلبا والمنتجة منها نحو 20 كلبا، حيث يتم تلقيح الأنثى مرتين في السنة، وتستمر مدة الحمل من 58 إلى 63 يوما، وتحمل أنثى الكلب من 3 إلى 12 جرواً في البطن الواحد، حيث تفطم الجراء عند عمر شهرين وهو العمر المناسب للبيع، لافتاً إلى أن معظم الهواة يقبلون على شراء الكلاب في هذا العمر بدلا من الكبيرة منها، وهذا تصور خاطئ لدى البعض، لأنه من الأفضل على الشخص أن يشتري الكلاب المدربة، حيث لا يتطلب الأمر سوى لقاء تعريفي بين الكلب وصاحبه الجديد، يقوم به المدرب خلال نهاية التدريب، حيث لا تستغرق سوى ساعة واحدة فقط، لينسجم كل منهم مع الآخر ويتوافقان دون أن يتعرضان لأي مشكلات مستقبلية.

20 ريالا تكلفة عناية الكلب يومياً
من جهته، قال يوسف الجيعان، هاو في تربية الكلاب: إنه يقوم بتربية أربعة كلاب تم استيرادها من لبنان، حيث تراوح سعرها الإجمالي نحو 16 ألف ريال، وهو يعتني بها عناية كاملة، حيث تخضع لمختلف التحصينات الدورية المهمة للمحافظة على صحتها وسلامة من يعتني بها، مبينا أنه لا يوكل مهمة تربية كلابه إلى أي شخص، حيث يقوم هو شخصيا بالعناية بها لأنه يجد في ذلك متعة حقيقية، وأضاف: "التكلفة اليومية للكلب الواحد تقدر بنحو 20 ريالاً في اليوم، وتكلفته شهريا نحو 2500 ريال شاملة الطعام، وألعابا خاصة إلى جانب نظافته والعناية الصحية به، موضحا أن الكثير من الشباب اتجه إلى الاعتناء بالكلاب لأغراض مختلفة وضرورية كالحراسة والصيد، حيث إن هذه الهواية ليست مرتبطة بفئة اجتماعية معينة، ولا بطبقة محددة، فهؤلاء المربون الشباب ينتمون إلى كل فئات المجتمع.
ويرى الجيعان أن الجميل في الأمر أن هذه الحيوانات مستعدة للتضحية بحياتها من أجل صاحبها إذا ما أحسن رعايتها واهتم بها، وهي من الحيوانات التي يستفيد منها الإنسان في منافع كثيرة مثل: استخدامها في المعارض، المسابقات، الرياضة، حراسة المنازل، الأعمال الحربية والبوليسية وأعمال أخرى كثيرة، مشيرا إلى أن هناك نحو 400 سلالة منتشرة في أرجاء العالم.

كلاب مدربة لمرافقة المكفوفين
وفي السياق ذاته، قال أحمد العلي: إن من أفضل الأنواع لديه هي الكلاب الأليفة، التي تُستخدم في كثير من الأغراض المختلفة، حيث إن لكل غرض مجموعة من السلالات تُناسب كفاءتها للغرض المطلوب تحقيقه، فهناك كلاب للحراسة، وهي تتميز بالإخلاص والذكاء واليقظة والقدرة على السهر، وعدم تناول أي مأكولات أو مشروبات من الغرباء مهما بلغت درجة جوعها أو عطشها، كما أنها سهلة التدريب، ولها صوت عالٍ حتى تنبه أصحابها إلى أي دخيل.
وكشف العلي أن هناك أنواعا من الكلاب مدربة على مرافقة مكفوفي البصر وهي غالية الثمن، حيث لا تلقى رواجا بين الشباب أو من هم بحاجة إليها، حيث يمكنها التعرف على الطرق وإشارات المرور، وأماكن عبور المشاة، ومساكن أصحابها، ولعل من أغرب أنواع هذه السلالات هي التي تستخدم في إنقاذ الغرقى، وتساعدهم في الوصول إلى بر الأمان، وهي تجيد السباحة، وتطفو على الماء، حيث يمكنها القيام بمهمات إنقاذ متعددة.