سعودة مهنة مطربات الأفراح

وجهت "توحة"، أشهر مطربة أفراح في السعودية، نداء إلى وزارة الثقافة والإعلام بالتدخل بحزم في فوضى الغناء في الأفراح، فقد دخلت الأجنبيات سوق الغناء في الحفلات وبعضهن لا يحملن إقامة وقد استطعن - بتخفيض أجورهن - أن يستولين على سوق الطرب في الأفراح .. والعملة الرديئة تطرد العملة الصحيحة من السوق مما يهدر فن الطرب الصحيح .. خاصة أن هؤلاء أو قل هاتيك المطربات من صاحبات الصوت الرديء .. وأظن أن "توحة" أخطأت العنوان .. وعليها أن توجه نداءها إلى الدكتور غازي القصيبي وزير العمل، باعتباره المسؤول عن السعودة .. أولا .. ثم باعتباره شاعراً.
و"توحة" اسم الشهرة لمطربة الأفراح واسمها الأصلي فتحية حسن فتحي .. وكما قالت للزميل صباح مبارك في "الوطن" إنها بدأت هذه المهنة منذ أكثر من نصف قرن .. وقامت بالغناء في مئات الأفراح .. فأطربت وأسعدت .. ولكن الوضع الراهن ينذر بالخطر، فدخول الأجنبيات إلى سوق الطرب يهدد فنا سعوديا أصيلا.
وكما نعرف فإن مطربات الأفراح لهن ألقاب تاريخية فهن في المنطقة الغربية يحملن اسم "لعابات" وفي بقية المناطق "طقاقات" وتتنافس العائلات في استئجار اللعابات أو الطقاقات الشهيرات وتغدق عليهن آلاف الريالات مقابل تشنيف آذان المدعوات بالآهات والنغمات على أنغام راعي المعارض قام يتحدى!!
وتنضم المطربة (الطقاقة) أو اللعابة "خ. الحكمي" إلى زميلتها "توحة" في محاربة دخول الأجنبيات إلى هذه المهنة، التي كانت وقفا على السعوديات إلى زمن قريب .. والمطربة المتمكنة تتقاضى مبلغا يراوح بين 10 آلاف ريال و14 ألفا إذا كان داخل منطقتها، أما خارج المنطقة الغربية فبين 30 و 40 ألف ريال.
ومهنة (الطقاقة) أو اللعابة تبدأ بالهواية وبعضهن يحملن مؤهلات متوسطة ولما لم يجدن عملا آخر لجأن إلى الغناء في الأفراح، وهن يشتكين من أن بعض الناس ينظرون إليهن نظرة متدنية ويعتبرونهن أقل من بقية المطربات .. بينما آخرون ينظرون إليهن باحترام باعتبار ما يقمن به هو فن محترم يقدمنه لإسعاد الناس.
والتحقيق الصحفي الذي نشرته "الوطن" ممتع .. والمطلوب من وزارة العمل أن تتدخل لتنظيم المهنة بإنشاء جمعيات لمطربات الأفراح وتقنين الأجور حتى نضمن جودة الخدمة أو أن تسعود المهنة كلها خدمة للوطن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي