مع صباح اليوم الموافق التاسع من شهر شوال عادت جميع موظفات القطاع الحكومي ونسبة كبيرة من موظفات القطاع الخاص إلى أعمالهن بعد قضاء إجازة عيد الفطر المبارك في السفر وإقامة الحفلات والمناسبات الاجتماعية، أو تلبية الدعوات وزيارة الأهل والأقارب. وتحرص في هذا اليوم غالبية المنشآت النسائية على إقامة حفلات المعايدة، ولكنها تتفاوت فيما بينها، فلكل منشأة فلسفتها ونظرتها الخاصة لحفلات المعايدة، ولا توجد رؤية أو تنظيم واضح لها، بل عادة تترك لتقدير القيادات الإدارية، فنجد أن القيادة في بعض المنشآت تكتفي بإرسال خطاب تهنئة للموظفات دون إقامة حفل للمعايدة، لقناعتها بأن حفلات المعايدة هي حفلات روتينية ومملة ومضيعة للوقت، والأحرى أن يستثمر وقت الحفل في إنجاز العمل المتعطل بسبب الإجازة، ولذلك نجد الموظفات في هذه المنشآت يبددن جل الوقت في اليوم الأول في التنقل بين الأقسام المختلفة للسلام على الزميلات والتهنئة بعيد الفطر، مما يؤثر في عملهن وإنتاجهن بالفعل، وكل ذلك عائد لإهمال الإدارة للحاجات الاجتماعية للموظفات، وعدم الوعي بأهمية مراعاة خصوصية البيئة الاجتماعية وقوة تأثيرها في سلوك الأفراد والجماعات في المنظمات.
وعلى النقيض من ذلك نجد بعض المنشآت النسويه تبدي اهتماماً كبيراً بحفلات المعايدة وتبذل جهداً في إقامتها، ويبدو هذا الجهد واضحاً في مظاهر المبالغة المختلفة مثل توافر الأصناف العديدة من الأطعمة والمشروبات والحلويات التي تقدم خلال الحفل، وعدد المطبوعات التي توزع فيها، ونوع الملابس التي ترتديها الموظفات، فضلاً عن المدة الزمنية الطويلة التي تقضيها الموظفات في الحفل.
إن حفلات المعايدة تعد حافزاً من الحوافز الإيجابية الاجتماعية ووسيلة اتصال جماعية تقدمها الإدارة للموظفات بهدف إشباع حاجاتهن الاجتماعية، وإشعارهن أن الإدارة حريصة على تقوية العلاقات الاجتماعية بينهن، بما يؤدي لكسب ولائهن وانتمائهن لها.
وحتى نكون أمة وسطاً كما أمرنا ديننا، وحتى يتم استثمار حفلات المعايدة لخدمة الأطراف كافة، أشير فيما يلي لعدد من النقاط:
* طلب مقترحات الموظفات حول حفلات المعايدة مما يحفزهن لحضورها والمشاركة الفاعلة فيها.
* التخطيط والتنظيم الجيد لها في ضوء أهدافها والدقة في اختيار العناصر المشرفة عليها.
* البعد عن مظاهر الإسراف والبذخ في الأصناف والأطعمة والمشروبات التي تقدم.
* الإعلان عنها وتبليغ الموظفات بالمعلومات كافة عن موعدها وأهدافها ومدتها وذلك بوقت كاف قبل تمتع الموظفات بالإجازة.
* اختيار الزمن والوقت المناسبين لها فأفضل الأوقات الساعة الأولى والثانية من اليوم الأول للدوام.
* أن تحرص القيادات على استقبال الموظفات وتوديعهن بالوجود في الحفل من بدايته وحتى نهايته.
* أن تحرص القيادة على عدم الانشغال بالرد على الهاتف أو إنجاز المعاملات أثناء حفل المعايدة.
* أن تحرص القيادة أثناء الحفلات على التواصل الفعال وتبادل التهنئة مع كافة الموظفات دون استثناء فئة دون أخرى.
* البعد عن إلقاء الكلمات الرسمية والخطب والمواعظ التي قد تبعث الملل في نفوس الحاضرات، وتقلل من مشاركتهن في الحفلات المقبلة.
* استثمار حفلات المعايدة في تقديم الحوافز المعنوية وتكريم ذوات الإنجاز المتميز.
* التعرف على انطباعات الحاضرات ومرئياتهن حولها بما يسهم في تطويرها مستقبلا.
كلمة أخيرة: حفلات المعايدة ستكون مناسبة محببة لنفوس الموظفات وفرصة لتطوير الثقافة المؤسسية وبث قيم وأخلاقيات العمل المنبثقة من ديننا فيما لو أحسن استثمارها.
أستاذة في الجامعة العربية المفتوحة [email protected]