التسونامي الجنسي الشاذ .. كيف نواجهه؟

هذه مشكلة مزمنة.. محزنة.. مخجلة.. مؤلمة.. لا يصلح لحلها الأوامر الإدارية، ولا القرارات الوزارية .. لأنها في الأصل مشكلة تربية عائلية.. وربما مشكلة بيولوجية.. وربما مشكلة نفسية.. ولكنها في جميع أحوالها مشكلة إنسانية.
إنها مشكلة.. أو معضلة الشذوذ الجنسي.. يراها كل من زاويته.. الفقيه يراها نقصا في التربية الدينية.. الإخصائي الاجتماعي يراها مشكلة نقص في التربية العائلية.. العالم النفسي يراها مشكلة عقد نفسية.. العالم الجيني يراها مشكلة بيولوجية.
طرح المشكلة في "الاقتصادية" الزميل "فهيد الغيثي" استطلع ما استطاع من آراء رجال الدين والتربية وعلم النفس.. أعجبني ما قالته الدكتورة "نورة الشريم" أستاذة علم النفس في كلية التربية "جامعة الملك سعود".. قالت الدكتورة: "العالم يعيش ثورة جنسية طاغية تجاوزت كل حدود.. ويجب في مواجهة هذه الموجة العاتية أن نكفل لأبنائنا تربية جنسية تربوية إسلامية صحيحة حتى يسير الدافع الجنسي وفق الطرق الصحيحة".
لكن كيف نواجه الموجة العاتية.. أو هذا التسونامي الجنسي القادم إلينا من الغرب، الذي يقدس الحرية الفردية، ويرى في الشذوذ، سواء الرجالي أو الحريمي حرية وصلت إلى حد تقنين هذا الشذوذ والسماح بالزواج من المثلين.. كيف نواجه جهاز النت العجيب؟ هذا الصندوق السحري الذي بقدر ما يجلب المنفعة يجلب الصبايا العرايا والممارسات الجنسية بمختلف أنواعها وعجائبها وشذوذها.
كيف نواجه "مادونا" وبعض مَن يقلدها من مطرباتنا الفاتنات وما يتبع ذلك من رغبة الفتى والفتاة في إشباع غرائزه المشتعلة.. وقد لا يجد أمامه إلا زميله.. وقد لا تجد أمامها إلا زميلتها.
كيف نواجه غرف "الشات" و"البال توك"، بل كيف نواجه الجوال المصوّر؟ وكيف نواجه انشغال الأب والأم بالعمل أو الكسل وترك أطفالهم فريسة في أيدي العمال والعاملات في المنازل وكلهم قادم من بيئات محدودة الثقافة.. محدودة التربية وهؤلاء العمال والعاملات يفتكون بأبنائنا وبناتنا ويخرجون آلاف الشواذ من الجنسين؟
إنني بصراحة لا أستطيع أو لا أقدر أو لست أملك الشجاعة لأورد الإحصاءات المتجمعة الموجعة عن الممارسات الشاذة بين طلبة وطالبات المدارس الثانوية.. فهي إحصاءات مخيفة ومؤلمة ومخجلة.
لست وحدي الذي سيقول ما العمل؟.. ولكن المجتمع كله في حاجة إلى نوبة صحيان كما يحدث في الجيوش المحاربة.. موجة صحيان على جميع جبهات العمل التربوي والديني والنفسي لمواجهة التسونامي الجنسي الشاذ.
نريد نوبة صحيان توقظ المجتمع كله.. وإلا.. وأنتم تعرفون إلا.. فالإحصاءات مرعبة ومخجلة ولا أريد تكرارها.. وقانا الله وإياكم السوء وحمانا من تسونامي الشذوذ.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي