شارع السويلم .. عمره 55 سنة ومبيعاته اليومية تتجاوز 15 مليونا

في جولة لـ" الاقتصادية" في شارع السويلم وسط الرياض، أرجع إبراهيم بن سليمان العبد الواحد مستثمر وتاجر معروف في السوق ويعمل فيها منذ نحو 40 عاما، سبب تسمية سوق السويلم نسبة إلى أسرة آل سويلم التي كانت تقطن بجوار الشارع، مبينا أن شارع السويلم أنشأ قبل نحو 55 عاما.
وبين العبد الواحد أن نحو 95 في المائة من البائعين والتجار في شارع السويلم هم من الوافدين وبالتحديد من الجنسيات العربية، مقارنة بالماضي حيث يمثل السعوديون في السوق نحو 50 في المائة، مبديا أسفه على حال السوق في الوقت الحالي والمضايقات التي يعانيها التجار السعوديون المبتدئون.

مضايقات السعوديون
كشف العبد الواحد عن حال التجار السعوديين المبتدئين وما يمرون به من حقد وحسد من قبل الوافدين، والمؤامرات التي ينصبونها لهم، وكأن لسان حال الوافدين يقول "لا نريد سعوديين في السوق". وقال:" يحاول الوافدون سحب البساط من المواطنين التجار من خلال التنسيق مع مندوبي التوزيع بعدم إيصال بضائع للسعوديين، علاوة على سحب الزبائن من أول السوق قبل أن يتفاوضوا أو حتى يقبلوا على شراء أي سلعة منهم، ما جعل الكثير من التجار السعوديين المبتدئين يتكبدون خسائر مادية طائلة، جعلتهم يعزفون عن العمل ويتوجهون إلى جهات أخرى.
أكد العبد الواحد أن التجارة في شارع السويلم تعادل وظائف على مراتب عليا – على حد قوله -، مطالبا الجهات العليا المختصة بأهمية التدخل وحل المشكلة التي يعانيها التجار السعوديون في السوق، ولاسيما أن العمل والتجارة فيها يعملان على حل أزمة يعانيها البلد وهي البطالة. وزاد: انتشرت في السوق في الآونة الأخيرة ظاهرة المتخلفين، حيث لا تكاد تجد في الشارع نفسه سواء كانوا من البائعين في المحال أو حتى الجائلين من يعمل وفق الأنظمة.

العطور المقلدة
أوضح العبد الواحد أن معظم العطور التي تباع في السوق مقلدة. وقال:" يعمد ملاك المحال إلى تحضير عطور مركبة لا تتجاوز قيمتها سبعة ريالات، ويتم بيعها بـ 200 ريال على أنها من الماركات العالمية وهي في الحقيقة مقلدة يتم تحضيرها في مستودعات خاصة بالمحل".
من جانبه، أوضح عبده أحمد، وافد ويعمل بائع في أحد المحال، أن حركة البيع والشراء في شار السويلم نشطة، ولاسيما أن السوق مقسمة إلى ثلاثة أجزاء: الأول محال لبيع ألعاب الأطفال، والثاني العطور والمستلزمات الرجالية والنسائية، والأخير محال الخياطة.

200 محل في السوق
ولفت إلى أن عدد المحال التجارية في الشارع يصل إلى نحو 200 محل مختلف، مشيرا إلى أن شارع السويلم يعد حركة بيع نشطة يوم الجمعة وأوقات المناسبات كالأعياد ونحوها، موضحا أن النساء يشكلون ما نسبته 80 في المائة. وأضاف: عرف الشارع في البداية بتجارة المفروشات غير أن الحال اختلف تماما وأصبحت هناك حركة تجارية لسوق الألعاب والعطور".
من جهتهم، أوضح مسنون من أهالي العاصمة القديمة ويقطنون بجوار سوق السويلم، أن تسمية الشارع بالسويلم يعود لأسرة آل سويلم التي كانت تقطن داخل حي الظهيرة خلف شارع الوزير، مشيرين إلى أن الشارع يعد المجمع والمركز التجاري الأول قبل نحو 50 عاما لأهل العاصمة، يرتاده راغبو التسوق وشراء مستلزمات المنازل.

السوق التجارية الأولى
وأشار عبد الرحمن الراشد إلى أن النهضة العمرانية التي شهدها الرياض أخير والتوسع في جميع المجالات والأنشطة التجارية، جعلت الكثير من قاطني الرياض سواء كانوا أهلها أو حتى ممن جاءوا من الشمال أو الجنوب والشرق والغرب للعاصمة بحثا عن لقمة العيش، يغضون النظر عن السوق التجارية الأولى في وقتها، لاسيما بعد ظهور المجمعات التجارية الحديثة في مختلف أحياء الرياض.

