"جدوى للاستثمار" تعتمد أكثر من مدير استثمار للصندوق الواحد

"جدوى للاستثمار" تعتمد أكثر من مدير استثمار للصندوق الواحد

أعلنت شركة جدوى للاستثمار خلال الأيام القليلة الماضية عن طرحها لصندوقي استثمار شرعيين يعتمدان مبدأ استثماريا مبتكرا يطبق لأول مرة في المملكة العربية السعودية. ويأتي طرح هذين الصندوقين كبداية للحلول الاستثمارية الشرعية التي تعتزم شركة جدوى للاستثمار تقديمها إلى المستثمرين وذلك من خلال التحالف الاستراتيجي بينها وبين رسل للاستثمار ـ الرواد العالميين في ابتكار وتطبيق استراتيجية الإدارة المتعددة ـ والذي تم الإعلان عنه في شهر أيار (مايو) من عام 2007. ولتسليط الضوء بشكل أكبر على هذين الصندوقين من ناحية، وعلى استراتيجية الإدارة المتعددة المبتكرة من ناحية أخرى, تم إجراء هذا الحوار مع فادي طبارة رئيس إدارة الأصول والرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة جدوى للاستثمار.

بداية تم الإعلان في شهر أيار (مايو) الماضي عن التحالف بين كل من شركة جدوى للاستثمار ومجموعة رسل الاستثمارية، ما الذي تسعى "جدوى" إلى تحقيقه من جراء هذا التحالف؟

نسعى في شركة جدوى للاستثمار إلى إنشاء مجموعة متكاملة من صناديق الاستثمار العالمية المتوافقة مع الضوابط الشرعية، والمدارة وفقاً لمبدأ استثماري مبتكر ألا وهو استراتيجية الإدارة المتعددة. ونهدف من وراء ذلك إلى تزويد عملائنا بأفضل الخبرات المتوافرة في العالم لإدارة الاستثمار والمختارة بدقة وعناية تامتين.

ولتحقيق هذا المسعى فقد قمنا بعقد شراكة استراتيجية مع مجموعة رسل الاستثمارية - المنشأة التي قامت بابتكار هذا المبدأ منذ قرابة 35 عاماً، والتي تعد في يومنا هذا أفضل من يقوم بتطبيقها في العالم.

أشرتم في إجابتكم السابقة إلى استراتيجية الإدارة المتعددة، ما المقصود بهذه الاستراتيجية؟

تعد استراتيجية الإدارة المتعددة في الوقت الحالي إحدى أكثر الاستراتيجيات نمواً - إن لم تكن أكثرها - في مجال إدارة الأصول في العالم. وتتلخص الفكرة الأساسية لهذه الاستراتيجية في توفير مستوى آخر من التنويع ضمن الصندوق الاستثماري نفسه، حيث تركز هذه الاستراتيجية على توفير عدة أساليب استثمارية لإدارة الصندوق، وذلك بتوزيع أصول الصندوق الاستثماري بين أكثر من مدير استثمار (ضمن الصندوق نفسه) كلاً بأسلوبه الخاص به. إضافة إلى ذلك، تتم متابعة المحفظة الاستثمارية بشكل مستمر للتأكد من قيام كل من مديري الاستثمار بمهامه المتفق عليها مسبقاً على أكمل وجه، ولتلافي أي انحراف عن الاستراتيجيات المعتمدة.

ما آلية عمل استراتيجية الإدارة المتعددة؟

بداية يتم عمل العديد من الأبحاث المتعمقة على مديري الاستثمار في العالم بأسره إضافة إلى إجراء مقابلات شخصية مباشرة مع هؤلاء المديرين. وتهدف هذه الأبحاث بالدرجة الأولى إلى محاولة فهم الأساليب الاستثمارية التي يطبقها مختلف مديري الاستثمار من ناحية، وتحديد المحرك الرئيس للأداء المحقق خلال الفترات السابقة من ناحية أخرى. بمعنى آخر، تحديد ما إذا كان الأداء المتحقق ناجما عن مهارة فريق إدارة الاستثمار أو ناجما عن احترافية شخص معين ضمن فريق العمل أو عن نظام آلي مصمم خصيصاً لإدارة الاستثمار أو ما سواه.
بعد ذلك، تتم عملية تصنيف مديري الاستثمار ضمن مختلف الأصول الاستثمارية بناء على الأفضل كل في مجاله. ويلي ذلك قيام مدير الصندوق الرئيس باختيار مجموعة من مديري الاستثمار الأكثر ملائمة لاستراتيجية الصندوق الاستثماري من تلك القوائم وذلك بنسب توزيع مدروسة ومحددة مسبقاً.

