تزوير الشهادات .. إرهاب ضحاياه بالملايين

ذكر بعض وسائل الإعلام ما صرح به الدكتور حسين الفريحي أمين عام الهيئة السعودية للتحقيقات الصحافية من اكتشاف مزورين يحملون شهادات مزيفة ويعملون في المجال الصحي بقطاعاته المختلفة. وفي عام واحد اكتشف 31 طبيبا مزيفا يقدر ضحاياهم تقريبا بنحو 31 قتيلا سعوديا. والسؤال: كم ضحايا الذين لم يتم اكتشافهم بعد ؟! فما يتم كشفه أقل بكثير مما يظل خافيا، والسؤال أيضا: كم ضحايا الأطباء المزيفين في العالم ؟!
وفي بلادنا لا يمثل الأطباء السعوديون سوى 25 في المائة من مجموع الأطباء العاملين في المجال الصحي والباقون من جنسيات مختلفة ومنهم نحو5 في المائة يعملون دون ترخيص! فكم نسبة العاملين بشهادات مزورة؟
وضحايا الأطباء المزيفين لا يقلون عن ضحايا الأطباء العاديين، حيث تقول التقارير إن ضحايا الأخطاء الطبية في أمريكا والتي يتحملها الأطباء بلغت نحو ربع مليون حالة وفاة سنويا، وإن معدلات الوفيات لسرطان الثدي أو الإيدز أقل من الوفيات نتيجة الأخطاء الطبية. وفي بريطانيا قتلت الأخطاء الطبية نحو 40 ألفا وأن هناك ما معدله قرابة المليون خطأ طبي ترتكب كل عام في المستشفيات البريطانية (وكأني أرى بعض القرّاء يخرج لسانه) متسائلا: إذا كانت الأخطاء الطبية في أمريكا وفي بريطانيا بهذه الكثرة فكم هي في بلادنا؟ والجواب أقوله له (أعقلها وتوكل) ناهيك عن الأخطاء الطبية في الدول النامية والدول النايمة.
نعود لموضوع تزوير الشهادات الطبية وانتشارها حتى في الدول المتقدمة .. ففي إيطاليا تبين أن نصف أطباء الأسنان فيها مزيفون، حيث أحيل 817 طبيب أسنان في إيطاليا إلى القضاء، وتم فتح 1067 ملفا لقضايا تتعلق باستعمال أدوات غير صالحة وأدوية فاسدة ومزاولة المهنة دون الحصول على إذن من الوزارة.
... فكم يبلغون عندنا وكم عددهم في الدول "النامية"؟
وقال استطلاع إن 70 في المائة من الأطباء المزيفين في إيطاليا هم في الأصل تقنيو مختبر أسنان و10 في المائة منهم بائعون سابقون، و8 في المائة من الشرطة، و6 في المائة من سائقي القطارات و4 في المائة من السمكريين، و2 في المائة من الجيش.
وكانت ردة فعل نقابة أطباء جراحة الأسنان عدم المبالاة، بل أعلنت عن وجود 45 ألف مخادع، إلى جانب 40 ألف طبيب شرعي.
لكم الله يا ضحايا المجال الطبي والمجال العلاجي الذين ماتوا أو أقعدوا نتيجة أخطاء طبية أو نتيجة أطباء مزيفين زوّروا شهاداتهم الطبية.
ولكم الله أيضا أيها الملايين الأخرى يا ضحايا جهلكم وتصديقكم الدجالين والمشعوذين العاملين في المجال العلاجي. حيث بلغ عدد ضحايا (طب الدجل والشعوذة) ملايين القتلى والمقعدين. والحديث عن (الدجالين) يحتاج إلى (قعدة طويلة) في مقال مقبل.

ونقول في الختام: الله يستر ولا مفر من قدر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي