طبرجل .. مدينة القمح والسمح
طبرجل مدينة الشعاب والوديان، أو كما يطلق عليها مدينة القمح والسمح، تتميز هذه الواحة الخضراء بجمالها السحري وهوائها العليل وروعة خضرة أرضها ، ويتميز مناخ طبرجل بالبرودة شتاء واعتدال الحرارة صيفا يميل إلى البرودة في أغلب فترات الصيف حيث تتأثر بمناخ البحر المتوسط وتسقط الأمطار عليها في فصل الشتاء بكميات كبيرة.
وتتبع مدينة طبرجل إدارياً منطقة الجوف، حيث تعد المدينة الرابعة في المنطقة بعد كل من مدينة سكاكا ومحافظتي القريات ودومة الجندل، ويمر فيها كباقي مدن منطقة الجوف الطريق الدولي المؤدي إلى بلاد الشام ودول أوروبا من خلال منفذ مركز الحديثة الحدودي مع الأردن الذي يعد أكبر منفذ بري في الشرق الأوسط.
وطبرجل تلك المدينة الحالمة التي خرجت من رحم الصحراء وقسوتها قبل أكثر من 50 عاما، لتقف حاليا وخلال عدة عقود شاهدا على النهضة والتطور والتقدم الذي أولته الحكومة الرشيدة لجميع المدن السعودية.
فهاهي أراضيها الزراعية التي تميزت بالخصوبة والانبساط والسعة وسهولة التضاريس ووفرة المياه الجوفية العذبة فيها تصبح محط أنظار الجميع، فقامت عليها آلاف المشاريع الزراعية واستثمر فيها عدد من الشركات الزراعية كشركات الجوف، نادك، الوطنية (الراجحي)، القصيم، حائل، أنعام، والشرقية وغيرها، إضافة إلى عدد كبير من المستثمرين في مجال الزراعة الذين توافدوا عليها من جميع أرجاء المملكة.
هذه الظروف ساعدتها على إنتاج جميع المحاصيل الزراعية كالقمح بكميات هائلة وجودة في الإنتاج إضافة إلى أنواع كثيرة من الأعلاف كالبرسيم والذرة وكذلك نجحت فيها زراعة الفواكه وجميع أنواع الخضار فتكاد لا تجد أي سوق من أسواق الخضار والفواكه في المملكة تخلو من منتجات طبرجل الزراعية ولهذه الأسباب وغيرها تجد كثيرا من المواطنين أطلقوا عليها سلة الغذاء الأولى في المملكة.
كما أن منطقة الجوف بصفة عامة امتازت بزراعة النخيل والزيتون في الوقت نفسه نجحت في إنتاج أفضل أنواع الزيتون وزيت الزيتون الطبيعي وكذلك أنواع الرطب والتمور التي يأتي في مقدمتها تمرة "حلوة الجوف" المعروفة فيها المنطقة.
وها هي المباني السكنية الحديثة تنتشر بشكل سريع ولافت نظرا للكثافة السكانية وازدياد عدد السكان المستمر الذي تجاوز 60 ألف نسمة، وها هي أنواع التجارة تشهد ازدهارا وحركة مكثفة ولعل أهمها تجارة المعدات والآلات والمواد الزراعية بجميع أنواعها وكذلك قطع الغيار، حيث أسهمت الزراعة في طبرجل ومنطقة بسيطا - طبرجل الزراعية بشكل مباشر في ازدهار أنواع التجارة، فانتشرت المؤسسات والشركات التي تبيع الآلات والمواد وقطع الغيار للآلات والمعدات الزراعية التي تجاوزت 50 شركة ومؤسسة تجاوزت استثماراتها أكثر من 300 مليون ريال.
الاسم يحرمها بعض الخدمات
وتوجد في طبرجل أغلب الدوائر الحكومية مثل الإمارة، الشرطة، البلدية، الدفاع المدني، المرور، الجوازات، الضمان الاجتماعي، البنك الزراعي، فرع للزراعة وآخر للمياه وأحوال مدنية و"مخدرات"، مركز للهلال الأحمر ومندوبية بنات ومركزي إشراف للبنات والآخر للبنين الذي يشرف على قرابة 50 مدرسة وكلية بنات تابعة لجامعة الجوف، ومستشفى ومركزين صحيين ومستشفى جديد مجهز بـ 200 سرير في مراحله الأخيرة للتسليم.
وعلى الرغم من هذا كله إلا أن للأهالي مطالب وأمنيات .. ولعل السؤال الأهم الذي يبقى في أذهان أهالي طبرجل: إلى متى وتصنيف طبرجل على كونها مركزا؟!
