"البريكاست".. الطريقة المناسبة لحل مشاكل الإسكان في المملكة
الخرسانة مسبقة الصب أو ما يعرف بـ "البريكاست" هي أحد أساليب البناء الأكثر شيوعا في كثير من بلدان العالم ونظرا إلى أهمية هذه الطريقة فقد قامت "الاقتصادية" بالالتقاء مع عدد من المختصين في هذا المجال لطرح مزايا هذا النوع وعيوبه، حيث يقول المهندس يوسف التويم المدير العام لمصنع "بريكاتو" عن طريقة البناء بالخرسانة مسبقة الصب، تمتاز هذه الطريقة بالسرعة والسيطرة على الجودة حيث يمكن أن يتم تركيب دور كامل خلال يومين فقط كما تمتاز هذه الطريقة بأنها تقلص تكاليف التشطيبات وتوفر الوقت في وضع التمديدات الخاصة بالكهرباء أو التكييف والسباكة، كما توفر التشطيبات الأخرى المتمثلة في التشطيبات الخارجية وأيضا اللياسة وغيرها من التشطيبات.. وعن أنواع المباني المناسبة لمثل هذا الأسلوب من الإنشاءات أجاب المهندس التويم بأن هذا النوع مناسب للمساكن والمدارس والمستشفيات والمراكز التجارية فهو يكاد يكون مناسب لأغلب أنواع الإنشاءات، أما عن عيوب هذا الأسلوب فيقول المهندس التويم بأن هذه الطريقة لها محدودية في المرونة الداخلية حيث يصعب إزالة الحوائط بعد بنائها، بعكس الطرق التقليدية فإنها أسهل في هذا الجانب، وتحدث المهندس التويم عن هذه الطريقة بأنها تمتاز بجودة عالية لا يمكن توافرها في طرق البناء العادية كما أنها تمتاز كذلك بالعزل الحراري الجيد والقوي. أما عن تكلفة المسكن لمثل هذه الطريقة فأجاب المهندس التويم أن هذا يعتمد على حجم المنزل بشكل كبير حيث أشار إلى أنه تم وضع تصاميم لمساكن ميسره تبلغ تكلفة المسكن 170 ألف ريال للوحدة السكنية الواحدة بمساحة170 مترا مربعا لمسطح الدور، وقد أشار التويم إلى أن هذا السعر لا يشمل الخزانات الأرضية أو الأسوار ويمكن تركيبه خلال أسبوعين فقط دون التشطيبات التي تعتمد على مقاولي الباطن وطلبات العميل وحسب العمالة المتوافرة فالسعر مرتبط بعدة جوانب، وسألت "الاقتصادية" عن المواد المستخدمة للخرسانة مسبقة الصب فأجاب المهندس التويم بأنها تعتمد على الخرسانة المسلحة والحديد بالكامل إضافة إلى إكسسوارات التركيب والتي تتكون من زوايا وبراغ حديدية والتي تثبت في الموقع حسب نوع كل جزء فتثبت أحيانا باللحام أو الربط أو البراغي المتنوعة. "الاقتصادية" التقت بالمهندس سعد المشهراني من شركة سيف نعمان للخرسانة الجاهزة. يقول المهندس سعد يتميز البريكاست بعدة مزايا من أهمها سرعة التركيب فلو فرضنا ان لدينا مركزا تجاريا مساحته عشرين ألف متر مربع فسوف يأخذ الكثير من الوقت والمال والجهد لبنائه بالطريقة التقليدية فلنا أن نتخيل كم حجم الخشب ودعامات الحديد التي سوف تستخدم لصب الأسقف مثلا.. لا شك أنها كمية ضخمة ولا يمكن أن تتحملها شركة مقاولات إلا بتكلفة كبيرة جدا، لكن بطريقة البريكاست يتم تركيب 500 متر مربع خلال يوم واحد بتكاليف مناسبة فهناك توفير للوقت والمال. أيضا من ميزات البريكاست أنه يتيح إمكانية تركيب مساحات أكبر من الأسقف من دون أعمدة، وفيما يتعلق بالواجهات فتتميز بمقاومتها وتصديها للعوامل المناخية والجوية بشكل قوي جدا فاستخدام المواد الطبيعية في إنتاجها أعطاها قوة تحمل عالية الجودة، ولك أن تشاهد جامعة الملك سعود التي تم بناؤها قبل 27 سنة بالبريكاست ولم تتغير أو تتأثر بالعوامل المناخية. ويذكر لنا المهندس سعد أن البريكاست تطور خلال 35سنة في المملكة حيث توسعت بشكل كبير في مرونة التصاميم والدخول في المنشآت المعقدة وتركيب الأدوار المتكررة إلى 20 دورا وتغطية مساحات عملاقة من دون أعمدة, ومازال التطور متواصلا في هذا النظام. وعن إمكانية تنفيذ مشاريع صغيرة كالفلل مثلا.. يقول المهندس سعد: يعتبر تنفيذ مشروع صغير مكلفا لأن الزبون ستحمل تكاليف قوالب المصنع وعليه ستكون أقل تكلفة من المصنع في حال تم الصب في المشروع نفسه وليس في المصنع، أو في حالة تم بناء عدد كبير من الوحدات السكنية بالقالب نفسه هنا سوف يتم توزيع تكاليف القالب بين الفلل وسيكون السعر مناسب.
أما من حيث أساليب التركيب في البناء بالبريكاست فإنه يختلف حسب الغرض الذي اختير من أجله فعلى سبيل المثال عندما يكون البريكاست مخصصا للواجهات فانه يتم تركيبه بطرق مختلفة ومتنوعة وذلك حسب التصاميم والتفاصيل الهندسية فعلى سبيل المثال يتم تركيب القطع بواسطة التعليق على الكمر مع استخدام اللحام أو المسامير وكذلك يتم استخدام أسلوب الغرس كأحد أساليب التركيب كما إن طريقة التثبيت في بلاطات "الهلكور" تتم عن طريق تركيب البلاطات على الكمرات نصف المصبوبة حيث يتم صب طبقة من الخرسانة "اسكريد" مسلحة بشبك من الحديد حيث تملأ الخرسانة المصبوبة الفراغات بين قطع الهلكور وكذلك المتبقي من الكمرات لتحولها إلى سقف متماسك مترابط، فهذه هي الطريقة المستخدمة في تركيب وتثبيت بلاطات الأسقف المصنوعة من البريكاست "الهلوكور". أما تركيب الكمرات على الأعمدة فيتم بواسطة أسياخ سميكة من الحديد داخل تجويفات مخصصة لذلك الغرض ثم تملأ بمستحلب خراساني شديد التماسك، أما تركيب الأعمدة في القواعد فيكون بغرس الأعمدة في القواعد التي تكون مصبوبة في الموقع أو تكون مصنوعة من الخرسانة المسبقة الصب ولكننا يجب أن نشير إلى أن تلك الأساليب والطرق المخصصة للتركيب والتثبيت تختلف من منتج إلى آخر وذلك حسب ما تمليه طبيعة المبنى والتصاميم الهندسية المرتبطة به إضافة إلى الأنظمة التي تتبعها الشركات المتخصصة.