وكالة الطاقة تبعث رسائل لـ "أوبك" قبل اجتماعها .. والنفط عند 95 دولارا

وكالة الطاقة تبعث رسائل لـ "أوبك" قبل اجتماعها .. والنفط عند 95 دولارا

أكد كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية أمس أن اجتماع وزراء "أوبك" خلال أسبوعين يجب أن يضع في اعتباره مخزونات النفط العالمية المنخفضة رغم أن المخزونات الأمريكية عادت للارتفاع فوق متوسط خمس سنوات.
وحثت الوكالة التي تقدم المشورة إلى 27 دولة صناعية من مقرها في باريس المنتجين الـ 13 على عدم تقليص الإمدادات في اجتماعهم يوم الخامس من آذار (مارس) في فيينا رغم المخاوف من أن يؤدي ركود في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط إلى الحد من الطلب على الوقود.
وبين فاتح بيرول في مقابلة أثناء مؤتمر للطاقة في آيسن أن سعر النفط ما زال يتجه للارتفاع رغم مخاوف الركود وأنا أتمنى فعليا أن تنظر "أوبك" لذلك باهتمام، وكانت إشارات اقتصادية سلبية تصدر بالفعل من الولايات المتحدة حين كان سعر النفط يدور نحو 80 دولارا للبرميل.
وأضاف بيرول أن السعر ارتفع الآن فوق 95 دولارا مما يشير إلى أن الاستهلاك الأمريكي ليس العامل الوحيد، وتابع: إشارات السوق ما زالت تطلب مزيدا من النفط لروسيا، الهند والشرق الأوسط وسنحتاج إلى أن نرى إمدادا لمواكبة ذلك.
وقال أيضا إن "أوبك" تحتاج إلى إبقاء قوة الدفع للاستثمار والاستكشاف للوفاء بالطلب المتزايد في الأجل المتوسط وخاصة فيما بين ثلاث إلى أربع سنوات.
وفيما يتعلق بخطط منتجي الغاز لتعزيز منتدى الدول المصدرة للغاز ليصبح منظمة على نمط "أوبك" في من المقرر عقده في موسكو في حزيران (يونيو) قال بيرول إن ذلك يمكن أن يجعل المستهلكين يبحثون عن بدائل للغاز.
وأضاف أن الطلب على الغاز مرتفع من شركات مرافق تبحث بناء محطات طاقة تعمل بالغاز ومن الصين والهند مما يضمن للدول المنتجة أرباحا جيدة، لكن إذا صدرت عنهم الإشارات الخاطئة من خلال تشكيل منظمة على سبيل المثال "فسيكون" ذلك سلبيا لصناعة القرار في المرافق حيث لديهم موارد وقود بديلة مثل الطاقة المتجددة والطاقة النووية والفحم.
وأضاف أن الخلاف حول تسعير الغاز بين روسيا وأوكرانيا الذي حل الأسبوع الماضي زاد أيضا حساسية المستهلكين، وقالت منظمة "أوبك" أمس إن متوسط سلة خاماتها القياسية ارتفع إلى 91.73 دولار للبرميل يوم الجمعة من 90.79 دولار للبرميل يوم الخميس الماضي.
وتضم سلة "أوبك" 12 نوعا من النفط الخام، وهذه الخامات هي خام صحارى الجزائري، جيراسول الأنجولي، ميناس الإندونيسي، الإيراني الثقيل، البصرة الخفيف العراقي، خام التصدير الكويتي، خام السدر الليبي ، خام بوني الخفيف النيجيري، الخام البحري القطري، الخام العربي الخفيف السعودي، خام مربان الإماراتي وخام بي.سي.إف 17 من فنزويلا.
وحامت أسعار النفط فوق 95 دولارا للبرميل أمس بينما عكف المستثمرون على تقييم آثار تباطؤ الاقتصاد الأمريكي على نزاع متصاعد بين فنزويلا عضو "أوبك" وشركة النفط الكبرى "إكسون موبيل".
وارتفع سعر الخام الأمريكي الخفيف في عقود آذار (مارس) 16 سنتا إلى 95.66 دولار للبرميل، وأغلق النفط يوم الجمعة على 95.50 دولار للبرميل بانخفاض أربعة سنتات بعد أن بلغ أعلى مستوى في شهر عند 96.67 دولار للبرميل.
وارتفع سعر مزيج برنت 26 سنتا إلى 94.89 دولار للبرميل. وبين ديفيد مور المحلل في كومنولث بنك أوف أستراليا في مذكرة أبحاث "أسعار النفط لا تزال عند مستويات قوية تدعمها المخاطر المتصورة عن الإمدادات".
وقال هوجو شافيز الرئيس الفنزويلي البارحة الأولى إن بلاده قد تقاضي شركة النفط الأمريكية الكبرى "إكسون موبيل" لعدم سداد ضرائب النفط وكرر تهديداته بقطع مبيعات النفط عن الولايات المتحدة إذا هاجمت واشنطن فنزويلا.
وقطعت فنزويلا بالفعل إمدادات النفط عن "إكسون موبيل" الأسبوع الماضي بعد أن فازت الشركة الأمريكية بأمر قضائي بتجميد ما قيمته أكثر من 12 مليار دولار من أصول فنزويلا في نزاع بشأن تأميم أصول لـ"إكسون" في فنزويلا.
وقال نوبو تاناكا المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية الجمعة الماضي إن أثر تحرك فنزويلا لقطع صادرات النفط عن شركة إكسون موبيل كورب محدود جدا ولن يستتبع بالضرورة إطلاق كميات من مخزونات الطوارئ العالمية للنفط الخام، كما طمأن منتجو النفط في الشرق الأوسط، الولايات المتحدة بأن بإمكانهم تعويض أي نقص في الإمدادات إذا قلصت فنزويلا صادراتها.
وأظهرت بيانات يوم الجمعة تدهور معنويات المستهلكين الأمريكيين في شباط (فبراير) إلى مستوى قد ينبئ بكساد اقتصادي، كما أظهرت بيانات أمريكية أيضا تنامي الضغوط السعرية، الأمر الذي أثار احتمال تباطؤ النمو مع ازدياد التضخم أو ما يسمى الكساد التضخمي.

الأكثر قراءة