استخدام "إدارة المشاريع" في تطوير منتجات وخدمات جديدة(2)
بعد تطبيق أسلوب "هيكل تقسيم المنتج" لتحديد وتصنيف المنتجات الفرعية المختلفة التي تشكل معاً المنتج أو الخدمة النهائية التي تنشدها المؤسسة المعنية، تأتي الخطوة التالية التي تتمثل في قيام فريق التطوير بإنشاء ما يعرف بـ "مخطط التدفق" الخاص بالمنتج، والذي يتضمن تفصيلات عن ترتيب مراحل تطوير المنتجات.
ومن خلال هذا المخطط، يبدأ فريق التطوير في وصف علاقة المنتجات الفرعية ببعضها. وكما يوحي الاسم، يمثل "مخطط التدفق" تسلسل تطوير المنتج وسير عملية الإنتاج، ويعكس أيضاً مدى اعتماد المنتجات على بعضها بعضا أو الاعتماد على منتجات خارج نطاق المشروع المعني. ويظهر المخطط علاقة المنتجات ببعضها في مختلف أجزاء "هيكل تقسيم المنتج". ويضاف إلى ذلك، أن المخطط يسهم في تحديد النقاط الرئيسة في خطة المشروع، كما أنه يلعب دوراً محورياً في توضيح مدى ارتباط المنتجات بالمشروع ككل، فضلاً عن أنه يمكن أن يحدد منتجات جديدة لم تتم الإشارة إليها من قبل.
ولتوضيح آلية تطوير "مخطط التدفق"، سنفترض أن مؤسسة ما ترغب في إنتاج فيلم سينمائي تهدف من خلاله إلى تعزيز وعي المجتمع بكيفية التعامل مع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. في هذه الحالة سيحدد "هيكل تقسيم المنتج" المكونات الرئيسة المطلوبة لإنتاج هذا الفيلم وتتمثل في خمس فئات هي "ما قبل الإنتاج"، و"الإنتاج"، و"ما بعد الإنتاج"، و"الرعاية"، و"التسويق والبيع". وتشتمل منتجات الفئة الأولى على فكرة الفيلم، ومخطط النص، والبناء الدرامي، وتصميم المشاهد. أما فئة الإنتاج فتتضمن ثلاث مراحل هي "الإعداد" و"المواجهة"، و"الحل". وتشتمل الفئة الثالثة ـ "ما بعد الإنتاج"-، على تحرير الفيلم السينمائي وإطلاقه. كما تشتمل فئة الرعاية على إعداد موجز عن الفيلم وإعداد الميزانية، ووضع قائمة بالرعاة المستهدفين، والتوجه إليهم والحصول على موافقتهم. وأخيراً فئة "التسويق والبيع" التي تتضمن إعداد مقتطف عن الفيلم، ووضع قائمة بالمحطات التلفزيونية المستهدفة، والتوجه إليها وبيعها الفيلم.
وبالرغم من أنه يمكن تحديد تدفق العمل ضمن كل فئة بسهولة، إلا أن التحدي الحقيقي يتمثل في تحديد التدفق بين منتجات الفئات المختلفة، إضافة إلى تحديد الاحتياجات الخارجية. فبالنسبة لفئة "ما قبل الإنتاج"، على سبيل المثال، سيشمل "مخطط التدفق" اختيار الفكرة ومن ثم وضع مخطط النص وإعداد البناء الدرامي وتصميم المشهد. وستعقب ذلك فئة الإنتاج التي تتضمن ثلاث مراحل هي "الإعداد" و"المواجهة"، و"الحل". ولإكمال عملية إنتاج الفيلم، لا بد أن تتبع ذلك عمليتا التحرير وإطلاق الفيلم. أما بالنسبة لمنتجات الفئتين المتبقيتين "الرعاية"، و"التسويق والبيع"، فيجب أن يباشر العمل عليهما بعد اختيار الفكرة على أن يتم إتمامهما قبل تحرير الفيلم. وإكمال فكرة الفيلم مسألة مهمة لإعداد موجز عنه، حيث يجب أن يتم الحصول على موافقة الرعاة وضمان بيع الفيلم، خلال مرحلة التصوير من أجل تأمين التمويل والدعم المادي لعملية الإنتاج. وتنبع أهمية تطوير مخطط تدفق كهذا، من أنه يتيح تحديد الاحتياجات الخارجية المطلوبة لأي منتج. فعلى سبيل المثال، ينبغي على مدير الإنتاج، قبل بدء عملية التصوير، أن يضمن الحصول على الموافقات من وزارة الإعلام وغيرها من الهيئات الحكومية ذات الصلة.
وعليه، فإنه من خلال تسلسل واحتياجات تطوير المنتجات، سيظهر "مخطط التدفق" عملية تحّول منتج ما إلى آخر، أو مجموعة منتجات إلى أخرى. وبالتالي يمثل المخطط أداة غاية في الأهمية تتيح لفريق التطوير مراجعة وتحليل علاقة المنتجات المختلفة ببعضها، وتحديد الاحتياجات الخارجية الضرورية للبدء في تطوير أي منتج.