على الرغم من تحفظي على النسب التي طرحت للطلاق في بلادنا .. فإن المشكلة موجودة بشكل مؤلم .. وقد تأخرنا في طرحها، ولكن كما يقول المثل الإنجليزي (الذي يأتي متأخراً خير من الذي لا يأتي).
ولعل من المهم أن يشمل الطرح الوقاية والعلاج، ففي الجانب الأول لا بد من برامج توعية للشباب بأن الزواج لا ينتهي حتماًُ بالطلاق، وأن البيوت السعيدة أكثر بكثير من حالات الطلاق التي تظل قليلة مهما ارتفعت النسبة .. ثم توعية للزوجين بأن المشكلات الصغيرة مثل البهارات في الطعام ويحب ألا تتحول إلى سبب للطلاق، ولقد روى أحد مأذوني الأنكحة أنه حينما حضر الزوجان لإثبات الطلاق طلب من كل واحد منهما أن يكتب نسبة الجوانب الإيجابية لدى الطرف الثاني فكتب الزوج 70 في المائة وكتبت الزوجة 80 في المائة فأصلح بينهما وعدلا عن الطلاق .. ثم وهذا هو الأهم توعية مكثفة للمطلق بأن يخاف الله ويراعي حدوده من حيث عدم الظلم وتوفير النفقة .. ولعل الوثيقة التي اقترحها الدكتور سليمان العودة من أهم المقترحات التي يمكن الأخذ بها على أن يسمى في الوثيقة حكم من أهله وحكم من أهلها للرجوع إليهما عند حدوث إشكالات في تنفيذ بنودها.
ويبقى بعد ذلك الحزم من الجهات المختصة في الدولة لتطبيق الوثيقة، حيث من المؤلم مماطلة بعض الأزواج حتى في تسليم أوراق إثبات الشخصية لأبنائه مما يحرمهم من الدراسة ومراجعة المستشفيات، ولكي يدخل هذا الأمر دائرة الجدية بعيداً عن الإثارة الإعلامية فإن هيئة حقوق الإنسان مدعوة إلى تشكيل فريق عمل من مفكرين ومحامين وإعلاميين لوضع خطة شاملة لمكافحة مرض الطلاق .. الذي ينتشر في المجتمع .. لأسباب تافهة أحياناً .. ولتكن الخطة كما أشرت من قبل مكونة من شقين: الوقاية والعلاج .. ولنتذكر الحكمة المأثورة .. (درهم وقاية خير من قنطار علاج).
وأخيراً .. عطفاً على ما ذكرت في مقال الأسبوع الماضي عن المرأة من أنها يجب أن تتولى طرح قضايا بنفسها .. فإن دعوة الإعلامية هيفاء خالد لمناقشة موضوع المطلقات قد وجدت صدى طيباً .. ندعو الله أن يسفر عن حلول لمعاناة المطلقات النفسية والمادية وأن يكبح هذا الداء الذي قد يكون سبباً رئيساً في عزوف شبابنا عن الزواج بشكل ملحوظ.
النشر عن الجريمة .. جريمة
جاء في أحد المواقع أخيراً سؤال يقول هل النشر عن الجريمة .. جريمة؟!
وأنا أقول إن الإجابة تحتمل .. نعم .. ولا ..
فإن كان النشر عن جريمة يمكن أن يردع المعتدي أو يحذر القارئ من وقوع مثلها فالإجابة "لا" أما إن كان النشر للإثارة الصحافية، والجريمة بشعة إلى حد أن يصاب من يقرأها في الصباح الباكر بارتفاع ضغط الدم .. مثل جريمة إغراق والد لزوجته وطفله في الحمام، أو الذي ربط ابنته وضربها حتى الموت، فإن النشر عن مثل هذه الجرائم جريمة لا فائدة من وراء نشرها، ولذا يجب أن تتحرك وزارة الداخلية لمنعها، ولعل من الملاحظ أن بعض الصحف قد تحول إلى ما يسمى صحف "الفضائح والجرائم"، حيث تبرز مثل هذه الأخبار في صفحتها الأولى غير آبهة بما يتركه ذلك من آثار نفسية مدمرة لدى القارئ والأطفال بصورة خاصة مما قد يزرع العدوانية في نفوسهم.
فاكس: 2006223