90% من التجار وافدون
سيطرت في الآونة الأخيرة العمالة الوافدة من جنسيات مختلفة التي كانت في وقت سابق لا تشكل سوى 40 في المائة من تجارتها في السوق، غير أن الحال اختلف تماما فتجار الرياض المعروفون الذين كانوا يبيعون ويشترون في شارع السويلم لا يعرف مكانهم، ولم يتمكنوا من جعل تجارتهم إرثا لأبنائهم ليواصلوا المسيرة بعدهم – على حد قول المسنون -، الأمر الذي أدى إلى زيادة سيطر الوافدين وبالتحديد العرب منهم على السوق في الوقت الحالي بنسبة تصل إلى 90 في المائة.
وأصبح شارع السويلم حاليا مستودعا لبيع المستلزمات الرجالية والنسائية بالجملة، يمول المراكز والمحال التجارية المتفرقة والموزعة داخل مدينة الرياض، بعد أن كان في وقت سابق مقتصرا على بيع التجزئة لعدد محدود من قاطني العاصمة.
ويشكل شارع السويلم القديم في اسمه الكبير في مكانته ثقلاً اقتصاديا لا يستهان به في وسط العاصمة الرياض نظراً لما يحتله من مكانة تجارية مهمة فتمتد على جنباته محال بيع ألعاب الأطفال بالجملة والتجزئة على الرغم من ضيق مساحة الشارع وصعوبة حركة تنقل السيارات، إلا أنه كسر جمود المواسم السنوية بكثرة مما يؤكد مرتاديه تصاعد مستوى التداول للبيع والشراء والارتفاع السنوي لحجم العرض والطلب على ألعاب الأطفال.
يذكر أن الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، قد وقع في وقت سابق عقد المخطط العام ودراسة الجدوى الاقتصادية لمشروع تطوير منطقة الظهيرة وسط مدينة الرياض مع شركة "إيربس الأسترالية العالمية".

تطوير منطقة الظهيرة
وكانت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض قد وضعت منطقة الظهيرة التي تشمل (شوارع الظهيرة، السويلم، والعطايف) ضمن برنامجها لتطوير وسط المدينة، وتطوير النسيج العمراني بين منطقة قصر الحكم، ومركز الملك عبد العزيز التاريخي.
وفي ضوء ذلك أقرت الهيئة قيام تآلف بقيادة شركة الرياض للتعمير لتطوير منطقة الظهيرة يتكون من: المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية والمؤسسة العامة للتقاعد والشركة السعودية لمركز المعيقلية التجاري والشركة العقارية السعودية وشركة فواز الحكير العقارية، وشركة دار الأركان للتطوير العقاري، وشركة سوليدير إنترناشيونال ليميتيد، ومن يرغب من ملاك الأراضي والعقارات في المنطقة، وكذلك المستثمرين والشركات العقارية الراغبة.
ويتمثل دور التآلف في وضع الخطط التطويرية للمنطقة، والتعامل مع الملكيات المتعددة بأسلوب مناسب، وتطوير البنية التحتية للمنطقة لتستوعب التطوير الجديد، وتطوير أجزاء من المنطقة كمشاريع ريادية لتحفيز الشركات الأخرى والمطورين على التطوير، وإشراك مطورين آخرين لاستكمال التطوير من خلال شراء و تعمير بقية أجزاء المنطقة، كما ستتاح للمطور مرونة في اقتراح ارتفاعات المباني وكثافات البناء وتوزيع الاستخدامات في المنطقة على أن يتم ذلك وفق دراسات عمرانية ومرورية شاملة.
وقامت شركة الرياض للتعمير من خلال فريقها الفني والاستشاري بإعداد مستندات ووثائق مشروع الرفع المساحي والعمراني لمنطقة الظهيرة متضمنة نطاق الأعمال والاشتراطات والمراجعة الفنية والتعاقدية، حيث تم إعداد التقرير النهائي لمراحل عمليات مشروع التطوير.
ويهدف المشروع إلى تحويل الظهيرة إلى مركز تجاري رئيسي ذي مستوى عالٍ يضم المرافق التجارية والمكتبية والسكنية وغيرها من المرافق الخدمية المختلفة، ويؤدي إلى اتصال البيئة العمرانية الحضرية بين المركز الإداري المتمثل في منطقة قصر الحكم والمركز الثقافي المتمثل في مركز الملك عبد العزيز التاريخي. ويكون في مجمله محققاً للرؤية العامة لتطوير وسط مدينة الرياض.
تبلغ مساحة منطقة الظهيرة 750 ألف متر مربع وتتمتع بموقعها المركزي والتاريخي وسط مدينة الرياض، ويحدها أهم الطرق الرئيسية في المدينة فمن الشمال شارع الإمام فيصل بن تركي ومن الجنوب شارع الإمام تركي بن عبد الله، ومن الشرق شارع الملك فيصل، ومن الغرب طريق الملك فهد، وجميعها من الطرق الرئيسة التي تزدهر على جوانبها الاستعمالات التجارية، وتقوم عليها بعض أبرز المراكز التجارية في المدينة. كما تحتضن المنطقة في داخلها جانباً كبيراً من النشاط التجاري المزدهر في وسط المدينة، خصوصاً في شارع الظهيرة، وشارع آل سويلم، وشارع العطايف.
وتتمتع منطقة الظهيرة بجدوى استثمارية عالية بحكم موقعها المركزي وتوسطها المركز الإداري الرئيسي للمدينة، حيث ستكون هذه المنطقة في حال تطويرها مكاناً ملائماً للعديد من الأنشطة الحضرية الرئيسية المركزية ومن أهمها: مقار كبرى الشركات والبنوك، وأسواق عالية المستوى، ووحدات سكنية عالية المستوى، إضافة إلى الخدمات الصحية والتعليمية والسياحية، وشبكة من الساحات المفتوحة وممرات المشاة التي تربط أجزاء المنطقة ببعضها.