تلك الأمنية الأولى التي يتمناها المواطنون في طبرجل وعبروا عنها لـ"الاقتصادية" حينما التقتهم حيث يأملون من ولاة الأمر ترقية طبرجل من مركز إلى محافظة, مشيرين إلى أن طبرجل مقارنة ببعض المحافظات تستحق أن تكون محافظة، حيث أشار المواطن محمد الشراري إلى أن كون طبرجل مركزا من أهم الأسباب التي أسهمت في قلة المشاريع التنموية التي تحتاج إليها المدينة الكبيرة في مساحتها وعدد سكانها وكذلك حال اسم "مركز" دون افتتاح بعض الدوائر الحكومية لعل أهمها افتتاح إدارة للتربية والتعليم في طبرجل، حيث إن طبرجل تبعد عن الإدارة العامة للتربية والتعليم في الجوف (500 كم شرقا) وكذلك عدد مدارس البنين في طبرجل الذي تجاوز 50 مدرسة مثلها للبنات كفيلة بافتتاح إدارة للتربية والتعليم في طبرجل كما تفهمنا ذلك من المسؤولين، حيث أفادونا أن "مركز" هو العائق الأول الذي أسهم في عدم افتتاح إدارة للتربية والتعليم في طبرجل.
3 إدارات في مبنى واحد
(ثلاثة في واحد) ؟! عنوان أصبح معروفا لدى الكثير من المراجعين من المواطنين ! هكذا بدأ المواطن محمد مد الله الدعيجاء حديثه قائلا إن وجود إدارة الأحوال المدنية وشعبة الجوازات ومكتب العمل في مبنى واحد مستأجر سابقة لم أشاهدها في جميع المدن، مشيرا إلى أن كون تلك الدوائر في مبنى واحد مستأجر وصغير سبب تذمر المواطنين المراجعين الذين ضاق بهم المكان, فيما طالب المواطنون وعدد من أصحاب مكاتب الخدمات والمعقبين بتخصيص مبنيين منفصلين لشعبة الجوازات واستحداث إصدار وتجديد جواز سفر للسعوديين، ومبنىآخر لمكتب العمل وزيادة عدد الموظفين وبخاصة لمكتب العمل الذي يوجد به موظف واحد خصص فقط لإصدار وتجديد رخص العمل والتي تأخذ عدة أيام لإنهائها نتيجة لكثرة معاملات إصدار وتجديد رخص العمل يوميا، حيث يتم إنجاز فقط50 رخصة يوميا، وتوفير موظفين لمكتب العمل لنقل الكفالات من وإلى أسمائهم وتغيير المهن وطلب استقدام عمالة وإنهاء معاناتهم من مراجعة مكتب العمل في الجوف (500كم ذهابا وإيابا) وقد يتكرر سفره لإنهاء إجراء معاملاته عدة سفرات مما قد يعرضه إلى عناء السفر ومشقته ومخاطر الطريق.
35 ألف عامل .. وموظف واحد
وأشار عدد من المواطنين وأصحاب مكاتب الخدمات والمعقبين إلى أن وجود أكثر من 35 ألف عامل في طبرجل وما جاورها ومنطقة بسيطا الزراعية حسب رخص العمل التي يصدرها موظف العمل الوحيد في طبرجل في العام وكذلك بعد طبرجل عن مكتب العمل في الجوف كفيلة بافتتاح مكتب للعمل في طبرجل لإنجاز جميع تلك المعاملات.
ويرى كل من المواطن : أحمد محمد ، عبد الله سعيد الشراري و خالد عبد الله ضرورة افتتاح فرع "المالية" في طبرجل لإنهاء معاناة المواطنين من مراجعة "المالية" في سكاكا وذلك لاستلام عادتهم السنوية وبخاصة كبار السن من مواطني طبرجل وكذلك دفع الزكاة السنوية المستحقة عليهم في مصلحة الزكاة والدخل التابعة للمالية لاسيما أنه يوجد في طبرجل وما جاورها عشرات الآلاف من المحال التجارية والمؤسسات والورش القائمة بشتى أنواعها.
فيما قال: محمد علي ومبارك محمد الشراري وهايل فنخور إننا نتطلع نحن أهالي طبرجل لافتتاح كلية للبنات, فمن ينظر لتلك الحافلات التي تخرج من طبرجل فجر كل يوم وما تقله من بنات يدرسن في كلية البنات في سكاكا شرقا(500 كم ذهابا وإيابا) أو في محافظة القريات غربا(280 كم ذهابا وإيابا) يدرك مدى أهمية افتتاح كلية بنات في طبرجل لا سيما مع الأعداد المتزايدة من خريجات الثانوية في طبرجل وما جاورها سنويا، مشيرين إلى أن دراسة بنات طبرجل في تلك المدن يعد من أهم المعاناة التي يعاني منها أولياء الأمور التي قد لا يخلو بيت من تلك المعاناة ناهيك عما تتعرض له بناتنا من عناء ومشقة السفر لطلب العلم ومواصلة الدراسة الجامعية وما قد يتعرضن له من حوادث الطرق التي شكلت هاجسا للأهالي.