الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الأحد, 7 ديسمبر 2025 | 16 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.84
(0.45%) 0.04
مجموعة تداول السعودية القابضة163
(-1.57%) -2.70
الشركة التعاونية للتأمين119.5
(0.17%) 0.20
شركة الخدمات التجارية العربية116.8
(-0.60%) -0.70
شركة دراية المالية5.47
(1.11%) 0.06
شركة اليمامة للحديد والصلب32.9
(0.86%) 0.28
البنك العربي الوطني22.2
(0.73%) 0.16
شركة موبي الصناعية11.12
(0.00%) 0.00
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة31.2
(-4.06%) -1.30
شركة إتحاد مصانع الأسلاك21.84
(0.92%) 0.20
بنك البلاد25.86
(-0.15%) -0.04
شركة أملاك العالمية للتمويل11.58
(1.05%) 0.12
شركة المنجم للأغذية54.65
(-1.26%) -0.70
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.09
(0.75%) 0.09
الشركة السعودية للصناعات الأساسية55.15
(0.36%) 0.20
شركة سابك للمغذيات الزراعية115.9
(-0.09%) -0.10
شركة الحمادي القابضة29.04
(0.90%) 0.26
شركة الوطنية للتأمين13.2
(1.23%) 0.16
أرامكو السعودية24.54
(0.08%) 0.02
شركة الأميانت العربية السعودية17.26
(1.53%) 0.26
البنك الأهلي السعودي37.32
(0.27%) 0.10
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات30.44
(0.07%) 0.02

[email protected]

"صموئيب بوكيت" و"جيمس جويس" من أفضل الأصدقاء، رغم أن كتابة "جويس" كأنت أذيع شهرة، ويحتفل بها النقادُ أيما احتفال، ولكن الذي نال تتويج جائزة نوبل في الأدب في العام 1964هو الآخر "بوكيت". وكانت قصص بوكيت القصيرة ورواياته وإذاعياته معدة للنخبة الضيقة، ومليئة بالإظلام في المعنى والقصد، ومبهمة، وموحلة بالتشاؤم من الحياة، وقعر اليأس البارد، وأبطاله فارغون متبطلون، يملأون فضاءات وقتهم بمثلها، ويؤدون مهمات لا معنى لها، وفي النهاية لا ينجزون شيئا. ولك أن تعود إلى مسرحيته الشهيرة "عودة جودو".. الذي لا يعود. وذكرني أبطاله ببعض المجتمعات التي لا يكون لأفرادها مهامٌ مرسومة، ولا مواصفات معروفة، ولا لهم تعلقٌ جاد بأعمالهم، ولا يخططون حتى لمصائرهم في حاضرهم ومستقبلهم، وهم يصحون لا يعرفون لماذا، ويعملون ولا يدركون ما هدف عملهم، ويعودون كما صحوا.. فيدخل التبرمُ واليأسُ والإظلام في النفوس، وفي مجتمع تعم فيه الشكوى والتضجر فهي علامات لتدهور في الإنتاج والقيمة الفردية. إنهم مجتمعات برؤساء، ويحتاجون إلى القيادة، فمهمة الرئيس هي ملء جيبه في آخر الشهر، فقد يهتم بالعمل الصوري، ولكن لا يهتم بقيمة كل فرد، فلا يعدو أن يكون مجرد موظف مهما ارتقت به المراتب. القائد هو الذي يكون في أول الصف حين البذل، وفي آخر الصف حين الأخذ، هو الذي يكون وراءه أتباعٌ ومحبون، وليس مرؤوسين متبرمين. وأول مهام القائد أن يزرع خضرة الطموح في صحراء اليأس، ويشعل نورَ الأمل في ظلام التشاؤم. هؤلاء القادة هم قادة المستقبل لمن يريد أن يكون هناك حين يحلّ المستقبل.

