"الأقمشة كويتية" موضة جديدة تغزو هندام السعوديين
تشهد سوق خياطة الملابس الرجالية في السعودية والرياض تحديدا تغييرا في حركة البيع بعدما تلاحظ وجود موضة جديدة للثوب الشتوي بدأت تنتشر بين أوساط الشباب هذه الأيام والتي تتمثل في شراء نوع معين من الأقمشة يطلق عليه "كويتية".
هذه الأقمشة تغلب عليها الألوان الشتوية وتحمل علامة تجارية متنوعة، وهي إما تكون ذات صناعة صينية وإما كورية وإما يابانية لكنها مستوردة عن طريق الكويت أو ما يعرف "وارد الكويت"، لذا يطلق عليها "أقمشة كويتية" لتواكب موضة الموسم.
دفع ظهور هذه الموضة وانتشارها بشكل ملحوظ بين الكثير من الشباب بعض أصحاب محال التفصيل والخياطة التجارية في الرياض، إلى مجاراة لطلب وتوفير هذه الأقمشة في محالهم بغية اقتطاع أكبر حصة ممكنة من سوق الخياطة الرجالية أو ما يسمى "كيكة الموسم" التي تشهد انتعاشا ملحوظا هذه الأيام لسببين: حلول فصل الشتاء وعيد الأضحى المبارك.
سعودي الخياطة .. كويتي الهوية
وتسببت هذه الموضة التي وجدت إقبالا كبيرا من قبل السعوديين في استبدال بعض أصحاب المحال لوحات محالهم التجارية وتضمينها عبارة "هنا تباع الأقمشة الكويتية"، كي يمكن الاستدلال عليها من قبل الراغبين في الحصول على ثوب شتوي سعودي يحمل الهوية الكويتية بالاسم وليس بالصناعة.
هنا يقول سامي العنزي ـ مسؤول أحد أكبر محال الخياطة الرجالية ـ إن أسعار تفصيل وخياطة الأقمشة الشتوية تزيد وتنخفض مع اختلاف المواسم، وهي تنحصر ما بين 130 و360 ريالا للثوب الواحد، على حسب جودتها، لكنه أشار إلى أن الأقمشة الصوفية تتميز عن غيرها من الأنواع لأنها تختلف بجودة الخام، مشيرا إلى أن المحل الذي يديره قام بتفصيل أكثر من 500 ثوب خلال الشهر الجاري.
وقال العنزي الذي يدير أحد أكبر محال الخياطة الرجالية المتخصصة في تفصيل وخياطة الأقمشة الكويتية الفاخرة ـ إنه لاحظ بالفعل تزايد الطلب على هذا النوع من الأقمشة في محال الخياطة، الأمر الذي دفع الكثير من أصحاب محال الخياطة إلى التحول لبيع الأقمشة الكويتية بسبب ارتفاع الطلب عليها هذا العام تحديدا".
تنافسا صحيا
تابع العنزي قائلا: "في السابق لم يكن في السوق سوى عدد بسيط من المحال المتخصصة في تفصيل وخياطة الأقمشة الكويتية وأنا واحدا منهم، إلا أنه في الفترة الأخيرة، خاصة هذا العام انتشرت المحال بكثرة"، معتبرا أن وجود أكثر من محل لبيع هذه الأنواع من الأقمشة يفرز تنافسا صحيا بين المستثمرين ويسهم في جودة المنتج لصالح الزبون.
وزاد: "إنني أزاول بيع وخياطة هذا النوع من الأقمشة منذ ست سنوات، وكان الإقبال في تلك الفترة ضعيفا جداً حتى إنني كنت أفصل وأبيع هذه الأقمشة بأسعار التكلفة وبعروض أشبه بالمجانية، أما في هذه الفترة فتغيرت نظرة الكثير من الناس حول هذا النوع من الأقمشة فأصبحنا نرى إقبالا كبيرا عليها، خاصة من قبل الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما باعتبارهم يحبون مجاراة الموضة والتغيير والتطوير في الهندام.
وأفاد العنزي أنه يستورد الأقمشة من الكويت من خلال التعاقد مع تجار كبار ومعروفين يكادون يحتكرون هذه الأنواع من الأقمشة وهم وكلاء لها من مصدرها الأصلي وتتنوع صناعتها، فمنها ما هو إنجليزي، وإسباني، أو صيني، أو ياباني، والأخير هو الأكثر انتشاراً.
لا يلصق ولا ينكسر
وأشار العنزي إلى أن ما يميز هذه الأقمشة أنها ذات جودة عالية ولا يتغير لونها مع الغسيل، كما أنها لا تلتصق بالجسم كغيرها من الأقمشة ولا تتكسر، فضلا عن توافر عدد من الألوان التي تناسب الشباب، وقال: "هذه المواصفات جعلت هذه النوعية من الأقمشة مرغوبة لدى الزبائن".
وذكر العنزي أن هناك مفهوما خاطئا لدى البعض بأن الأقمشة الكويتية مخصصة لتفصيل الثوب الكويتي فقط، وهذا مخالف للواقع، إذ يمكن أن يتم تفصيل الأقمشة الكويتية لخياطة ثوبي سعودي أو قطري أو غيرهما، بل إن هناك من يستخدم هذه الأقمشة لخياطة ثوب سوداني أيضا، لأن نوعية القماش ليس لها علاقة بتاتا بنوعية التفصيل أو الخياطة.
احذروا "الأستوك"
في الوقت الذي أكد فيه العنزي أن أرباحهم تعتبر مناسبة جداً نظراً للجهد الذي يقدمونه، إلا أنه حذر من وجود بعض محال الخياطة التي تبيع أقمشة ذات مواصفات رديئة وموديلات قديمة "أستوك" وبأسعار الموديلات الجديدة لتحقيق أرباح مرتفعة.
يقول عباس الرعيني ـ مسؤول مبيعات في أحد محال الخياطة الرجالية ـ إن إقبال الناس على هذه الأقمشة الكويتية منقطع النظير وأصبحت تنافس الأقمشة الأخرى لجودتها ولحب الشباب، خاصة للتغيير والظهور بشكل جديد، مشيرا إلى أن هناك من الزبائن من يدخل المحل كي يسأل عن نوع آخر من الأقمشة وعندما نعرض له الأقمشة الكويتية سرعان ما يوافق على التفصيل.
الأسعار معقولة
أما خالد الطريف ـ زبون ـ فهو يقول إنه يفضل الأقمشة الكويتية على غيرها من الأقمشة لجودتها وعدم تغير ألوانها بعد الغسيل وكنوع من التغيير.
وتحدث الطريف أن برودة الجو هي الدافع الرئيسي لهذا الإقبال المعهود بشكل سنوي على الملابس الشتوية، وأن اختياره الأقمشة الكويتية يأتي لجودتها وسماكتها بهدف التحوط ضد برودة الجو، التي تشهدها الرياض.
وحول الأسعار بين الطريف أن ملابس الشتاء تتكدس بشكل كبير داخل المحال التجارية، ما يعني أن هناك وفرة في الملابس الشتوية، معتبرا أن الأسعار معقولة ومناسبة مقارنة بالخامات الجيدة التي تستحق القيمة، مؤكدا أن لدى السعوديين ثقافة جيدة في اختيار الملابس فهم يحرصون على اقتناء ملابس جديدة، خاصة بكل موسم.