الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

السبت, 15 نوفمبر 2025 | 24 جُمَادَى الْأُولَى 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين9.58
(-0.21%) -0.02
مجموعة تداول السعودية القابضة190.3
(-0.78%) -1.50
الشركة التعاونية للتأمين132
(-0.38%) -0.50
شركة الخدمات التجارية العربية107.1
(2.98%) 3.10
شركة دراية المالية5.64
(-0.18%) -0.01
شركة اليمامة للحديد والصلب37.74
(1.02%) 0.38
البنك العربي الوطني22.41
(-1.28%) -0.29
شركة موبي الصناعية11.3
(-4.24%) -0.50
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة33.3
(-0.12%) -0.04
شركة إتحاد مصانع الأسلاك22.8
(-2.15%) -0.50
بنك البلاد28.08
(-1.13%) -0.32
شركة أملاك العالمية للتمويل12.65
(-1.09%) -0.14
شركة المنجم للأغذية55
(-1.96%) -1.10
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.62
(1.28%) 0.16
الشركة السعودية للصناعات الأساسية56.9
(-1.56%) -0.90
شركة سابك للمغذيات الزراعية119.6
(-0.50%) -0.60
شركة الحمادي القابضة30.42
(-1.30%) -0.40
شركة الوطنية للتأمين14.1
(-1.33%) -0.19
أرامكو السعودية25.86
(-0.39%) -0.10
شركة الأميانت العربية السعودية18.66
(-2.30%) -0.44
البنك الأهلي السعودي38.3
(-1.44%) -0.56
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات31.66
(-0.57%) -0.18

[email protected]

خلال الأيام الماضية قام الرئيس الأمريكي بوش بزيارة للمنطقة العربية زار خلالها كل من الكيان الصهيوني والأراضي الفلسطينية المدارة من قبل السلطة الفلسطينية ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين والكويت ومصر وخلال تنقلاته بين هذه الدول أثار الكثير من القضايا ذات الطابع السياسي، والاقتصادي، والأيديولوجي، وحتى تكون القراءة موضوعية يحسن عرض الموضوع من مجموعة أجندات الأجندة الأولى هي الأجندة الشخصية، والأجندة الثانية هي الأجندة الحزبية، أما الأجندة الثالثة فهي الأجندة الوطنية. الأجندة الشخصية تتمثل في المكاسب والمصالح التي يسعى الرئيس بوش لتحقيقها خاصة أنه من عائلة ثرية ذات علاقة بشركات النفط، وبحكم أن هذه السنة الأخيرة له في منصب الرئاسة، لذا فالحاجة ماسة إلى توثيق علاقاته وصلاته بالمنطقة الثرية بهدف التأكد من استمرار الاستثمارات مع أثرياء المنطقة وبارونات الاقتصاد والمال فيها. وليس الرئيس بوش استثناءً في هذا الشأن فوالده من قبل وثق علاقاته، وكذلك الرئيس كلينتون الذي دعي عدة مرات لحضور أنشطة اقتصادية حيث دعي إلى منتدى جدة الاقتصادي ومناسبات مماثلة في دبي حتى أنه تحول من رجل سياسة إلى رجل اقتصاد بارع في نظر الجهات المضيفة له. وهؤلاء السياسيون وغيرهم لا يلامون على فعلهم هذا إذ هم يسعون لتحقيق مكاسب شخصية مستفيدين من سنتهم الأخيرة في الحكم وقبل أن يغادروا المنصب ويفقدوا بريقه وهالته وقيمته المعنوية، وذلك بإطلاق الوعود الكاذبة.

