إحالة سيارات المماطلين في مواقف مطار الملك خالد إلى إمارة الرياض
تعتزم إدارة التشغيل في مطار الملك خالد الدولي في الرياض حاليا، إلى إحالة سيارات المماطلين بسداد الرسوم في مواقفها إلى إمارة منطقة الرياض.
وذكر لـ"الاقتصادية" مصدر مسؤول في مكتب التشغيل في مطار الملك خالد الدولي، أن العمل جار لتطوير جميع مرافق المطار، وتلافي بعض السلبيات في مواقف السيارات، لافتا إلى أن إدارة التشغيل تسعى مع إمارة منطقة الرياض إلى حل مشكلة السيارات المماطل أصحابها في السداد، والتي قبعت لفترات طويلة في المواقف.
ويتميز مطار الملك خالد الدولي في الرياض عن غيره من مطارات المملكة بوجود مواقف للسيارات ذات سعة عالية لخدمة الصالات الداخلية والدولية، ويتواجد فيه شركة تعمل في جباية الأجرة المقررة على دخول السيارات حسب تسعيرة محددة.
وتعتبر تسعيرة رسوم المواقف في المطار رمزية جدا، إذ لا تستدعي لأحد التمعن فيها كثيرا، كونها ريالين في الساعة الواحدة، وأغلب مستخدمي المواقف لا يحتاجون إلى الوقوف طويلا فبمجرد توديع المسافر أو استقباله تنتهي الساعة ويدفع الرسوم الرمزية التي سجلت عليه خلال توقفه داخل مواقف السيارات من دون أي تدقيق.
ولكن عندما يفقد الشخص تذكرة دخول السيارة للمواقف سيجد أن هناك غرامة مالية تنتظره قيمتها 50 ريالا من قبل الشركة المتعهدة للمواقف التي تحيل صاحب السيارة إلى شرطة المطار، والتي بدورها تتأكد من ملكية السيارة، كل ذلك من جراء ضياع تذكرة الرسوم للمواقف.
وخلال جولة لـ"الاقتصادية" كشفت العديد من الملاحظات في مواقف المطار أبرزها ضعف أعمال الصيانة والنظافة في ممرات المواقف، وعدم تقديم التوعية المطلوبة لبعض السيارات التي يتم إيقافها بطريقة عشوائية.
وأبدى عدد من موظفي مواقف المطار، استياءهم من الازدحام الشديد داخل المواقف من قبل أصحاب السيارات الذين يستخدمون المواقف بصفة مؤقتة ولا يلتزمون بإيقاف سياراتهم في المواقف المخصصة لها، بل ينتظرون في المساحات المخصصة للحركة، متسببين في عرقلة مستخدمي المواقف بطريقة نظامية.
وتحدث أحد الموظفين في كونتر مواقف المطار حول مشكلة الأشخاص الذين يخالفون في المواقف، وقال" إن ذلك يتسبب في تأخر المسافرين الذين هم مرتبطون بوقت محدد، ليشل حركة السير في المواقف، وكل ذلك يتم في غياب الرقابة المرورية".
وأضاف أن من يخالف في المواقف يحصل على مخالفة لا تتجاوز الـ50 ريالا، لافتا إلى أن بعض المخالفين لا يعيرون المخالفات المخالفة أي اهتمام، ويستمرون في إيقاف السيارة بالشكل الخاطئ.
وذكر الموظف أن بعض الأشخاص الذين مكثت سياراتهم طويلا في مواقف المطار يماطلون في سداد الرسوم بشكل إجمالي، ويسببون مشاكل لموظفي المواقف، مشيرا إلى أن المعاناة لا تقف فقط عند مماطلي السداد بل وصلت حتى الوقوف بشكل خاطئ وعدم سداد المخالفة المرورية.
وبين الموظف أن الإدارة حذرت متعهد خدمات المواقف العامة في المطار في وقت سابق، بعدم تحصيل رسوم فقدان أو تلف على تذاكر دخول مواقف السيارات في المطار من أصحاب السيارات، موضحا أنه رغم ذلك كله مازال المتعهد يتحدى قرارات إدارة المطار ويصر على تحصيل مبلغ 50 ريالاً على كل تذكرة تفقد – على حد قوله-.
وبين الموظف أن الحقيقة الغائبة لدى أغلبية الركاب المستخدمين للمواقف لا يعلمون حقيقة هذا الأمر، فبعضهم يعتقد أن ذلك أمر نظامي وأن عليه أن يدفع الـ 50 ريالاً كقيمة بديلة للتذكرة.
وقال المواطن خالد الشريف "كنت مسافراً وأوقفت سيارتي في موقف المطار وعندما عدت بحثت عن تذكرة المواقف ولم أجدها، فتوجهت إلى بوابة الخروج فطلب مني العامل مراجعة شرطة المطار فذهبت إليه وبعد التأكد من أوراق ملكية السيارة تم إعادة إصدار تذكرة بديلة، وعندما راجعت بوابة الخروج طلب مني تسديد مبلغ 50 ريالا كغرامة فقدان للتذكرة ومبلغ 118ريالاً قيمة رسوم للمواقف، وعندما ذهبت إلى إدارة المطار وأبلغتهم بالوضع اتصلوا في الشركة المشغلة وطلبوا منها إعادة مبلغ الخمسين ريالاً لي".
وذكر الشريف أن هذا الموضوع حصل معه لمعرفته بالأنظمة وبعدها بأسبوع حصل الموقف مع أخيه، متسائلا، ما ذنب المئات الذين لا يعرفون شيئاً عن الأنظمة؟.وطالب الشريف بالحزم من إدارة المطار ضد الشركة حتى لا تستغل جهل الكثيرين بالأنظمة لصالحها.
من جهته أوضح المواطن سلطان العتيبي، أن أرصفة المواقف بحاجة إلى إعادة صيانة وتجميل وتحديد نقاط للتحميل وتحسين في الإضاءة ولوحات إرشادية واضحة، مؤكدا أن مداخل المواقف بحاجة إلى تحسين وتجميل وبالإمكان الاستفادة من الفراغات المكانية لتصميم لوحات إرشادية وإعلانية من قبل القطاع الخاص، مطالبا إدارة المطار بإيجاد مكتب خدمات واستعلامات للمسافرين ومستخدمي مرافق المطار والمفقودات ونحوها، في مواقف المطار.
من جهته ذكر أحد مسؤولي التشغيل في مطار الملك خالد، أن إدارة التشغيل في المطار لا تفكر في الوقت الراهن بزيادة رفع سقف رسوم مواقف المطار، مؤكدا أن السعر الرمزي حاليا هو ريالان للساعة الواحدة والمحدد من قبل إدارة المطار.
وأكد المسؤول أن مواقف المطار في غاية الروعة والتنظيم وهي مواقف مبنية من الخرسانة المسلحة، فضلا عن أنها "مظللة" ومحروسة ومكونة من طابقين، ومنظمة حسب الأرقام على الأعمدة لتدل على موقع السيارة، مبينا أنه قبل خمس سنوات تمت زيادة رسوم الوقوف بنسبة 100في المائة أي ريالان للساعة بدلاً من ريال واحد، معتبرا أن هذه الزيادة قد تعود سلباً على استثمار المواقف.
وقال المسؤول "إن الذي يوقف سيارته مع نهاية دوام يوم الأربعاء للسفر إلى جدة مثلاً الثالثة عصرا فإن مجموع ساعات التوقف حتى نهاية يوم الجمعة هو ثماني ساعات ليوم الأربعاء إضافة إلى 24 ساعة ليوم الخميس مع 20 ساعة ليوم الجمعة، ليصبح المجموع الكلي 104 ريالات، وهذا المبلغ لاشك أنه سيجعل الناس ينصرفون عن الوقوف في هذه المواقف، إلا من يريد أن يقف ليوم واحد أو أقل، وسيلجأ إلى سيارة اللموزين التي تكون أجرتها ذهاباً وإيابا من الرياض بحدود 100 ريال لأن الذهاب بـ 50 ريالاً والعودة بـ 50 ريالاً".