كثير منا، غير المتخصصين، لا يعيرون تقرير مراجع الحسابات أية أهمية تذكر، لكونه نمطياً في صياغته ومعيارياً في عباراته، طور مهنياً حول العالم ليأخذ هذا الشكل، وبأي لغة كانت، الهدف من هذه النمطية يكمن في تحديد مسؤولية الأطراف كافة، وعلى الأخص التزام المراجع بمعايير المراجعة المتعارف عليها عند قيامه بالعمل الميداني من تخطيط أو فحص أو تقرير، وكذا تعويد القارئ على نمط معين، فإن شذ عن هذه الصياغة النمطية، فإن هناك مشكلة لا بد للمستفيدين من ملاحظتها واتخاذ ما يرونه مناسباً، مع تحديد أثرها في قرارتهم.
التقرير النمطي هو ذلك التقرير النظيف "unqualified" أما ما عداه فهو تقرير "متحفظ" unqualified. وتعتمد درجة التحفظ على عمق المشكلة ويفرد لها فقرة خاصة، إما للفت الانتباه، أو ما عدا أو باستثناء، كما أن المراجع قد يمتنع عن إبداء الرأي لأسباب عدة. هذه معلومات عامة لغير المختص، لعلها تلفت انتباه العامة إلى قراءة تقرير المراجع، فأحياناً قد يكون الخروج عن النمطية مفيداً في اتخاذ القرار الاقتصادي الرشيد، ولقد لاحظ المتخصصون صدور تقارير متحفظة على قوائم مالية لشركات مدرجة في سوق المال لم يلتفت إليها العامة إلا بعد أن وقعت الفأس في الرأس، انتبهوا وتمعنوا في تقارير المراجع لعل هذا يفيدكم في قراراتكم الاستثمارية، ويجنبكم خسائر محتملة. والله أعلم
