يؤخذ علي أنني كثير الانتقاد في مقالاتي وأنني لا أمتدح الإيجابيات. ومرد انتقادي يعود إلى أن العمل الإيجابي في المؤسسات الحكومية أمر واجب على كل مسؤول وتأدية العمل دون قصور هي الأمر المطلوب لكن التقصير وعدم أداء العمل على أحسن وجه وفيما يخدم المواطنين هو ما يجب علينا التصدي له ونقده وإيضاحه للملأ.
لكنني اليوم أجد نفسي مجبرا على الكتابة عن رجل ليس مسؤولا ولا علاقة له بالعمل الحكومي. فما يعمله هذا الرجل يعمله من حب وعشق لهذا الوطن وأهله رجل يبذل الخير في كل مجال ولكل الناس دون أن يُطلب منه ذلك بل هو يبادر بالإنفاق لوجه الله، في كل عمل خيري تجد له بصمة واضحة في الصحة والتعليم ورعاية المعوقين ودعم الأندية الرياضية ومراكز التنمية الاجتماعية والصناديق والجمعيات الخيرية والفقراء والمحتاجين لا يرتبط عطاؤه بمدينة معينة أو قرية بل لا تحده حدود، يعطي الجميع دون تعصب لمدينته أو مسقط رأسه. رجل يعتبر كل بقاع هذا الوطن مسقط رأسه. عطاء هذا الرجل ليس الخصلة الجميلة والحميدة الوحيدة فيه بل هو نقطة في بحر خصاله الحميدة. عرفته عن قرب فوجدت التواضع سِمة هذا الرجل، يخجلك وأنت تقف أمامه وتحادثه بكريم لطفه وسهولة التخاطب معه، لا يتكلف الحديث ولا ينتقي العبارات المنمقة بل تجد الكلمات تنساب منه في عفوية خالصة فتقع في قلبك موقع الرضا. تشعر وأنت أمامه أنك صاحب الفضل عليه مع أنه صاحب أفضال على الكثير.
قابلت وشاهدت الكثير من رجال الأعمال والأثرياء فوجدته يمتاز عنهم جميعا، أن ثراءهم بالمال لكن ثراءه بحسن الخلق وطيب المعشر وتواضع الجانب، لم يمر اسمه أو ذكره في أي مجلس أو محفل إلا ذُكر بكل خير وأثنى عليه الجميع.. معظم الناس صغروا أم كبروا لهم مادح وقادح إلا هذا الرجل لم أسمع أو نُقل لي أن أحدا قال فيه إلا كل ثناء على أفعاله وأخلاقه.
من تواضعه وكريم خلقه أنه لا يرغب في أن يتصدر أو يوضع اسمه في الإعلام أو على اللافتات في الاحتفالات والمناسبات التي يرعاها ويمولها فهذه جائزة جلاجل للتميز رفض أن تُسمى باسمه. أعرف أنه لن يعجبه ما أكتبه اليوم عنه لأنه لا يحب الإطراء ولا المديح. لكنني صبرت وصبرت وأمسكت قلمي عن الكتابة عنه لمعرفتي بأنه لا يرغب في ذلك. لكنني أجد نفسي مجبرا على أن أبوح بالقليل الذي لن يوفيه حقه بعد أن شاهدته يوم الثلاثاء في المساء في احتفال جائزة جلاجل للتميز يقف وهو يتوكأ على عصا نظرا لإصابته في رجله ويعاني ألما في ظهره. يستقبل ضيوف الجائزة وينتقل من مكان إلى آخر ويرحب بالصغير والكبير ولم يجلس كغيره بل ظل واقفا طيلة الاحتفال يُشرف على راحة ضيوفه وعندما جلس للحظات بسيطة لم يجلس في الصف الأول وهو مكانه الطبيعي بل جلس في ركن جانبي من صالة الاحتفال بجوار المنظمين للحفل. عندما كان يستقبل ضيوف الجائزة كان لا يفرّق بين صغير أو كبير، الجميع عنده لهم قدر، عندما يتحدث تكاد لا تسمع صوته لكن حديثه يقع في قلبك موقع الرضا دون أن يمر بالأذن. لأن حديثه صادق يخرج من قلبه فيصل إلى قلوب الناس.
أرجو أن تسامحني يا (أبا زكي) فلم أستطع كبح جماح نفسي التي كانت تؤلبني على إظهار ما في قلبي من حب وإعجاب وشكر وتقدير لك يا عبد العزيز بن علي الشويعر.
