جمعيات خيرية لمكافحة الإرهاب
Al-yousef [email protected]
في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها بلادنا منذ سنوات، متمثلة في أعمال التفجيرات وقتل الأبرياء من المواطنين والمقيمين، أرى أن الوقت قد حان لإنشاء جمعيات خيرية لمكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف الذي جرّ على البلاد والعباد ويلات كثيرة. وهذه الجمعيات يكون العمل فيها تطوعيا لمن يرى في نفسه القدرة على المساهمة في تنوير الناس وخاصة الشباب بخطورة ما تتعرض له بلادنا، وكذا تعريفهم بالمنهج الصحيح للمواطنة في ظل الشريعة الإسلامية السمحة التي تدعو إلى نبذ العنف والدعوة إلى الله بالتي هي أحسن وبالحكمة والموعظة الحسنة. وتعريف المجتمع بأن الأمن في البلاد يأتي في مقدمة أولويات المواطنين، لأننا بدون شعور بالأمن والطمأنينة في بلادنا ستتأثر كل نواحي الحياة الاقتصادية والتعليمية والصحية والثقافية والعمرانية وغيرها، فكما أننا في هذه البلاد الكريمة لدينا جمعيات لمكافحة التدخين وجمعيات لمكافحة الفقر وسد حاجة المحتاجين ماديا. وكذلك جمعيات ومكاتب للدعوة وتوعية الجاليات وجمعيات لمساعدة الشباب على الزواج وغيرها. كما تنتشر في معظم المصالح الحكومية والمستشفيات لجان وجمعيات ومكاتب للتوعية الإسلامية، وهذا كله جيد ومطلوب. فكما أن كل تلك الجمعيات واللجان والمكاتب موجودة وتقوم بدورها فإن وجود جمعيات أو لجان أو مكاتب خيرية تكافح التطرف والإرهاب أمر مطلوب لاستئصال أو الحد من الفكر المتطرف والإرهابي في بلادنا، وستجد - إن شاء الله - هذه الجمعيات الخيرية لمكافحة الإرهاب والتطرف العديد من الخيّرين الغيورين على وطنهم للتطوع والعمل في تلك الجمعيات وفق منهجية مرسومة من قِبل مختصين في مكافحة الإرهاب والتطرف. فبلادنا - ولله الحمد - تزخر بالكفاءات الوطنية الصادقة التي يسيطر عليها هاجس الحفاظ على أمن الوطن والمواطنين والمقيمين. فكما وجدت الجمعيات الخيرية القائمة الآن من يتطوع لها ستجد جمعيات مكافحة الإرهاب أضعاف أضعاف ممن يرغبون في عمل شيء لهذا الوطن لضمان أمنه ووقف المد المتطرف فيه حتى لا يزداد ويتمكن أكثر مما هو حاصل الآن.
إن وجود جمعيات لمكافحة الإرهاب والتطرف ستكون بمثابة الساعد الأيمن لرجال الأمن الذين ضحوا بأرواحهم وسقطوا شهداء أو مصابين بسلاح الإرهابيين والمتطرفين. فدورنا كمواطنين صالحين أن نقف خلف وأمام رجال الأمن في مواجهة الإرهابيين والمتطرفين. رجال الأمن بسلاحهم والعاملون في جمعيات مكافحة الإرهاب بفكرهم وحجتهم ومحاضراتهم وكتبهم ونشراتهم وبرامجهم الجماهيرية المباشرة مع الناس إما على المسرح من خلال الندوات وإما من خلال الإذاعة والتلفزيون والصحف.
إن الأجر والثواب الذي سيجنيه العاملون المتطوعون في تلك الجمعيات لا يقل بأي حال من الأحوال - بإذن الله - عما يجنيه العاملون في الجمعيات الخيرية القائمة الآن. فصد الإرهاب عن البلاد والوقوف في وجه الفكر المتطرف فيه حقن لدماء الناس وحفظ لممتلكات البلاد وصون لوحدة الوطن من عبث الإرهابيين والمتطرفين. وأنا أرى أن مكافحة الإرهاب والتطرف والدفاع عن البلاد مقدم على غيره من الأعمال الثانوية التي تأتي بعد أمن البلاد والعباد.