الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الجمعة, 19 ديسمبر 2025 | 28 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.27
(-0.84%) -0.07
مجموعة تداول السعودية القابضة151.8
(-1.56%) -2.40
الشركة التعاونية للتأمين115
(-1.71%) -2.00
شركة الخدمات التجارية العربية120.3
(-0.66%) -0.80
شركة دراية المالية5.41
(2.08%) 0.11
شركة اليمامة للحديد والصلب31.3
(-1.26%) -0.40
البنك العربي الوطني21.18
(-0.24%) -0.05
شركة موبي الصناعية11.2
(0.00%) 0.00
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة30.4
(-1.23%) -0.38
شركة إتحاد مصانع الأسلاك19.84
(-0.55%) -0.11
بنك البلاد24.77
(-0.72%) -0.18
شركة أملاك العالمية للتمويل11.33
(0.18%) 0.02
شركة المنجم للأغذية53.85
(0.19%) 0.10
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.58
(0.87%) 0.10
الشركة السعودية للصناعات الأساسية52.75
(0.67%) 0.35
شركة سابك للمغذيات الزراعية112.7
(1.62%) 1.80
شركة الحمادي القابضة27.58
(-2.75%) -0.78
شركة الوطنية للتأمين12.98
(-0.61%) -0.08
أرامكو السعودية23.65
(0.21%) 0.05
شركة الأميانت العربية السعودية16.37
(-0.12%) -0.02
البنك الأهلي السعودي37
(1.09%) 0.40
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات28.16
(-0.78%) -0.22

اطلعت على مذكرات (قروي مغمور) والتي تم طبع منها مئات الألوف من النسخ وبيع منها عشرات النسخ فقط. واحتفظ بالباقي في (مستودعات الواق الواق). وقام بتلخيص سيرته الذاتية حيث قال فيها... [ ولدت ولم يكن في فمي معلقة من ذهب .. وإنما في فمي (ثدي أمي) فقط، وكان قدومي يسيرا وبدون "شنة ولا رنة" ولا مصاريف أطباء ولا تكاليف مستشفى عند الولادة.. ولا مصاريف "بامبرز" وحليب صناعي وسيريلاك.. ولم يتردد بي أهلي على طبيب العائلة يفتح لي بطاقة توضح المطاعيم التي تعطى بانتظام أو يأتي لزيارتي كلما أحسست بوعكة، ناهيك عن تكاليف الأدوية، وإنما كنت إذا هاجمني "ميكروب" أقاومه بما يقدمه لي أهلي من أدوية شعبية، وإذا لم توجد استبدلوها (بالكي) في أي مكان يحلو لهم من جسدي (فإما النصر وإما القبر).

ولم يكن عندي سرير هزاز عليه "ناموسية" أنام عليه ويحميني من الذباب والناموس... ولا عربية أطفال أتمدد فيها متلذذا بهزهزاتها عندما تدفعها الماما أو الخادمة برفق... بدلا من أن تحملني أمي على كتفها أو على صدرها ورأسي يتطاوح كالبندول "يتمطرخ في كل اتجاه"... ولم أتعلم المشي في مشاية تحميني من إصابات الوقعات والمطبات والطيحات... ولكنني تعلمته بعد أن دفعت ثمنه جروحا وكدمات و"فلاق" .. وهكذا استمرت فترة الحضانة.

وبعدها بدأت مع أقراني مرحلة الروضة.. وهذه الروضة عبارة عن "كتّاب" مكون من حجرة يتكوم فيها الأطفال عند "شيخ أو مطوع" حيث لم يكن هناك "رياض أطفال" أقساطها أغلى من أقساط كليات الطيران كما لا يوجد معارض متخصصة ولا غير متخصصة تبيع لعب الأطفال مما لا يخطر على بال.. ولا حدائق ولا ملاه ولا حدائق حيوانات.. وإنما نلعب بالحصى "والبراجوه" أو نلعب بالعظام (كبوش) ونتصرمح في شوارع الحارة، ولم نمتع مذاقنا – في مرحلة الطفولة - بالآيس كريم وأنواع الشيكولاتات والبيبسي والعصير.. وإنما على "الكليجا" و"الأقط" و"البليلة" و"اليغمش" ونلبس الثوب الجديد من عيد إلى عيد وليس من جمعة إلى جمعة.

وتخرجنا في مرحلة الروضة، بشهادة عرفية غير مكتوبة... ودخلنا بعدها "المدرسة الابتدائية" .. وفيها تعلمنا مبادئ القراءة والكتابة (وجدول الضرب بعد أن تورمت أقدامنا من الضرب)... نذهب للمدرسة كل صباح نركض ونعود ومنا من يزحف ومنا من يعرج لا سيارة توصلنا ولا يقيم أهلنا الدنيا إذا وبخنا معلم أو عاتبنا مدير.

وأنهينا هذه المرحلة أحياء فائزين بالشهادة الابتدائية – التي كانت تعادل جائزة نوبل للعلوم – ولكن بدون مكافآت ولا هدايا ولا حفلات... وبعدها واصل بعضنا الدراسة في المرحلة الثانوية التي زامنتها (مرحلة المراهقة) وكانت مراهقة نرجسية عذرية رومانسية... انتهت بزواج مبكر وبرجولة أبكر لم تعرف "التفحيط" بالشوارع والصياعة في الأسواق والدروب والسياحة في الشرق والغرب... موبقاتنا (البلوت والتنباك فقط).. ولا نعرف غير (حبوب) الأسبرو و(مسحوق) الطحين (وحشيش) الحيوانات، وشراب "البمتو" .. كما كنا لا نعرف الفيديو وأفلام الكاسيت وغرف "الشات" الذي علم المراهقين ما خفي من "علوم".

وانتهت مرحلة الثانوية بدون مساعدة مدرسين خصوصيين بشهادة كأنها "الدكتوراة".. كما انتهت مرحلة المراهقة بنصف درزن أولاد وبنات شبوا كالبعل على الطل والندى.

وتفرق الصحاب في دروب الحياة.. فمنهم من تفرغ للعمل ومنهم من ساعدته الظروف واغترب لطلب العلم في الجامعات الأجنبية.. وهذه المرحلة تحتاج إلى حديث آخر.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية