من لا يعرف نجم هوليود صاحب الأفلام الرائعة ميل جيبسون المولود في نيويورك في 3 كانون الأول (يناير) 1956م والذي يعتقد الكثير أنه أسترالي الجنسية، لكن هو ليس كذلك، إذ إنه عندما أصبح في 12 من عمره انتقلت عائلته إلى أستراليا (خوفا من تجنيد والده في حرب فيتنام)، لذلك اكتسب لهجة أسترالية، ولما عاد إلى وطنه تم تقديمه على أنه أسترالي الجنسية لكنه في الأساس أمريكي. ميل له عشرة أشقاء وأخوه الأكبر كان له دور كبير في دخول ميل كلية التمثيل في أستراليا. دخل ميل كلية التمثيل في أستراليا وتخرج منها، ومباشرة دخل مجال التمثيل في التلفزيون المحلي في أستراليا وقام بتمثيل بعض الأدوار في بعض المسلسلات التلفزيونية هناك.
بداياته السينمائية كانت في سنة 1979م مع فيلم صغير في أستراليا هو ماكس المجنون Mad Max ورغم أنه أنتج في أستراليا، إلا أن الفيلم نجح وكانت هذه بداية ظهور نجم جديد هو ميل جيبسون، وفي السنة نفسها ظهر في فيلم آخر هو Tim الذي حصل من خلال دوره فيه على جائزة أفضل ممثل في أستراليا. من هنا ظهر ممثل جديد يؤثر في موازين شباك التذاكر الأمريكي وهو في أستراليا، ومن ذلك الوقت ظهر في عدة أفلام في هوليود وأستراليا معا فبدأ التنقل بين أستراليا وهوليود.
في البداية كان يقدم الأفلام الأكشن والعنف التي نعرفه فيها لكنه فيما بعد ظهر في الكثير من الأفلام الرومانسية والدرامية، ومن أشهرها الفيلم الذي مثل فيه دور المناضل الاسكتلندي الذي ساعد على تحرير بلاده في فيلم Braveheart الذي حقق نجاحا كبيرا. دخل هوليود بأفلام الشهيرة التي إذا ما شاهدتها الآن سوف تعجب بها بالتأكيد, ومن أشهر أفلامه Mad Max 2 الجزء الثاني منها حيث يمثل دور رجل يحاول القبض على مجرمين بطريقة انتحارية لأنه في الأساس يحاول أن ينتحر بطريقة غير مباشرة، ولا ننسى سلسلة أفلام Lethal Weapon الذي طرح الجزء الرابع في سنة 1998، ومن أشهر أفلامه Ransom 1996 وفيلم Forever Young 1992 وفيلم Conspiracy Theory 1997 مع الممثلة المبدعة جوليا روبرس. ثم قدم بعد ذلك فيلم جريمة الرائع هو Payback وهو عن مجرم يقلب ظهر المجن على عصابة لها باعها الكبير في عالم الإجرام و ذلك من أجل فقط 75 ألف دولار.
بعد ذلك قدم فيلم The Million Dollar Hotel، ومشاركة بالصوت في الفيلم الكرتوني الظريف Chicken Run، ثم بعد ذلك قدم الفيلم الملحمي The Patriot والذي أبدع فيه ميل، ويتحدث عن حرب الاستقلال الأمريكية، التي واجهت فيها أمريكا الدولة العظمى في ذلك الوقت الإمبراطورية البريطانية، وبعد هذا الفيلم قدم ميل مجموعة من الأفلام الخفيفة متوسطة المستوى ولكن لها بريقها الرائع كــ What Women Want وبعدها قدم فيلمه الحربي الجميل We Were Soldiers. ثم تعاون مع المخرج الهندي "نايت شايملان" ليقدم فيلم رعب نفسي اسمه Signs أو إشارات، وهو فيلم جيد استمر فيه شايملان على طريق الإبداع الذي ابتدأه بفيلمه الرائع "الحاسة السادسة". وفي عام 2004 عرض على ميل جيبسون فيلم من إخراجه، أثار جلبة وضجة واسعتين، و اعترض عليه يهود العالم باعتباره معادياً لهم، وهذا الفيلم هو The Passion of the Christ ( آلام المسيح). وبعدها توقف ميل للراحة قليلا ثم عاد في عام 2006م في فيلمه Apocalypto الذي استخدم فيه ميل ممثلين غير معروفين، ورغم ذلك حقق نجاحات تضاف إلى نجاحاته السابقة.
وفي العام نفسه دخل ميل جيبسون في مشاكل مع الشرطة ومع المجتمع اليهودي مرة أخرى، بعد أن ألقي القبض عليه وهو في حالة سكر، وأثناء إلقاء القبض عليه سب اليهود علنيا، ما أثار عليه مرة أخرى الدوائر اليهودية في أمريكا، واتهموه أنه معاد لليهودية. في النهاية ميل جيبسون الرجل الذي أثبت أن العيش في الولايات المتحدة هو الأمر الوحيد الذي يصنع المعجزات في السينما. ميل صنع المعجزات في هوليود ليس فقط في أفلامه لكن في حياته الاجتماعية أيضا، فقد استمر زواجه رغم كل ما يحدث من فضائح ومصائب لمشاهير هوليود وهذا يعتبر غريبا في مدينة المشاهير، فلديه من زواجه الناجح الآن سبعة أطفال.