ماذا عن معلومة التسويق الزراعي؟

[email protected]

المفهوم التقليدي للتسويق الزراعي لدى بعض المنتجين العاملين في القطاع الزراعي يعتمد أساساً على إنتاج السلع ثم القيام بالترويج والبيع، وسريان هذا المفهوم يضعف الشق التسويقي في عملية إنتاج وتسويق المنتجات الزراعية، في حين أن المفهوم الحديث للتسويق إجابة عن تساؤلات يطرحها المزارع، ماذا أزرع؟ من هو المستهلك؟ متى يتم التسويق؟ وهل هناك منافس في زراعة هذا المنتج؟ وتتطلب إجابة هذه التساؤلات توافر معلومات محددة. ونتيجة للنقلة النوعية في القطاع الزراعي وتوافر التقنية حدثت تطورات إيجابية في كفاءة المُنتج في هذا القطاع وتولدت معه الخبرات، وتوطنت التقنية في الشق الإنتاجي لدى العاملين في هذا القطاع، فيما كانت أقل في الشق التسويقي, والتسويق بصفة عامة وظيفة شاملة مستمرة قبل إنتاج السلعة, وذلك بدراسة المستهلك الأخير من حيث احتياجاته، ورغباته، وعاداته، وتقاليده، ودوافعه، وقدرته الشرائية من حيث الجنس والمهنة والمنطقة الجغرافية التي يعيش فيها، وكذلك ظروف المنافسة وأشكالها في السوق، والموارد المالية والبشرية، والإدارية، وتقدير حجم المبيعات المرتقبة، ويتطلب ذلك توافر البيانات عن المستهلك، ورجال البيع، والوكلاء والوسطاء، والعاملين في المشروع، إضافة إلى البيانات المتوافرة في سجلات المنشأة تمهيداً لتحليلها واستخلاص النتائج منها ليتم إنتاج السلع بالجودة والكمية المناسبتين في المكان والوقت والسعر المناسب، إلا أن ضعف الشق التسويقي قد يرجع إلى سريان مفهومه القديم لدى بعض المزارعين وإلى ضعف مقومات هذا النوع من التسويق وخاصة منافذ التسويق (الأسواق المركزية لبيع الخضار والفواكه) التي مر على بعضها إن لم تكن كلها ما لا يقل عن ثلاثة عقود من الزمن وهي على وضعها الحالي ولم تتأثر إيجابياً بما تحقق في مجال الإنتاج الزراعي ودورها فقط يتمثل في توفير مكان البيع مع نقص في الجانب التقني، وكذلك غياب المعلومة التسويقية، إلا أن ما يطمئن هو إدراك الجهات الرسمية والقطاع الخاص لدور المعلومة في مجال التسويق الزراعي وتمثل ذلك في عقد ندوة نظم المعلومات التسويقيةMARKET INFORMATION SYSTEM الذي نظمته مجموعة الرشيد للبيوت المحمية بالتعاون مع السفارة الهولندية مطلع هذا الأسبوع ورعاها وزير الزراعة الذي أشار في كلمته إلى وجود مبادرة وتعاون لمجلس إدارة البنك الزراعي مع وزارة الزراعة في دعم برنامج وطني للمعلومات الزراعية وبين معاليه حرص وزارة الزراعة مع البنك الزراعي على تشكيل فريق عمل من متخصصين في القطاعين العام والخاص لوضع الإطار العام للبرنامج والذي على ضوئه يمكن لإدارة مجلس البنك الزراعي تكليف بيت خبرة مختص في هذا المجال لإعداد الدراسات الفنية التفصيلية لتنفيذ هذا البرنامج. وفي اعتقادي أن هذا البرنامج متى ما توافرت له الظروف المناسبة سيتولى عرض المعلومة التسويقية ضمن المعلومات الزراعية التي هي في غاية الأهمية للمزارع ولتوافرها لابد أن يبادر المزارعون بدورهم إلى إيجاد كيانات لهم للقيام بهذا الدور تتولى إدخال المعلومة التسويقية بشكل آني لمعرفة مناطق العجز والفائض والتنسيق بين هذه الكيانات في المناطق الزراعية للمساهمة في توفير المنتج الجيد من المنتجات النباتية والحيوانية والعمل كحلقة وصل بين المزارع والمستهلك فيما بعد الحصاد، وكذلك توفير المعلومة للمزارع قبل البدء في الزراعة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي