Author

نصارح أنفسنا لنقيمها

|
[email protected] الفصل الأول: لماذا لم يصنع أهل الصناعة المشاريع العملاقة ؟ ولماذا هاجرت ورحلت المشاريع الضخمة إلى دول الجوار والدول العالمية؟ ولماذا لم ترتق صناعة العقار حتى الآن؟ يجب أن نصارح أنفسنا بأن جل مؤسساتنا العقارية تفتقد الاحترافية في العمل وهذا السبب يجيب عن جواب لا داعي للبحث عنه. أغلبية الشركات العقارية لا تزال تتعامل مع هذه الصناعة بعقلية المكاتب العقارية. كيف تستطيع أن تنظم هذه المكاتب التي فيها في النهار الكفاءة غير المقبولة في شركات النظافة وفي المساء تعمل كفاءات أخرى تملأ المواقف بالعربيات الفارهة؟ عجيب أمر المكاتب العقارية وشيوخها (فلوس ونفوس) الاحترافية المعنية بصناعة العقار تشمل كافة خط الإنتاج لهذه الصناعة ابتداء من الفكرة ودراستها العملية والعلمية التي تظهر تقييمها وتكاليفها ومداخلها ومخارجها والعاملين عليها ومصمميها ومطوريها ومسوقيها وإظهارها على أرض الواقع. والواضح أن السوق العقارية لا تزال تفتقد التطوير الذي يجعل أرضنا خصبة ومثمرة لاستصناع مشاريع تضاهي تلك المشاريع التي نصنعها في الدول العربية (دبي، أبو ظبي، القاهرة وغيرها). إن من يستطيع أن يستثمر في العقول المبدعة ويحاور ويدعم أفكارها لتحويلها إلى مشاريع واقعية تتماشى مع ضخامة مساحة الرقعة الأرضية في السعودية والدعم لمتابعة توظيف الهيكل الإداري لتحقيق أهداف المشروع يرى نور النجاح، ويتجاوز المشاكل والعقبات التي يخلقها متنمقو النظام. وربما نحن من يصنع المشاكل دون وعي منا وإدراك بحرفية هذه الصناعة. وربما بمعرفة أن الجيل المعد لأنظمة ولوائح صناعة العقار وتذليل معوقات المشاريع لتطبيق وحرفية هذه الصناعة هم من يقال فيهم (يصبح المرء كبيرا حيث ينجز الأعمال الكبيرة ويصبح المرء أشبه بالأموات حيث يعجز عن إنجاز الأعمال الصغيرة أما الرواد فإن مهمتهم شق الطرق في الأماكن الوعرة حتى يمضي خلفهم الكبار والصغار وبالإخلاص والصدق وبالمثابرة والعزم يمكن للمرء أن يجد نفسه بينهم). إن إصرار المهتمين بصناعة العقار عملوا على توضيح وتفسير أهمية هذه الصناعة وإخراج التنظيم المبدئي ألا وهي الهيئة العليا للإسكان. إذاً من المسؤول عن إنجاح هذه الهيئة الوليدة؟ ومن يعلم ويؤمن بأن شق الطرق في الأماكن الوعرة ليس بسيطا وصعبا ويحتاج إلى العزم والإصرار لإنجاح هذه المهمة حتى يمضي من خلف هذه الهيئة تنظيم لكبار العقاريين وصغارهم يجعلهم يبادرون لتقديم وإنجاح مشاريع ضخمة عقارية تخدم جميع الصناعات، وبالإخلاص والصدق يستطيع رجال هيئة الإسكان أن يزيلوا المعوقات ومع مرور الأيام يكون من هؤلاء الرجال ممن لا يضيق فيها صدر ولا يخيب فيها أمر ويجعل منها توفيقا ونجاحا. الفصل الثاني: الإنسان بلا هدف يكون مثل سفينة بلا دفة، كلاهما ينجرف ولا يقود، وكلاهما سينتهي إلى شواطئ اليأس والهزيمة والقنوط. العديد من الناس يرتكبون نفس الأخطاء بعدم وضع الأهداف، ونتيجة لذلك فهم يحصدون قدراً ضئيلاً فحسب من المحصول الذي تقدمه الحياة، وبالرغم من حقيقة وجود ثروة غير محدودة في متناول اليد، فإنهم لا يحصلون منها إلاّ على أقل القليل لأنهم يتبعون بشكل أعمى ومن دون تساؤل، الحشد الذي يدور في دائرة لا تؤدي به إلى مكان. إنهم يتبعون الطرق والإجراءات دون سبب سوى لأن الأمور كانت تتم دائماً بهذه الطريقة. هل يمتلك معظم الناس أهدافاً؟ من الواضح أن الإجابة: "لا"، فيمكنك أن تستوقف مائة من الشباب في أي شارع من الشوارع لتسأل أيا منهم: "ما الذي تفعله لكي تضمن الفشل المؤكد في الحياة ؟"، وبعد استيعاب الصدمة الأولية للسؤال سيقول كل واحد منهم على الأرجح: "ماذا تعني؟ ما الذي أفعله لأضمن الفشل في الحياة؟ ما هذا السؤال؟ إني أعمل من أجل النجاح لا من أجل الفشل! ". والمأساة أن معظمهم يتصورن أنهم يعملون من أجل تحقيق النجاح بالفعل. إن الجميع تقريباً يتصورون أنهم سيحققون النجاح الذي يريدونه لكن الاحتمالات ليست في صالحهم حقاً. لا أستطيع أن أصدق أن الفشل يرجع إلى نقص أو انعدام الفرص، لأن الحياة تقدم للعديد. هل الأشخاص الذين لا ينجحون في الحياة يخططون للفشل حقاً؟ لست أظن هذا، لكن المشكلة هي أنهم لا يخططون لأي شيء. إذاً الأهداف وكتابتها عملية بالغة الأهمية إذاً لماذا لا يكتب إلا من 3 إلى 5 في المائة من الناس أهدافهم على الورق ؟ هناك أربعة أسباب رئيسية (اجتهادية) أولاً: إنه لم يتم إقناعهم أبداً بذلك من قبل، تم إخبارهم ولكن لم يتم إقناعهم. ثانياً: إنهم لا يعرفون الكيفية. ثالثا: إنهم يخشون عدم تحقيق الأهداف التي يكتبونها ومن ثم يشعرون بالحرج. رابعا: صورة الذات السيئة، إنهم لا يعتقدون أنهم يستحقون الأشياء الطيبة التي يمكن أن تقدمها الحياة. لذا فلماذا تبالي أو تهتم بتدوين ما ترغب فيه طالما كنت تشعر بأنك لا تستحق امتلاكه أصلاً؟ إن ما أحاول إقناع القارئ به هو أهمية الأهداف واختيارك بأن هناك أساليب وطرق لكيفية وضعها، فقط ابدأ وانفض عنك وعن ومن حولك صورة الذات السيئة والشعور بعدم الاستطاعة ثم ابدأ في القراءة والاستكشاف في كيفية وضع الهدف والخطة لنفسك. نعم هناك مخاطرة في وضع الأهداف ، لكن المخاطرة تكون أعظم بشكل غير محدود عندما لا تضع الأهداف . والسبب بسيط كما تم صنع السفن لتجوب البحار، وتم صنع الطائرات لتحلق في الفضاء، وتم صنع المنازل للسكنى والمعيشة، فإن الإنسان أيضاً خلق لهدف ولغاية، إنك مخلوق لغاية ، وتلك الغاية هي أن تخرج من ذاتك كل ما تستطيع كبشر إخراجه حتى يتسنى لك تقديم إسهاماتك في الحياة والبشرية. إن الأهداف تمكنك من صنع المزيد من أجل نفسك ومن أجل الآخرين أيضاً (أهلك ووطنك وإيمانك ومصداقيتك). ومين لابنك غيرك؟ ابني وعمّر أرض بلادك... بكرة الخير لك ولأولادك... الفتى ابن المواطن...
إنشرها