باحث سعودي يكشف نسبة الخصوبة لدى فحول الإبل.. والمربون يشيدون بالتلقيح الصناعي

باحث سعودي يكشف نسبة الخصوبة لدى فحول الإبل.. والمربون يشيدون بالتلقيح الصناعي

كشف باحث سعودي في شؤون الإبل عن دراسة لنسبة خصوبة فحول الإبل قبل موسم التزاوج وهو ما يقلق المربين والمنتجين أن يمر موسم التزاوج في الإبل دون أن يحدث تلقيح في القطيع. وعادة يعمد المربون إلى شراء فحول الإبل لتلقيح نوقهم خلال موسم التزاوج والذي يوافق شهري نوفمبر ويوليو، وتصل أسعار الفحول إلى مبالغ كبيرة تتجاوز عشرة ملايين ريال حيث سجل هذا السعر في أحد الفحول الشهيرة.
ويرى الدكتور خالد بن عبد الله السبيل باحث في شؤون الإبل رئيس قسم إنتاج الحيوان وتربيته في كلية الزراعية والطب البيطري في جامعة القصيم،
أن تحديد الخصوبة لدى الفحول يعد أمرا مهما قبل بداية موسم التزاوج، مبينا أن الإبل تعد موسمية في تناسلها، مشيرا إلى أن هناك نشاطا أكبر داخل الموسم، مضيفا أن بداية الهياج يتأثر بشدة انخفاض درجة حرارة البيئة.
وأشار السبيل إلى أن دراسة موسمية التناسل عند الإبل وحيدة السنام مهمة وذلك لأن موسمية التناسل تؤثر في الأداء التناسلي لتلك الحيوانات على الرغم من تعرض العديد من الباحثين لهذا الموضوع, لكن حتى الآن لا توجد دراسة تفصيلية عن الموعد الفعلي لبداية التناسل في السعودية، لافتا إلى أنهم في قسم إنتاج الحيوان وتربيته قاموا بدراسة بعض التغيرات الهرمونية.
وقال إنه تم تطبيق البرنامج على 20 ناقة بالغة حيث تم سحب عينات من دم النوق دوريا بمعدل مرتين في الشهر خلال عام كامل وتم حساب متوسط تركيز بعض الهرمونات في كل شهر، مشيرا إلى أن جميع العينات سحبت في الصباح الباكر ونقلت مباشرة إلى المختبر حيث تم فحص بلازما الدم وحفظت العينات في الفريزر لحين تحليلها.
وبيّن السبيل أن نتائج التجارب أظهرت انخفاضا في النشاط التناسلي في جميع الفحول مع نهاية نيسان (إبريل) ورافق ذلك انخفاض شديد في تركيز هرمون التستسترون.
وأضاف أن مواصفات السائل المنوي لم تكن ممتازة خلال أشهر السنة، وأنه لاحظ تحسنا في السائل المنوي لدى الفحول في أشهر ديسمبر ويناير وفبراير.
وقال إن هناك دراسات وتجارب ناجحة في زيادة معدل النمو والتبكير في عمر البلوغ باستخدام الهرمونات ومشجعات النمو، وهذا يسهم في التبكير في عملية البلوغ والنضج الجنسي للإبل، وأن هذا يزيد من العمر الإنتاجي لتلك للإبل.
وتابع أنه باستطاعة المربين تلقيح الإبل خارج الموسم وهذا يسهم في عدد الولادات، مضيفا أن غالبية المربين يفضلون الولادات الخريفية (سبتمبر وأكتوبر).
وأبان أنه يجب على المربين الفحص الدوري للفحول خصوصا قبل الموسم لمعرفة مدى خصوبتها, ومعرفة مواصفات السائل المنوي والنشاط الجنسي، مشيرا إلى أن الفحص الظاهري ليس كافيا خصوصا أن بعض الفحول قد تظهر نشاطا جنسيا وهياجا مع قلة في جودة السائل المنوي.
وزاد السبيل أن هذا يعطي المربين فرصة لتحديد تلك الفحول وعلاجها والاستفادة في الموسم أو استبعادها بأخرى منتجة حتى يتم الاستفادة من موسم التلقيح.
وقال إن أهم مميزات التلقيح الصناعي هو تلقيح عدد كبير من الإبل، بالإضافة إلى زيادة الخصوبة وضمان الحمل والتحسين السريع للسلالة تلافي وجود عدد كبير من الفحول وهذا يقلل من تكاليف شراء الفحول وتكاليف التغذية والتحكم ببعض الأمراض، كما يمكن تحديد الوقت المناسب للتلقيح.
ويرى السبيل أن أهم المعوقات في عملية التلقيح الصناعي في الإبل عدم وجود عمالة مدربة، كما أن تكاليف الأجهزة المستخدمة عالية، كذلك في حالة عدم اختيار فحل جيدة هذا يؤثر تأثيرا سلبيا في عملية تحسين القطيع يحتاج إلى عملية توحيد شياع, وهو ما لا يتوفر لدى غالبية المربين.
من جهة أخرى، يرى العديد من المربين أن أسعار الفحول أصبحت كبيرة جدا وتصل في بعضها إلى أسعار تتجاوز خمسة ملايين ريال، وحين الشراء لا يمكن معرفة ما إذا كانت جيدة وربما هذه من أكبر المشاكل التي تواجه المربين، ويشترط بعض المربين شرط السنة لبعض الفحول المرتفعة الأسعار.
ويرى هزاع الحمدان أحد المربين أن فحص السائل المنوي ومعرفة قوة تركيزه ومدى خصوبته ستحل مشكلة كبيرة بين المربين كانت تحصل في صفقات البيع والشراء.
وأضاف الحمدان أن المربين في السابق يضطرون إلى تواجد أكثر من فحل في القطيع ليتم تلقيحه كاملا، إلا أن هناك طرقا تزيد من الخصوبة لدى الفحل الواحد بحيث يكتفى بفحل واحد مما يوفر كثيرا في أسعار تلك الفحول.
وأشاد بالتجارب التي يقوم بها الدكتور خالد السبيل أن المربين ينتظرون تلك التجارب بشغف كبير خصوصا أنها ستوفر عليهم الكثير خصوصا في التلقيح الصناعي وحفظ السائل المنوي لسنوات طويلة ليتم الاستفادة منه في حالة وفاة الفحل أو عجزه.
وأبدى الحمدان تخوفه في فكرة التلقيح الصناعي إذا وقعت في أيد غير أمينة ما يعطي احتمالا في تداخل السلالات خصوصا إذا لقحت نوق لا تنتمي إلى سلالات جيدة.

الأكثر قراءة