وقد تلومني على استرجاع أقوال المعلم الكبير "بيتر دركر"، ومن يذوق أسلوب كتاباته، وإشعاع بصيرته الإدارية، وقدراته لاستشراف المستقبل من إرهاصات الحاضر، سيكون مكبا على كتاباته. إنه مدرسة العالم العصرية في الإدارة. ولقد سمى عصرنا هذا بعصر ما بعد الرأسمالية، ويا له من اسم - صفة للعالم الذي نعيشه الآن لا يمكن أن يوصف بغيره.. وفي مجتمعنا الاقتصادي لم تنضج أي من مدارس وتطبيقات الأسواق والنظريات الاقتصادية بل هي خليط مبكر من كلٍّ منها، سيكون حظنا أوفر أن نلحق الركبَ في عصر ما بعد الرأسمالية، أو ما بعد كل نظم الاقتصاد، بحكم أن الاشتراكية ودعت وداعا نهائيا. والدليل بزوغ مجتمعات اقتصادية كبرى هي الإرهاصات التي جعلت دركر يعرف أن الآتي هو عصرُ ما بعد الرأسمالية. ومن طبيعة هذا العصر أنه يحتاج إلى القائد لا الرئيس، إلى الإلهام لا النظام، إلى الشجاعة الحكيمة، لا للتبعية المغلفة بورق الشجاعة.. ومثالنا ماليزيا، وسنغافورة، والصين، والهند الآن. وستسمع بدول لم تسمع بها من قبل ستأكل من الغنيمة وسيطالعها متحسرون ممن يحظوا بقادة لهم.. أو أنهم سيكونون هم الغنيمة!

المابعد رأسمالية ظرفٌ مناسبٌ لنا، بعد أن طوى الزمانُ أوقاتا تخلفنا فيها، وهاهي الفرصة ما زالت ماثلة للعيان، فمن صفات هذا العصر أن "المعلومات" لا "الرأسمال" ستكون المصدر الحرج للمستقبل, أي أنه عصر العقول وأدواتها، والعقول يعني الموارد البشرية، وأدواتها الذكاء الطبيعي، والذكاء الصناعي، أو المعلومات.. ولدينا كما أعرف شخصيا طاقاتٌ عقلية في هذا المجال تضاهي وتنافس أكبر العقول العالمية، ولكن عندهم شيء، وعندنا هذا الشيء يجب أن يوجد.. وحالا!

نريد عقولا تشقلب المنطقَ السائر، أو البديهيات المعاشة، فالرؤساء الموظفون هم الذين يدخلون للمصالح والمنظمات ويخرجون لا يغيرون شيئا والتزموا بما يرون لأن لا خيال لهم، ولكنه ضبطٌ وكأنهم ورقات محبوسة داخل كتاب النظام.. ومن يخرج كما دخل لا يتركنا في محطتنا بل جعلنا نتخلف محطات، لأن قطارا مر علينا وتركنا خلفه.

نريد عقولا تسأل وتشقلب المعهود والبديهي والمرئي، وتقود الناس لتحقيق ذلك، حتى تكون لهم مهمات حقيقية، وحتى ينجز المجتمع جماعيا إنجازه الأفضل والأروع والأكثر بحا وفيضا.. نريد عقولا تسأل لم عندي الأرض هبة من الله مستوية مثل راحة اليد ولا شبكة قطارت، لم لا تبنى الطرق عريضة طويلة مصانة لعقود، لم عندنا التراب ولا نفكر في استغلاله، والهواء، والماء، والشمس، ولم موقع بلادنا هو مفصل بوابات قارات العالم القديم، وببحرين يفصلان ويربطان قارتين عظميين ولا نكون الأهم في النقل البحري والربط بين القارات وهي ثروة غير ناضبة قد تتعدى البترول؟ ولم لا يكون همُّ مجتمعنا هو كيف نملأ عشرات آلا ف من الوظائف بعد أن اشتغل جميع السعوديين؟ البطالة ليست إلا فقرا في الخيال حين يتوافرُ الثراءُ في المورد والمال.

العقول التي تشقلب وتقلب المنظور والبديهي هي منارات طرق المستقبل، هم القادة المستقبليون، الذين يرون أنهم مثل الشخص المدين لا الدائن.. مدين للناس أن يحقق لهم الأفضل والأكرم والأرقى.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية