حذر غواص سعودي من زيادة تلوث البيئة البحرية والشعب المرجانية لشواطئ مدينة جدة. وقال الغواص السعودي خالد جسومة لـ "الاقتصادية" أن المناطق البحرية لشواطئ جدة من منطقة الميناء وحتى منطقة أبحر الشمالية تعد من أكثر المناطق تلوثا، مضيفاً أن موقعا في أحد مناطق الكورنيش لم تعد الأسماك قادرة على العيش فيه حيث تم إنزال كمية من الأسماك فيها وماتت على الفور لاحتمال وجود مواد كيمائية فيها.
وأضاف جسومة "بعد أن قمنا بعملية مسح لجدة الكبرى (من أبحر الشمالية حتى أبحر الجنوبية) وجدنا منطقة الجنوب (الميناء وسوق الأسماك) من أكثر المناطق تلوثاً في جدة، تليها المنقطة أمام دوار النورس، حيث اكتشفنا في هذه المنطقة أن التربة سوداء بمقدار 30- 40 سم حيث من المفترض أن يكون لون التربة مثل الرمل العادي، وهو ما قضى على الحياة البحرية في هذه المنطقة، وبالنسبة لمنطقة سوق الأسماك تعتبر أشد ضرراً لأنها تمتد على مساحة كبيرة، وكل مخلفات سوق الأسماك ترمى في تلك المنطقة مما جعلها من أكثر المناطق تلوثاً في جدة، وهناك منطقة ثالثة ملوثة بشكل كبير وهي شرم أبحر حيث يكثر الناس هناك ويتم رمي الكثير من النفايات في البحر، بالإضافة إلى منطقة المنتجعات التي وجدنا فيها الكثير من النفايات.
وبين جسومة أن هناك الكثير من المخلفات الموجودة في البحر، تتمثل في قوارب صيد، براميل، كراسي، إطارات سيارات، معلبات مختلفة، صحون، ملاعق، زجاج، بطاريات قوارب ، بالإضافة إلى أن بعض المصانع ربما ترمي مواد كيماوية في البحر..
وأوضح جسومة في حديثه إلى أن هناك اهتماما من الرئاسة العام لحماية البيئة في هذا المجال بوضع خطط لمشاريع مستقبلية للحفاظ على البيئة البحرية.
وكشف جسومة أن هناك عددا من السفن التجارية تأتي بالكثير من المواد الغذائية والمواشي، وعلى وجه الخصوص في موسم الحج الذي يكثر فيه الطلب على المواشي، ويكون لديها مواش مريضة تمنع السلطات السعودية دخولها، وبطبيعة الحال هذه السفن عندما تغادر لن تأخذ معها هذه المواشي المريضة توفيراً للصرف عليها من أعلاف وخلافه، فتقوم بقتلها ورميها في البحر، وقد وجدنا كميات من عظام الماشية المتحللة في منطقة الميناء في أماكن متفرقة منها، ويمكننا اعتبار هذه المنطقة أشبه بالميتة نسبة إلى كمية التلوث الموجودة فيها.
وطالب جسومة بالاهتمام بكورنيش جدة بشكل أكبر، ووجود رقابة على الشواطئ وتطبيق غرامات وعقوبات على رمي النفايات في البحر، حفاظاً على البيئة البحرية المميزة التي تمتلكها شواطئ جدة.
من جهته أوضح الدكتور علي عشقي أستاذ البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز أن توجيه مياه الصرف الصحي للبحر يمثل مشكلة رئيسية، وقال لا توجد دولة في العالم تقوم بمثل هذا العمل، مبيناً أن مياه الصرف الصحي تحتوي على الكثير من المواد القاتلة للشعب المرجانية مثل الزئبق، الرصاص، والكالسيوم، ما يؤدي إلى تلوث صناعي يشل حركة الأحياء البحرية والشعب المرجانية ويقضي على مظاهر الحياة فيها.