أما المستوى الثاني فهو المستوى الحزبي الذي يحتاج إلى مزيد من النقاط في سباق الرئاسة الذي تعقد له الانتخابات التمهيدية خلال هذه السنة، وقد بدأت بالفعل قبل زيارته للمنطقة، وقيمة الزيارة تكمن في المكاسب التي من الممكن أن يحققها بوش ليخفف من قتامة الصورة للحزب الجمهوري الذي مني بهزيمة انتخابات مجلس النواب، ومجلس الشيوخ لصالح الحزب الخصم، الحزب الديمقراطي، والقيمة والمردود الذي قد يعود أثره على الانتخابات الرئاسية لصالح بوش، وحزبه يأتي من خلال مقدار ما يقدمه الرئيس للكيان الصهيوني بهدف التأثير في الناخب الأمريكي، وبالأخص الناخب اليهودي، والمتعصبين المسيحيين الذين يرون في قيام دولة الكيان الصهيوني، واستمرارها جزءاً من العقيدة الدينية، ولو تأملنا في ما قاله الرئيس بوش أثناء وجوده في الكيان الصهيوني لتأكد لنا أن خدمة الحزب الجمهوري وتحسين صورته التي تضررت بسبب النزعة العدائية لبوش وحروبه في أفغانستان، والعراق، وتهديداته لإيران وسوريا، والسودان، وكوريا الشمالية، وكل من يخالف توجهاته. تصريحات بوش في الكيان الصهيوني تؤكد السعي الحثيث لكسب الناخب الأمريكي في صف الحزب الجمهوري في الانتخابات القائمة حالياً، ومن أهم ما أكد عليه بوش قوله أن العرب كان من الواجب عليهم مد أيديهم لإسرائيل، كما أشار إلى ضرورة تعديل حدود عام 1949م وهو بهذا يتبنى سياسة الكيان الصهيوني الذي يرى تكريس سياسة الأمر الواقع المتمثلة في جدار الفصل العنصري، والمستوطنات التي أقيمت على بيوت، ومزارع الفلسطينيين. تعويض اللاجئين الفلسطينيين الذي عرضه بوش يلتقي في الصميم مع سياسة الكيان الصهيوني، ويضرب في الصميم آمال المهجرين الذين طردوا من بيوتهم، ويأملون بالعودة لديارهم طوال هذه الفترة التي لاقوا فيها ذل العيش في المنافي والتشرد وبؤس الحال. كما أن هذا التصريح، والذي جاء بعد مؤتمر أنابوليس يؤكد مرة أخرى عدم أهلية الوسيط الأمريكي، وعدم حياديته في الصراع العربي الإسرائيلي مما يفقد الجهود الدبلوماسية المصداقية، ويؤكد وجهة نظر القائلين بضرورة مواجهة العدو بالقوة المسلحة بدل الاستمرار في المفاوضات السياسية التي لا طائل في الاستمرار فيها. الرصاصة القاتلة التي وجهها الرئيس بوش للجهود الدبلوماسية ومناصريها، والمدافعين عنها تصريحه بشأن يهودية الدولة الإسرائيلية حيث أكد بوش أن الصداقة الأمريكية الإسرائيلية كفيلة بضمان يهودية إسرائيل. إن هذا التصريح بمعناه، ودلالته السياسية لا يمكن فصله عن أسسه الدينية التي تشكل البناء النفسي لبوش، وتوجه سياساته الدولية خاصة أنه ذكر في السابق أنه يتلقى التعليمات من الله في تبريره لنزعة العداء والحروب. إن جملة هذه التصريحات ما هي إلا محاولة لإرضاء اللوبي الصهيوني الذي يلعب دوراً بارزاً في صناعة السياسة الأمريكية وتوجيهها. أما حديثه عن إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة فبوش يعلم أكثر من غيره استحالة هذا الأمر قبل نهاية مدته في البيت الأبيض لأن إسرائيل لا تريد هذا الأمر وتحاربه، وما اجتياح غزة، وعشرات الشهداء، والجرحى أثناء وجوده في المنطقة إلا محاولة لنسف ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر أنابوليس وإحراج الرئيس عباس والدول العربية التي حضرت ذلك المؤتمر. المستوى الثالث هو مستوى المصلحة العامة أو الأجندة الأمريكية في مصالحها الاقتصادية، والاستراتيجية والسياسية. الجانب السياسي تمثل في التهديدات التي أطلقها بوش إزاء إيران والملف النووي، وعلاقة إيران بكل من المأزق الأمريكي في العراق، وعلاقتها بالشأن اللبناني، ودعم حزب الله وحماس. وهذا الهجوم الحاد على إيران يهدف في المقام الأول إلى إثبات قدرة الولايات المتحدة، وهيمنتها العالمية، وتوجيهها السياسة العالمية، كما يهدف إلى إثارة مخاوف الدول العربية خاصة دول الخليج من إيران، وقوتها الصاعدة، وفي مثل هذا الطرح تسطيح، واستخفاف في العقل العربي الذي يتساءل عن قوة إسرائيل وممارساتها اليومية على أرض فلسطين قتلاً، وتدميراً، واختطافاً، وترويعاً للآمنين من أطفال، وشيوخ، ونساء لكن عين الرضا لدى بوش راضية كل الرضا عن الممارسات الإرهابية التي يمارسها الإسرائيليون بحق الفلسطينيين من عشرات السنين. تهميش الأمم المتحدة وجهودها في حل مشكلة فلسطين واعتبارها فاشلة في هذا الشأن هو تسويق في الوقت نفسه لأمريكا، وسياستها الرامية لاستمرار العصر الأمريكي، وهذا مكسب استراتيجي لأمريكا تسعى الحكومة الأمريكية جاهدة لاستمراره. البعد الاقتصادي يمثل هدفاً أساساً في زيارة بوش للمنطقة خاصة أن النمو الاقتصادي تراجع في أمريكا خلال رئاسة بوش، ولعل العقود التي وقعها خلال الزيارة تؤكد هذا السعي الذي يستهدف خلق مزيد من الوظائف، وتسويق المنتجات الأمريكية خاصة العسكرية. أما شكوى الرئيس بوش من ارتفاع أسعار النفط فهذا جزء من ما يدخل ضمن الحزمة الاقتصادية التي يرغب من خلالها أن يخفف بوش من استياء الشعب الأمريكي إزاء سياسته الاقتصادية. وحري بنا نحن العرب أن نسأل بوش الذي يتذمر من بضاعتنا الوحيدة وهي النفط عن البضائع التي نشتريها من أمريكا وتقييمه لأثمانها الباهظة التي أنهكت اقتصاديات المنطقة وأوردتها موارد الفقر والتراجع.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية
قراءة في زيارة بوش للمنطقة