الرسائل الجامعية التربوية

الرسائل الجامعية التربوية

الرسائل الجامعية التربوية

al-agl@hotmail

الدراسات العليا الجامعية هي أعلى درجات السلم التعليمي، ثم هي الصورة الصادقة للأمم وحظها من التقدم والرقي، والرسائل العلمية في التخصصات التربوية في جامعاتنا السعودية كثيرة ومتنوعة ومحكمة من جهات أكاديمية ومرت عبر قنوات مؤهلة علمياً حتى انتهت بمناقشة علنية يحصل الباحث بعدها على الدرجة العلمية، وهذه الرسائل بشكل عام لها مكانة ممتازة في مجال الدراسات والبحوث العلمية. ووزارة التربية والتعليم بمنأى عما يحدث في الجامعات مع أنها في أمس الحاجة إلى الإفادة من هذه الجهود العلمية، ولو رسمت الوزارة خطة بالتنسيق مع الأقسام والكليات التربوية في الجامعات السعودية وطرحت احتياجها على شكل موضوعات وخطط علمية مرسومة بدقة تلبي احتياجات الوزارة في تطوير مشاريعها وبرامجها التربوية لكان في ذلك فائدة كبيرة تعود بالنفع للوزارة في تطوير أدواتها وينعكس أثره على المخرج التربوي، ولو استشعرت الوزارة أهمية هذه الدراسات لكانت طرفاً رئيساً في هذه الأطروحات من خلال دعم الباحثين بكل ما يحتاجون إليه من معلومات، ودعم مادي إن احتاجوا لذلك وتسهيل مهامهم في السفر إن تطلب الأمر نقل تجارب الدول الأخرى، ومن ثمّ تحتفي بنتائج الدراسات وتفيد منها في التقويم و التطوير.
ومن الممكن إشراك المؤسسات التربوية والمدارس الأهلية الرائدة في هذا الدور التنسيقي مع الجامعات بحيث تتولى الدراسات العلمية في الجامعات تلبية احتياجاتها وفق رؤية علمية ورعاية أكاديمية.
خسارة كبيرة أن يذهب هذا الجهد العلمي سدى، والوزارة الآن تقف أمام تحديات كبيرة – وهي تحمل على عاتقها أمانة رعاية هذا النشء- فهل تملك الوزارة الآن خططاً واستراتيجيات لواقع التعليم في المستقبل!
الواقع يتطلب جهداً مضاعفاً من الوزارة لمواكبة التطور الهائل الذي يحدث في العالم من حولنا في أنظمة التعليم وبرامجه.
وفوق طاولة الوزارة ملفات كثيرة تخص "التربية الخاصة وما يتفرع منها من برامج، والتعليم الأهلي - بمؤسساته الكبيرة - والأجنبي وتعليم الكبار، والإشراف التربوي، والإدارة التربوية، وتقنيات التعليم، والبيئة المدرسية....." كل هذه الجوانب بحاجة إلى رؤى علمية ودراسات ميدانية، ومن الخطأ أن تُسنّ أنظمة من قبل عشرات السنين ولا يعاد النظر في تطويرها ومدى مناسبتها للميدان التربوي.
ومن اللافت للنظر أن هناك رسائل علمية كثيرة في جامعات غير سعودية لطلبة سعوديين تناولوا كثيراً من قضايا التربية في بلادنا، فلماذا نغفل عن هذه الثروة العلمية ولا نستفيد منها، لذا فإنه يتحتم على الوزارة إنشاء مكتبة تربوية خاصة بالدراسات العلمية التربوية التي تتناول شأن التربية السعودي خاصة أو الشأن التربوي عامة. وتنفخ الروح في قسم الدراسات والبحوث التابع لها، وتجلب الخبراء والاستشاريين التربويين، ليسهموا في رسم مستقبل مشرق للتعليم في بلادنا. وطابت أيامكم.

الأكثر قراءة