ويتابع مدير الصندوق الرئيس عن كثب أداء كل من مديري الاستثمار والصفقات التي يتم تنفيذها من قبل كل مدير. الجدير بالذكر أن لمدير الصندوق الرئيس كامل الحق في إضافة المزيد من مديري الاستثمار إلى الصندوق إذا ما استدعى الأمر. كما له كامل الحق في استبدال أي من المديرين المعينين مسبقا في حال انخفاض أداء أي منهم أو في حال توافر مدير آخر بكفاءة أكبر.

ما المزايا المترتبة نتيجة لتطبيق هذه الاستراتيجية؟

هناك العديد من المزايا التي يمكن التطرق لها. فعلى سبيل المثال توفر هذه الاستراتيجية أكثر من أسلوب استثماري في ذات الوقت وفي الصندوق نفسه، ما يسهم بشكل كبير في إتاحة المجال للاستفادة من مختلف أوضاع السوق.
ميزة أخرى توفرها هذه الاستراتيجية ألا وهي الإسهام في التخفيف بشكل كبير من حدة التذبذب التي قد تتعرض لها المحفظة الاستثمارية. علاوة على ذلك فإن هذه الاستراتيجية تتيح للمستثمر الفرصة للتمتع بالمهارات الاحترافية التي ينفرد بها بعض أفضل مديري الاستثمار في العالم دون تحمل عناء وتكاليف البحث عنهم، بالإضافة إلى الرقابة الدورية الدقيقة لموجودات المحفظة ولأداء كل مدير استثمار على حدة.

ما الفرق بين استراتيجية الإدارة المتعددة واستراتيجية صندوق الصناديق؟

يتمثل النوعان الأساسيان للإدارة المتعددة في صندوق الصناديق ومدير المديرين. وهناك العديد من الاختلافات الواضحة بين هذين النوعين. ومن أبرز هذه الاختلافات أن صندوق الصناديق يستثمر في صناديق أخرى بينما الصناديق التي تعتمد استراتيجية مدير المديرين تستثمر بشكل مباشر في الأسهم من خلال مديري الاستثمار الذين يتم تعيينهم.
يقوم كل مدير استثمار في كل صندوق من الصناديق المدارة وفقاً لاستراتيجية الإدارة المتعددة بإدارة محفظة استثمارية مستقلة. ولكن في الجانب الآخر، فإن استراتيجية صندوق الصناديق تتخذ من الاستثمار في صناديق استثمارية أخرى تدار من قبل مديري استثمار آخرين كمنهج أساسي لها، ولا يحق لمدير الصندوق أن يتدخل بأي شكل كان فيما يجري في الصناديق المستثمر فيها.
ومن الاختلافات الأخرى بين الاستراتيجيتين ـ والتي تعد بمثابة ميزات إضافية تصب لمصلحة استراتيجية الإدارة المتعددة - نذكر النطاق الواسع والمتنوع الذي يتم منه اختيار مديري الاستثمار، واقتصار الرسوم الإدارية السنوية على ما هو مطبق في الصندوق الأساسي، حيث يتم الدفع إلى مديري الاستثمار المعينين من هذه الرسوم دون تطبيق أي رسوم إدارية إضافية على مالكي الوحدات في الصندوق الأساسي عكس ما هو مطبق في صندوق الصناديق.

ما هذه الصناديق التي قمتم بطرحها أخيرا؟

في بادئ الأمر فضلنا بدء هذه السلسة من الصناديق بأكثر الأسواق تنويعاً في العالم وبناء عليه طرحنا صندوق جدوى للأسهم العالمية وصندوق جدوى لأسهم الأسواق الناشئة. وكما ذكرت، فإن هذه هي البداية فقط، حيث نعمل حالياً على طرح المزيد من الحلول الاستثمارية المجدية، والتي تعتمد نفس الاستراتيجية المذكورة أعلاه.

ما الأهداف الاستثمارية لهذين الصندوقين؟

يهدف هذان الصندوقان إلى تحقيق نمو رأسمالي طويل الأجل من خلال الاستثمار بشكل أساسي في الأسهم المصدرة من قبل شركات الأسواق ذات العلاقة حول العالم، شريطة توافقها مع الضوابط الشرعية ووفقاً لاستراتيجية الإدارة المتعددة..
يذكر أن الحد الأدنى للاشتراك في هذين الصندوقين هو 15 ألف دولار أمريكي ويتم تقويم كلا الصندوقين بشكل أسبوعي علماً بأنه تم طرح الصندوقين بتاريخ 31 كانون الأول (ديسمبر) 2007 بأصول تحت الإدارة بلغت 220 مليون دولار أمريكي (825 مليون ريال سعودي تقريباً).

الأكثر قراءة